الجديد برس – تقرير
أضافت القوةُ الصاروخيةُ اليمنيةُ، أمس الثلاثاء، إنجازاً عسكريًّا استثنائياً، إلى قائمة ضرباتها النوعية طويلة المدى، بإطلاق صاروخ “بركان H2” البالستي على قصر اليمامة الملكي وسط عاصمة مملكة العدوان الرياض، ردًّا على الجرائم المتواصلة بحق اليمنيين، وبالتزامن مع مرور 1000 ألف يوم من بدء العدوان.
وأفاد بيان للقوة الصاروخية، أن الضربة البالستية اليمنية، استهدفت اجتماعًا موسعًا لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة الملكي، برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان؛ لمناقشة الموازنة السنوية للدولة، كما أكد مصدر في القوة أن “بركان H2” ضرب هدفه بدقة عالية.
وأشار البيان إلى أن الضربة تأتي افتتاحاً لمرحلة جديدة من المواجهة مع العدوان، وتتويجاً لصمود الشعب اليمني لألف يوم، مؤكّداً أن ما بعد الألف يوم ستكون مرحلة مغايرة لما قبلها.
وأعلنت القوة الصاروخية في البيان، أن قصورَ النظام السعودي وكافة منشآته العسكرية والنفطية باتت الآن في مرمى الصواريخ اليمنية، مؤكدةً أن تواصل الجرائم بحق اليمنيين لن يُثنيَها عن القيام بمسؤولياتها في التصدي للعدوان بكل السبل المتاحة.
كما نبّه البيانُ إلى أن “المظلةَ الأمريكيةَ” والغطاءَ الدولي الذي يحتمي به النظام السعودي لن يقفَ عائقًا أمام الشعب اليمني في خوض معركة التحرر والاستقلال، وأن الدماءَ اليمنيةَ التي سفكها تحالفُ العدوان على مدى 1000 يوم، لن تذهبَ هدرًا.
نص بيان القوة الصاروخية
(بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام حول صاروخ قصر اليمامة بالرياض
قال تعالى: ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ))
تتويجاً لملحمة ألف يوم من صمود شعبنا اليمني العظيم، وافتتاحاً لمرحلة جديدة من المواجهة جاءت الضربة اليمنية الباليستية بصاروخ بركان H-2، على قصر اليمامة بالرياض، مستهدفاً اجتماعاً موسعاً لمسؤولي النظام السعودي المجرم.
وبهذه العملية الصاروخية المباركة والمتقدمة نؤكد على التالي:
– أن ما بعد صمود ألف يوم مرحلةٌ مغايرة لما قبلُ.
– أن إمعانَ قوى العدوان في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا اليمني وتشديد الحصار لن يُثنيَ إرادتنا عن القيام بمسؤوليتنا ومواصلة التصدي للعدوان بكل قوة.
– أن قصور النظام السعودي الصهيوأمريكي وكافة المنشآت العسكرية والنفطية في مرمى صواريخنا.
– أن المظلة الأمريكية والحماية الدولية للنظام السعودي المجرم لن تمنعَ شعبنا اليمني من خوض غمار المواجهة إلى حيث شاء الله أن تكون، وأن دماءَ شعبنا العزيز ليست هدراً، ولن تذهب سُدىً.
القوة الصاروخية اليمنية).
لحظة وصول الصاروخ
وكالةُ رويترز للأنباء قالت، فور وصول الصاروخ: إن انفجاراً ضخماً هَزَّ العاصمة السعودية، ونقلت عن شهود عيان أن أعمدةَ الدخان شوهدت تتصاعد من المكان الذي ضربه الصاروخ، فيما كانت مواقعُ التواصل الاجتماعي تضج بتأكيدات من سكان الرياض وناشطين سعوديين، تثبت وصول الصاروخ بانفجار ضخم هز المنطقة.
في الوقت ذاته، قالت مراسلة وكالة بلومبيرغ الدولية للأنباء “فيفيان نيرييم” على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”، إن اهتزازاً كبيراً أصاب البرج الذي تُقيم فيه بالرياض؛ بسبب “انفجار ضخم بالعاصمة”، وهو ما شكّل تأكيدًا إضافياً على وصول الصاروخ إلى هدفه، ونفى ادعاءات النظام السعودي باعتراضه، إذ لا يمكن حدوث اهتزاز في المباني لولا وصول الصاروخ إلى هدفه على الأرض.
وأكد الناطقُ الرسمي للجيش اليمني العقيد عزيز راشد، إصابةَ الصاروخ لهدفه، موضحاً أن القوةَ الصاروخيةَ اليمنية استطاعت أن تحيِّدَ منظومة الدفاع الجوي “الباتريوت”، حيث وصل الصاروخ إلى هدفه بدون أن تستطيع المنظومة رصده أَوْ تتبعه.
وكشف العقيد راشد عن أن القوة الصاروخية عالجت هذا الأمر باختبارات عملية عسكرية، أثبتت نجاحها مرةً بعد مرة بوصول الصواريخ اليمنية إلى أهدافها، متخطية منظومات الدفاع على الحدود وعلى مسافة مئات الكيلومترات داخل العمق السعودي.
أبعادُ الضربة
إلى جانب إعلان القوة الصاروخية في بيانها، أمس، عن “دخول مرحلة جديدة من المواجهة”، فقد شكّلت ضربة “بركان H2” على قصر اليمامة الملكي، تطبيقاً عملياً على أن الجيش واللجان الشعبية يواكبون تصعيدات العدوان بردود لم يكن يتوقعها، وهو ما يؤكد فعلاً على دخول مرحلة جديدة، ربما ترى دول العدوان خلالها نتائجَ مفاجئة ومقابلةً لحجم جرائمهم وتصعيداتهم ضد اليمنيين.
بمجرد أن تم الإعلانُ عن قصف قصر اليمامة بالرياض، بادر الجميعُ إلى ربط الضربة بقصف طيران العدوان للقصر الجمهوري بصنعاء، وهو ما شكّل بُعداً جديداً من أبعاد الرد، فبعد أن تعوّد اليمنيون على ضرب مطارات ومعسكرات النظام السعودي في إطار الرد على المجازر والحصار، ها هم اليوم ينفذون “رداً بالمثل”، وهو ما يشير إلى أن القوة العسكرية اليمنية باتت اليوم على طرف الندية مع تحالف العدوان رغم الفارق الكبير في العتاد العسكري.
كما شكل استهداف القصر الملكي بالذات مفاجأةً عسكرية واضحة، ستقلب الكثيرَ من الحسابات لدى قيادة النظام السعودي الذين لا شك في أنهم فقدوا شعورَهم بالأمان الآن، وهم يفكرون بكونهم صاروا أهدافاً مرصودة وفي متناول الصواريخ اليمنية، التي أثبتت مرةً بعد مرة، أنها قادرةٌ على الوصول إلى العُمق السعودي، وأنها تنتمي إلى منظومة واسعة مستمرة في التطور.
من جانب آخر، يمكن النظر في مضامين الضربة الباليستية اليمنية، إلى واقع العدوان فيما يخُصُّ المعارك البرية، فبينما يروّج تحالف العدوان لعمليات “حسم” عسكري في بعض المحاور كالساحل الغربي، يتفاجأ بصفعة صاروخية، كُلُّ ما فيها مميز وغير متوقع، مداها، وهدفها، وتوقيتها.. الأمر الذي يلقي بأوهامه الإعلامية وانتصاراته الزائفة بعيداً، ويحشره في زاوية ضيّقة يضطر فيها لجلب إدانات وتبريرات غير منطقية لإثبات أن الصاروخ لم يصل.
كل ذلك، في محصلته، يُثبتُ أن القوات اليمنية، ممثلةً بالجيش واللجان الشعبية بكل وحداتها، وعلى رأسها القوة الصاروخية بالطبع، يُمسِكون بزمام السيطرة العسكرية، ويملكون متغيراتِ الواقع الميداني، وينظمونها باستراتيجية خَاصَّة بهم، لا تؤثر فيها تصعيداتُ العدوان أَوْ مؤامراته الداخلية، وبتوازن محكم لا تؤثر فيه جبهةٌ على جبهة.