الجديد برس : رأي
أمة الملك الخاشب
هل ذكرى الألف يوم من العدوان تعتبر مناسبة عظيمة أو مناسبة مأساوية تطوي في صفحاتها الماضية الكثير من الذكريات الموجعة والحزينة ؟
هل ألف يوم من عدوان من هم محسوبين أشقاء وجيران ومن تأييد منهم محسوبين يمنيين وإخوة لنا في الدين والأرض هي مناسبة تجعل الأوجاع تنكأ في داخلنا من غدر هؤلاء وخيانتهم أم هذه المناسبة تجدد في أعماقنا الصمود ومواصلة مشوار الحرية والاستقلال الذي بدأ في يوم 21 سبتمبر 2014؟
قد تكون كلتا الحالتين صحيحة وهنا تذكرت قول الشاعر يا عين صار الدمع عندك عادة تبكين في فرح وفي أحزان ؟ فهذه المناسبة تجتمع فيها الأوجاع مع القوة التي قد تتغلب على الأوجاع وتختلط فيها الجراح والمعاناة مع تذوق طعم التحدي والثبات على المبدأ وتختلط فيها دموع الفرح ودموع الحزن , الفرح لسقوط كثير من الأقنعة المزيفة التي كانت تتغنى بحب الأوطان فكانت هي أول من باع الوطن واستلم الثمن والحزن للمعاناة الانسانية .
هل كنتم تتوقعون أن يمر على شعب اليمن ألف يوم بأيامها ولياليها وأسابيعها وشهورها وهم قابعون تحت أبشع آلة عدوانية عرفها تاريخ البشرية وقد استخدمت ضدهم كل أساليب الحرب العسكرية والنفسية ومع هذا لا يزال اليمانيون رمز للصمود والصبر والعزة والتحدي في كل العالم ..وكذلك هل تعلمون أن هناك من لا يزال يغط في عميق النوم بعد الألف اليوم ؟ بعد ألف يوم ولم يعرف بعد أين الحق وأين الباطل وأين المظلوم وأين الظالم ؟
وبعد الألف يوم هل تدركون أن هناك من لا يزالون يأكلون الثوم في فم غيرهم ويغالطون الحقائق ويعكسونها ولم يملوا كذب وافتراء ولم ييأسوا وهم حتى يعلمون أنهم يكذبون ؟ الألف يوم كشفت الكثير من الأقنعة والوجوه القبيحة التي كانت متسترة وراء ستار الوطنية فمن يصدق أن من تغنوا بأن الوطن أغلى وبشعارهم الرنان بالروح بالدم نفديك
ن يا يمن كانوا أول من دعوا تحالف العدوان لقصف أوكار الحوثيين في العاصمة حسب تعبيرهم ؟ هل كانت الأرواح تفدي الوطن وهم يفعلون نفس أفعال سابقيهم من مرتزقة العدوان القابعين في الرياض ؟
لم تكتف ثلة منهم من أصحاب شعار بالروح بالدم نفديك يا يمن بنهب خيرات هذا الشعب وسرقة ثرواته وتقاسمها والاستئثار بكل مقدراته بل سوَلت لهم أنفسهم سرقة تاريخ هذا الوطن وتراثه فأخر ما يتوقع الإنسان أن يجد تخيلوا لو كان هناك حكومات صالحة كم كان سيكون دخل البلاد من السياحة ومن الصناعة ومن الثروات النفطية ومن الزراعة التي تم منعها في عصرهم الذهبي ؟ لماذا تم اهمال البحوث العلمية والمخترعين وتم إقصاءهم وتم تعميد تجهيل الشعب وافقاره ؟
بعد الألف يوم من الثبات والتحدي والعز والكرامة التي استنشقها اليمني وشعر بها في كل أنحاء العالم وصار يرفع رأسه إذا سمع اسم بلده وإذا أشير له بالبنان وقيل هذا يمني بعد ألف يوم من الظلم ومن آلاف الغارات الصاروخية القاتلة التي نزلت على رؤوس المدنيين والأبرياء بعد ألف يوم قدم فيها اليمانيون آلاف الشهداء من خيرة رجال اليمن الأوفياء الشجعان الذين لا يعوضون والواحد منهم يساوي الألف من أولئك الجبناء الذين باعوا أنفسهم ومن أصحاب العقالات الذين لا يساوون شيئا بمقياس الرجولة بالمقارنة مع رجالنا أولو القوة وأولو البأس الشديد
ألف يوم من العدوان قد تتحول إلى ألفين أو ثلاثة واليمن ماض في بناء نهضته واستعادة عافيته تحت قيادة علم الهدى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وبتعاون كل المخلصين من أبناء هذا الشعب من كل الطوائف والأحزاب