الجديد برس : متابعات
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية خبر إطلاق القوات اليمنية صاروخاً باليستياً على هدف سعودي في نجران جنوب المملكة، وأرفقت مع الخبر صورة أرشيفية تُنشر لأول مرة في وسائل الإعلام رغم أنها التقطت قبل عام وأربعة أشهر وكانت المفاجأة أن الصورة تظهر حجم دمار هائل جداً في مدينة نجران بسبب صاروخ باليستي يمني، لم تعترف به السعودية وتكتمت عليه رغم حجم الدمار الهائل.
ورصد موقع “المساء برس” اليمني الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في 5 يناير الجاري في تغريدة على حساب الوكالة في “تويتر” مرفقة معها تغريدة جاء فيها أن “السعودية تعترض الصواريخ الباليستية بالقرب من الحدود اليمنية” نقلاً عن وسائل الإعلام الرسمية السعودية، وفي نهاية التغريدة أضافت رابط الصورة المرفقة والذي كان عبارة عن رابط خبر موسع للوكالة ذاتها بنفس الصورة على النافذة الإخبارية لموقع “ياهو”.
وفي موقع “ياهو” نُشرت الصورة المحرجة للسعودية لأول مرة وأضافت أسفل الصورة تعليقاً بخط صغير يشرح الصورة وتاريخ التقاطها وقد كتبت الوكالة “في هذه الصورة ملف من 27 أغسطس 2016، سعوديين ينتظرون إلى جوار حطام للسيارات في مدينة نجران الحدودية السعودية، بعد أسبوع من ضربها بصاروخ أطلقته اليمن”.
ولعل الأغرب من ذلك أن السعودية منعت نشر الصورة التي التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية، ومن المؤكد أنها منعت المواطنين من التقاط أي صورة ونفذت رقابة مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي تحسباً لأي صورة تنشر عن نتائج الدمار الذي سببه الصاروخ اليمني، الذي أنكرت السعودية أنه سقط وأعلنت اعتراضه حينها.
وقد يبدو الأمر مستغرباً لدى البعض من كون وكالة الأنباء الفرنسية لم تنشر الصورة إلا الآن وعدم نشرها في حينه، غير أن التفسير الأقرب إلى الصواب، هو أن السعودية بدأت بالسماح برفع الحجب عن بعض التوثيق الخاص بالدمار الذي يسببه كل هجوم صاروخي يمني على السعودية، وبالتالي أصبح مجالاً لوكالة الأنباء الفرنسية نشر الصورة، وهذا احتمال أول، أما الاحتمال الثاني هو أن الفرنسيين بدأوا بتجاوز الرغبات السعودية بعدم نشر الصور وباتوا يتعاطون مع ما يحدث على أرض الواقع كورقة ابتزاز للسعودية.
ويرى البعض أن نشر صورة تكشف حقيقة حدث عسكري داخل السعودية، والتي تحاول الأخيرة حجبها عن الإعلام، بعد فترة طويلة من تاريخ وقوع هذا الحدث، يعني أننا لا زلنا بانتظار أن تجرؤ أي وسيلة إعلامية أجنبية على نشر صورة للدمار الذي تسبب به الصاروخ الباليستي على مطار الملك خالد في العاصمة الرياض، أو صورة عن الدمار الذي تسبب به صاروخ قصر اليمامة.
وعلى سبيل المثال بدأت قناة الجزيرة القطرية ببث صور “فيديو” لدمار وآثار حريق هائل في منشأة نفطية سعودية، وتظهر هذه الصور ضمن أي تقرير تلفزيوني للقناة يتناول الوضع العسكري للسعودية واليمن أو حتى التقارير الاقتصادية التي تتطرق إلى الأضرار العسكرية أو الاقتصادية التي تجنيها السعودية من استمرار حربها على اليمن وما تحدثه الصواريخ الباليستية التي تطلقها القوات العسكرية الموالية لأنصار الله، وقد لوحظ أن القناة في تقاريرها التي تعرض فيها هذه الصور والتي تكررت مؤخراً أكثر من مرة، لا تتطرق إلى شرح الصور ولكنها تكتفي فقط بعرضها ضمن التقرير عند ورود عبارات الصواريخ اليمنية وما تجنيه السعودية من حرب اليمن وغير ذلك.
“على صعيد الإعلام الموالي والتابع للسعودية وتحالفها”
وبدأت مؤخراً بعض وسائل الإعلام التابعة للتحالف بنشر صور الأضرار التي تتعرض لها السعودية جراء الصواريخ اليمنية، التي كانت تصفها وسائل الإعلام التابعة للتحالف أنها “مقذوفات” وتقول بأنها تسقط في مناطق غير آهلة بالسكان وتسبب أضراراً.
وفي الوقت الذي لم تنشر فيه السعودية أي صور لما تسبب به الصاروخ الباليستي الذي ضرب محطة كهرباء نجران في أغسطس من العام 2016، طالع “المساء برس” صورة نشرها موقع صحيفة الوسط البحرينية للحريق الذي اشتغل في محطة الكهرباء، وتظهر الصورة حجم الدمار والحريق الذي اشتغل بسبب الصاروخ.
وكان اللافت أن الخبر منشور في تاريخ الحدث بالفعل وذلك في 26 أغسطس 2016، لكن هيئة التحرير في الموقع قامت بتحديث الخبر بتاريخ 12 مايو 2017 وأضافت إليه صورة ونشرت تحتها تعليقاً على الصورة بخط صغير “صور عممتها وكالة الأنباء السعودية واس”.
وكانت السعودية حينها قد نشرت خبراً في أغسطس 2016 أن مقذوفاً سقط على محول كهربائي في مدينة نجران أدى إلى اشتعال النيران في المحول، ولم تنشر أي صورة حينها كما لم تتطرق إلى ما حدث، في حين كانت الحقيقة أن الصاروخ الباليستي استهدف محطة كهرباء نجران بالكامل وأدى ذلك إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة بأكملها، وقد تكتمت السعودية عن أي تفاصيل للهجوم في حينه.
مراقبون اعتبروا أن نشر السعودية لصور الأضرار التي تتعرض لها جراء الصواريخ الباليستية، وإن لم تكن بالكامل حتى الآن، بعد فترة طويلة من تاريخ الحدث الحقيقي مؤشر على أنها تسعى لإقناع الرأي العام العالمي أنها تتعرض لهجوم من اليمن لتبرير استمرار قصفها على المدنيين الذي بدأت الأصوات الدولية ترتفع ضدها وتهاجمها وتمنع بعض الدول عنها بيع الأسلحة، بسبب ارتكاب مجازر بحق المدنيين.