الجديد برس : رأي
مالك المداني
إن كنت من متابعي قناة المسيرة فستعرف عم أتحدث , وإن كنت لست كذلك فيجب عليك متابعتها حتى وإن لم تكن على وفاق مع إنتمائها وقناعات مالكيها ومايتبنونه من قضايا ومعتقدات وتوجهات !
فكمية المتعة التي تعرضها كفيلة بأن تنسيك كل الخلافات والمشاحنات , وأن ترغمك على أن تتسمر في مكانك واضع فوق رأسك
علامة تعجب بحجم جبل أُحد أو أكبر قليلا !!
إن مشاهد الإعلام الحربي التي تبث هنالك تحوي من المبالغة حد الإنصاف !
والخيال حد الواقعية !
والجنون حد الحكمة والعقلانية !
هي خرافية لدرجة أنك لو قرأتها في كتاب لظننت أنها من أساطير العالم القديم ولكنها حقيقة !!
إن المشاهد التي تعرض بشكل شبه يومي والتي تظهر تارةً مقاتل يمني حافي القدمين يقوم بإقتحام ثكنة سعودية ويقضي على حاميتها !
وتظهر تارةً أخرى مقاتل أخر يضع فوهة بندقيته داخل مدفع دبابة !
تارةً تظهر رتل مدجج يلوذ بالفرار من بندقية !
وأخرى دبابة تصتدم بمدرعة وهي تفر !
مجموعة رجال تجاوزوا تحصينات العدو ب واسطة سلم حديدي !
رجل أشعث يحرق دبابة ابرامز بقداحة وعود ثقاب !
فتية يسخرون من مروحيات الأباتشي التي فوق رؤوسهم !
شباب يحملون أسلحتهم الشخصية ويقطعون عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام ويجندلون بفصائل وكتائب متخمة بالسلاح !
زورق يحيل بارجة إلى كرة نار في عرض البحر !
زحوف تكسر , جيوش تقبر , سلاح يداس , بأبسط الأمكانيات وبأقل عدة وعتاد , أمر أن لم يدعوك إلى إحترامه فالبتأكيد سيدعوك إلى الإعجاب به والإندهاش والذهول !
البعض قد يرى فيها شجاعة اليمني وبأسه
والبعض الأخر سيرى فيها خوف السعودي وجبنه
البعض سيراها مثاراً للسخرية , والأخر سيعتبرها مدعاة للفخر
البعض سيرى هذا , والأخر سيرى ذاك
وكثير جداً ما سيتم رؤيته , ولكن أجمل ماقد تراه فيها هو الله … هو الله … هو الله , وبساطة اليمني وبساطة تفكيره السليم
الذي تفوق به على أحدث الصناعات العسكرية وأقوى الجيوش المدربه
وأدهى الأستراتيجيات والخطط القتالية !
لقد صنعت الولايات المتحدة دبابة الإبرامز وأنفقت عليها ما انفقت لجعلها عصية وغير قابلة للتدمير من الخارج , ولم تحسب حساب أن أحداً سيحرقها من الداخل !
لقد قامت المملكة السعودية بشق وقطع ودحي وتمليس الأرض المحيطة بثكناتها العسكرية بغية منع أحد من تسلقها والوصول إليها , ولم تحسب حساب من سيأتيها ب سلم حديدي ! مجرد سلم حديدي يعبر عليه حامل حتف جنودها وحاميتها!
والمقارنات كثر !
إن هذه البساطة والسجية السليمة التي تمثلت في رجال اليمن والتي أعتبرها في نظري ثورة في التفكير والتصرف !
ستضع كل اساسيات الحرب وقواعدها على المحك , هذه هي الورقة الرابحة وهذه أكثر مايخيفهم ويثير الرعب داخل قصورهم وغرفهم المغلقة !
سمعتهم في خطر , اقتصادهم مهدد , كل ماقد بنوه وأسسوا لبنائه وسعوا فيه معرض للأنهيار في أي لحظة !
كل المؤشرات والوقائع تشير أنهم قد ورطوا أنفسهم أمام إختبار غير منصف , خير نتيجة يمكن أن تحقق فيه هي “الرسوب” وهم يدركون ذلك أيما إدراك وهذا مايفسر اجرامهم الوحشي وهيستيريا القتل التي يعانون منها , ف عود الثقاب يكون في أوج توهجه قبل إنطفائه ….!