الجديد برس : رأي
زياد السالمي
كانت ليلة من ليالي العدوان.
ليلة تذكرنا بدأب بني سعود العدوانية تكسرت النوافذ وانصك الباب أكثر من مرة، وكان الأطفال مفزوعين جداً.
الغبار يملأ الشارع، والدخان يتصاعد وسريع الانتشار حتى دخل منازل المواطنين لحظة دوي الصوت، ليس ثمة ما يخنقك بحجم الدخان الذي دخل إلى المنازل أو كحصار استمر 3 سنوات لا القصف ولا غيره، نعم ليس ثمة ما يخنقك غير الكذب الذي تتشدق به دول العدوان، بزعمها الحرص على المواطن اليمني، لم نعد نعول على مجتمع دولي، نحن نعول على الله، ساعة من القصف وفزع الأطفال لن يخفف حدة الحنق والغيظ غير وعي المجتمع اليمني بأطيافه وطائفاته، بتوحيد الصف وتحمل مسؤولية وجوده.
نحن لسنا رخيصين، ولسنا وقفاً لمن هب ودب، نحن بشر لنا حق الدفاع عن النفس، كما لنا حق الحياة والأمن والأمان وحق تقرير مصيرنا.
لم يخلق الله بني سعود أوصياءً علينا، كما لم يخلقنا مسلوبي الإرادة.
كما أربكنا كثيراً هذا التجاهل الدولي، أربكنا انعدام الإنسانية التي ظللنا نتوهمها ونتوهم عدالة دولية وقيماً حتى في الحرب، هذه الموهومية التي رسختها في عقولنا قوانين ومواثيق دولية، ونادت بها منظمات دولية.
إذن، ما الحل؟ ماذا نستطيع أن نقول؟
غير حسبنا الله ونعم الوكيل، من سوَّى النفوس وألهمها فجورها وتقواها.
قصف حقير وسط الأماكن المأهولة بالسكان، وذعر في عيون الطفولة واحتباس أنفاسها، لندرك أن الموت في الذود عنها من المغول القادمين من أرض الحرمين، نعم الطريق وخير السبيل إذا لم يكن واجباً إلهياً.
لم تعد السياسة هي التي تدفعنا للقتال، وإنما دفاعاً عن كينونة الإنسان وماهيته إزاء هذا التوحش الحيواني الهمجي، بعد سقوط الأقنعة، بعد انحطاط الأخلاق من قبل العدوان.
يغدو الموت قيمة إذن حين يكون بمواجهة مثل ذلك، بل يصبح العيش عبثياً إذا تراجعنا عن إعادة الحق إلى القلوب والرشد إلى العقول.
ما ذنب الطفولة؟
وما ذنب الجياع؟
وما ذنب الموظف؟
وما ذنب المنازل؟
هل هنالك إجابة؟
بدون شك نعم.
الإجابة أن الجميع يكتوي بنيران تضعضع الأخلاق..
فلِمَ يكلف نفسه الكيان السعودي قتل الأطفال وحرق المدن وإقلاق سكينة الشعب اليمني، تجاوزها في قصف الشرطة العسكرية.. إلى استهداف مجموعة من المساجين والأسرى!
في حين لو قام عكس ذلك لسيطر على الشعب الطيب، الشعب الذي تستطيع أن تملكه بابتسامة، كما ملكه محمد بن عبد الله برسالة، شعب أرق قلوباً وألين أفئدة.
ما هذا التوحش السعودي المقيت في قصف حاضرة المدن الآهلة بالسكان!
لِمَ لم يتحلَّ بأخلاق الحرب ويواجه في الجبهات ويترك المدن للحياة؟!
أجزم أن السبب في ذلك معرفة العدوان قدره ومستواه، فيقوم لإخفاء فشله وهزيمته بارتكاب مذابح ومجازر ضد الأبرياء.
إذن، ساعة من القصف لا يخفف ألمنا حيال كل ذلك غير الهزء أو بمتابعة الإعلام الحربي حال عرضه بطولات رجال الرجال، ففيه عزاء وافٍ وما يشفي صدور قومٍ مؤمنين. وكفى بالله نصيراً.