من منا لا يتذكر حرب 94 وكيف أنها كانت امتداد لحروب أمريكا الهادفة لاستئصال ما تبقى للاشتراكية من وجود ومن ثم احتلال الجنوب من منا لا يتذكر كيف وقف العالم متفرجا على تلك الحرب الظالمة ما عدا النواة الأولى لحركة أنصار الله على رأسهم السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي وقف في ذلك الوقت تحت قبة البرلمان منددا بتلك الحرب وداعيا لوقفها ووقف الظلم والقتل والنهب والسلب بحق أبناء الجنوب
هذا الموقف النبيل الشجاع الكريم كلف السيد حسين رضوان الله عليه الشيء الكثير خصوصا وأن السلطة العفاشية الإخوانية رأت فيه الرجل الوحيد الذي يمكن أن يمثل بمواقفه المناصرة للمظلومين خطرا عليها كسلطة قائمة على النهب والسلب والخداع والمؤامرات..وعليه فقد سعت للنيل منه وحاولت بشتى الطرق والوسائل لأكثر من مرة تصفيته وعندما عجزت شنت عليه حربا ظالمة صيف 2004
ما نريد قوله هنا أن الجنوبيين وبدلا من رد الجميل لهذا الرجل العظيم والتضامن معه أنكروا جميله ولم يكتفوا بذلك بل كانوا في طليعة قوات عفاش والاخوان في الحرب عليه في جبال مران وأذكر أننا كنا نسألهم كأفراد أثناء الحرب وبعد الحرب لماذا وما السبب الذي جعلكم تقدمون على محاربة من تضامن معكم ودافع عن قضيتكم فكان الجواب يأتي من كل من سألناه “أوامر عسكرية ما نفعل كلنا مظلومين”
المهم لم يكتفوا بالمشاركة في قتل السيد حسين بل شاركوا بفاعلية في بقية الحروب الست وما تلاها من حروب للتكفيريين في صعدة وعمران وحجة والمناطق الوسطى وكنا أثناء تلك الحروب عبر وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة نوجه لهم النصح ونقول بأننا لسنا أعداء لهم وأننا واياهم مستهدفين لعدو واحد وأن العين الامريكية والإسرائيلية والخليجية على جنوب اليمن أكثر من شماله لكنهم لم يلتفتوا لنصحنا ولم يعيروه أي اهتمام .
اليوم وبعد ثلاثة أعوام من العدوان الأمريكي السعودي نعيد ونكرر سؤالنا للجنوبيين ما السبب الذي جعلكم اليوم في طليعة قوات هذا التحالف الإجرامي الهمجي نحن لم نكن يوما أعداء لكم ووالله ما طلبنا منكم يوما شيئا إلا أن تتنبهوا لمؤامرات من يحتلون اليوم أرضكم وأن تحصنوا بلادكم من أعدائنا ولا تجعلوا منها أوكارا لأدوات أمريكا “القاعدة وداعش” تحبك فيها المؤامرات ومنها تنطلق للإغارة علينا وقتلنا في المساجد والأسواق والطرقات وما دخلنا بلادكم إلا لمطاردة تلك العناصر الإجرامية وكف شرها عنا وعنكم لكنكم لم تكونوا أوفيا معنا كما لم تكونوا أوفياء مع قائدنا تأمرتم علينا مع أعدائنا من القاعدة وداعش وأمريكا وإسرائيل وعربان الخليج واليوم ماذا جنيتم من كل ذلك هاهم من حذرناكم منهم وقلنا لكم بأنهم يكيدون لكم ويتأمرون عليكم يحتلون أرضكم ويصادرون قرارتكم ويتحكمون في ثرواتكم ومنشآتكم ومطاراتكم وجزركم وها انتم تساقون للموت بشكل مخيف في مختلف الجبهات الداخلية وما وراء الحدود لخوض حروب ليست حربكم بلا هدف ولا قضية وفي مدنكم وقراكم لا يستطيع بضعة أشخاص أن يجتمعوا خوفا من تفجيرات القاعدة أما السجون الإماراتية فممتلئة بأبنائكم يتولى تعذيبهم يهود ونصارى وفوق هذا فقر وغلاء أسعار وكبت حريات وانعدام أمن واستقرار هذا ما جنيتموه من وراء نكرانكم للجميل وقتلكم لنا ظلما وعدوانا فهل آن الأوان لأن تفيقوا
عابد حمزة