المحلية عربي ودولي

الاعلامي السعودي خاشقجي لهذا السبب غادرت السعودية

تحدث الكاتب السعودي جمال خاشقجي عن السبب الذي دفعه لمغادرة السعودية وعن ما يمنعه من العودة، وتكلم عن بعض الملفات السعودية الداخلية وعلى رأسها الإصلاح والحرب على الفساد ومعتقلو الرأي.

 

وقال خاشقجي في اللقاء الذي أجرته صحيفة “عربي21” معه على هامش مؤتمر مسلمي أمريكا في شيكاغو، أنه غادر لسبب بسيط: “أريد أن أكون آمنا وحرا، لا أكثر ولا أقل، لست في حمل في هذا السن للتعرض للتوقيف ولا للإقامة الجبرية ولا للمنع من السفر، فاخترت أن أغادر”.

وأوضح أنه شعر بقدوم حملة قريبة على أصحاب الفكر الإصلاحي في المملكة، فغادر مبكرا، قبلها بأشهر، قائلا: “كان عندي حدس بوجود حملة اعتقالات كبير، وهو شيء مؤلم والبلاد لا تحتاجه، وأتمنى أن يزول بسرعة، أعتقد أن بيد بن سلمان إيقافه، لأنه بالتأكيد جرى التحقيق مع الموقوفين من معتقلي الرأي وتأكد المحققون أنه لا شيء يستحق، بل لدي معلومات أنه لم يكن هناك أصلا أدلة حقيقية للاعتقال”.

الإصلاح

وأوضح خاشقجي أن اعتقال أصحاب الرأي ليس إصلاحا، “بل هو فعل مضاد للإصلاح، وأن معتقلي الرأي جلهم إصلاحيون، بعضهم منغلقون في آرائهم لكني مؤمن أنه حتى الحمقى لديهم الحرية بأن يكونوا حمقى، لذا حتى البعض الذين لديهم آراء منغلقة، لهم الحق أن يعبروا عن رأيهم طالما لم يستخدموا القوة والعنف في التعبير عنها، ومحاولة فرضها على الآخرين، ولكن هنا في هذه الحملة، ربما نتحدث عن 5 أو 6 من بين تقريبا 100 موقوف، لكن البقية الباقية هم في طليعة الإصلاحيين على كل المسارات، كالاقتصاد، والحرب على الفساد، والإصلاح التربوي، وحري بهم أن يكونوا في الصفوف الأولى لقيادة الإصلاح في السعودية لا المعتقلات”.

وقال الكاتب السعودي إن هناك محاولة للقضاء على أي مساحة حرة للتعبير عن الرأي، وأن حملة الاعتقالات الأخيرة تحاول إسكات الجميع، والقضاء على أي مساحة في الوسط، مضيفا أن السعودية تمر بمرحلة مهمة جدا، “وهذه التحولات تحتاج إلى تقييم مستمر ومناقشة، وأن هذه التحولات لا ينبغي أن تقوم برأي شخص واحد، ولا يمكن لتحولات تهم كل مواطن ألا يشارك فيها المواطن، ولو بالحد الأدنى”.

وأكد  “حري بالقائد أن يرحب بآراء مواطنيه المخلصين، لكي يساعدوه ويوفروا له الرأي الآخر”.

الحرب على الفساد وسلوك ابن سلمان

وتعليقا على الأنباء المتداولة عن شراء ابن سلمان يختا وصورة وقصرا بملايين الدولارات في وقت يتم الحديث فيه عن محاربة الفساد، قال خاشقجي: “نحن نحتاج إلى تعريف ما هو الفساد، فالفساد لا يكون في رشوة أو في صفقة مشبوهة ما بين تاجر وإدارة حكومية، إنما هدر المال العام هو الفساد، حتى لو كان خاصا، فالأمير موظف حكومي وأمواله أصلها من الدولة.. نحن السعوديون لا نعرف ما هي الأموال الخاصة وما مقدارها، وهل من حق الشخص أن يتصرف بأمواله بهذا الشكل”.

وشدد على ضرورة أن يلح المثقفون السعوديون في هذه المسائل “أي في توضيح ماهية الفساد.. يجب أن يمتلك المواطن السعودي والمثقف والجميع أدوات الحرب على الفساد، فهي حربنا نحن على الفساد كسعوديين”.

ازمة قطر وجيرانها

وحول الأزمة مع دولة قطر قال الكاتب المقيم في واشنطن، إنها أثرت على كل دول مجلس التعاون ، وعلى العمل المشترك بين اعضاءه، وعلى العلاقة مع الكويت، وعُمان التي تتخذ سياسة النأي بالنفس، مشيرا إلى أنها ضربت فكرة مجلس التعاون والاعتماد على الشقيقة الكبرى، وتابع: “كنا نتحدث عن تطوير واتحاد، الآن بتنا نتحدث عن كيف ينجو مجلس التعاون من السقوط والهلاك”.

وأكد أن أمريكا تستطيع إنهاء الأزمة متى ما أرادت، “لكن هذا يحتاج إلى توحيد الرؤية في واشنطن، فأمريكا تتعامل مع الأزمة بصوتين؛ الأول البيت الأبيض بقيادة ترامب، والثاني صوت وزارة الخارجية والبنتاغون، فإذا اجتمع الرأيان يمكن إنهاء الأزمة، وهذا ممكن في 2018″.

وأوضح أن البيت الأبيض سيكون ضعيفا، وفي حالة دفاع عن النفس أمام هجمة التحقيقات والانشغال بالاتهامات القادمة، لذلك سينشغل البيت الأبيض بأمور أخرى، وسيحل محله في هذه الأزمة البنتاغون والخارجية الأمريكية”.

القدس

وعن ردة الفعل السعودي حول موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القدس المحتلة، قال خاشقجي معلقا على التسريبات عن دور المملكة في القرار الأمريكي الأخير، والزيارات إلى إسرائيل، وأنه كان حريا بالسعودية أن تكون حاضرة بقوة في تركيا مع الأتراك والماليزيين والباكستان الذين حملوا القضية في قمة اسطنبول”.

وقال: “يبدو أن هنالك خطأ سعوديا في ما يجري بواشنطن، بالمراهنة على إدارة ترامب، وقدرتها على توفير بعض ما تتمنى السعودية في مواجهة إيران، وهي مراهنة خاطئة، فلا ترامب يستطيع أن ينزل إلى ساحة المعركة ضد إيران في الشرق الأوسط ولا هو راغب في ذلك”.

وأكد أن هناك خطأ آخر “أتمنى على السعودية ألا تقع فيه، وهو الوعد بشيء لا تملكه، وهو حل القضية الفلسطينية، فالوحيد الذي يمتلك مفاتيح الحل هم الفلسطينيين، هم الأقوى في هذا الملف ومستقلون وأقوياء”.

غضب شعبي تجاه السعودية

وتعليقا على حرق أعلام السعودية في فلسطين، أو رفع صورة الملك سلمان بجانب ترامب في الجزائر، وظهور تيار شعبي رافض للسياسة الخارجية السعودية فيما يخص القضايا الحساسة، قال خاشقجي إنه “على السعودية أن تنظر بعناية لهذه الظاهرة الحقيقية، وعليها أن تطلق حملة للتواصل مع الشعوب”.

المؤسسة الدينية والحكم

وعن التحالف بين المؤسسة الدينية والحكم علق قائلا: “هناك مبالغة في الحديث عنه، فالمؤسسة الدينية موظفون في الدولة، لا يتمتعون باستقلالية سياسية أو من أي نوع آخر، ومن في المؤسسة الدينية ليسوا شركاء في الحكم”.

السياسة الخارجية السعودية

وحول الاضطراب في السياسة السعودية الخارجية كما يراها بعض المراقبون، قال خاشقجي إن “هناك وضوحا لدى صانع القرار فيما يريده خارجيا، فهو يريد القضاء على الربيع العربي ومواجهة الإسلاميين وأن محمد بن سلمان هو من يحكم في السعودية بتخويل من والده، ولا أتوقع أن والده سيتنازل له عن الحكم”.

وأكد أن موضوع الأردن مازال في طور الإشاعة، بعد نفي الديوان الملكي الأردني أنباء اعتقال الأمراء.

وأما موضوع لبنان، فختم خاشقجي أن “الأداء السعودي غير صحيح، وغير منطقي وكاد أن يؤدي لخسارة لبنان، وأعاد السعودية إلى المربع الأول هناك، فحزب الله متحكم في البلاد”، متمنيا على المسؤولين السعوديين تغيير السياسات القديمة في التعامل عندما لا يرون أفقا للحل.

6