الجديد برس / تقارير / إبراهيم الوادعي
بشكل مفاجئ وغير متوقع ظهر القيادي الاخواني حميد الأحمر في العاصمة السعودية الرياض وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بثت له صورة في الرياض يعود المرتزق رئيس الأركان طاهر العقيلي الموالي لتحالف العدوان السعودي الأمريكي والذي يرقد للعلاج في الرياض وتتضارب الانباء بشأن مدى اصابته واعاقته وإمكانية عودته لممارسة مهامه العسكرية.
حميد الأحمر المقيم في تركيا، كما هو معلوم مستبعد تماما من القدوم إلى الرياض وهو كان طرد منها بعد أن عقد اجتماعا مع عدد من القيادات الإخوانية المقيمة في السعودية والعواصم الأخرى بينها إسطنبول دعيت جميعها للقاء ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان عقب عودته من أول زيارة له إلى البيت الأبيض.
كما أن من المستبعد أن يقدم الأحمر المقيم في تركيا من تنازع السعودية زعامة العالم السني ويناصر قطر – حال قيادات الإخوان المقيمة في إسطنبول – في أزمتها مع جاراتها، ويتمتع بصلات قوية مع الشيخ القرضاوي الذي وضعته الرياض على قائمتها للإرهاب، على زيارة الرياض التي لا تتوانى عن ممارسة الاحتجاز التعسفي بحق حلفائها فكيف بمن يختلف معها.
ظهور حميد الأحمر القيادي الإخواني بعد طول غياب، وتلاشي الخطوط السعودية الحمر إزاء هذا الرجل الطامح يوما للجلوس مكان صالح، يأتي بعد أيام من ظهور ابن شقيق زعيم الخيانة صالح في محافظة شبوة الجنوبية، وتكشف سعيا إماراتيا حثيث لبناء قوة خارج إطار الشرعية التي تتجاهلها أبو ظبي وتشكل إحدى عقد الخلاف مع الرياض، وقوة موازية للإخوان الخطر الاستراتيجي من منظور أبو ظبي في المنطقة.
موجة الغضب التي طفت على مواقع التواصل الاجتماعي لدى ناشطي الإخوان وأركان حكومة هادي، توحي بقلق عظيم لدى تيار الإخوان الذي يقاتل في صفوف التحالف منذ 3 سنوات تحت عناوين استعادة الشرعية، وخسر رصيده كليا في الداخل خدمة للتحالف الذي يتنكر له اليوم بإعادة توليد ماسماه ” نظام صالح ” المحترف في سرقة الانتصارات وركوب الموجه، حسب كلام ناشطين إخوان تساءلوا : كيف أمكن لأنصار الله تحملهم طوال 3 سنوات وهم على هذه الدرجة من الخداع والانتهازية.
وكتب أحدهم على صفحته بتويتر ” لم نر سوى الحوثيين في الجبهات، وبعد مقتل الطاغية عفاش تأكد لنا وللعالم بأن الحوثيين هم من يطلق الصواريخ وليس عفاش، وحينما أرادوا القتال حقيقة هزموا في ساعات ،وفروا تاركين زعيمهم يلاقي حتفه، والآن يعودون لممارسة الانتهازية بدمه”
حالة الترحاب بمناصري عفاش في مارب التي فروا إليها منذ نحو شهر فقط تلاشت وباتوا يتعرضون إلى المضايقات على النقاط الأمنية في مارب التي يهيمن تنظيم الإخوان عليها بشكل كبير، وأخذ العديد من ناشطي حزب الإصلاح يوجهون اليهم رسائل الطرد ونكران الجميل باستقبالهم عقب فرارهم من صنعاء، فيما أصدرت تيارات جنوبية بيانات منددة بما يطبخه النظام الإماراتي مع مناصري الصريع عفاش، وذكرت بجرائم حرب صيف 94م وماتلاها من امتهان ونهب لأراضي وثروات الجنوب على يد “نظام عفاش”، وأعلنت أنها لن توفر فرصة في استهدافه أو من فر إلى عدن من رجال صالح عقب أحداث ديسمبر في العاصمة صنعاء.
وكشف صحفي بمارب أن طارق عفاش لم يكن مصابا طيلة فترة اختفائه، بل كانت تجري محاولات إماراتية لتوطينه في مارب وتمكينه من عمل قيادي عسكري، وأشار إلى أن اجتماع محمد بن زايد باليدومي والآنسي بالرياض كان لدفعهم للعب دور في هذا الاتجاه، وحين فشل الأمر كلية جرى عمل مسرحية لظهور الرجل في محافظة شبوه، فيما تأكد إقامة معسكر خاص به في عدن لاستقطاب مقاتلين خارج إطار شرعية الرئيس هادي حسبما قال.
وهذا الكلام يتفق مع ما ذكره صحفي جنوبي بارز بأن طارق عفاش تواجد في ثكنة إماراتية بعدن عقب فراره من العاصمة صنعاء ولم يتحدث عن كونه عانى من إصابة، أو كان يتلقى العلاج، مضيفا بأن الرجل نقل خلال تلك الفترة الى الامارات بطائرة خاصة.
باستعادة المشهد مساءا الـ 4 من ديسمبر مع بروز مؤشرات تهاوي فتنة زعيم المليشيا صالح وتحركه الخياني، حينها شنت مقاتلات العدوان نحو 19 غارة مساء الأحد وصبيحة الاثنين ال 4 من ديسمبر دعما لخطوط دفاع زعيم المليشيا وسط العاصمة صنعاء وحول معقله الأخير، لكن فشل ذلك باقتراب قوات الأمن من منزله في الثنية ومباشرة اقتحامه، دفع بابوظبي إلى الانتقال إلى الوضع الجديد على عجل وغير المتوقع نظرا لضخامة ما جرى إعداده، ومحاولة إنقاذ زعيم المليشيا لتفعيله من خارج العاصمة صنعاء.
وصبيحة الاثنين الـ4 من ديسمبر ساند الطيران المعادي خطة هروب زعيم الخيانة عبر قصف النقاط على الطريق الرابط بين صنعاء وسنحان، مرتكبا جريمة مروعة بقصف سوق ناعظ وقتل نحو 25 مواطنا لإفساح المجال ومنع تعطيل موكب الهروب ، لكن زعيم الخيانة قتل قبيل وصوله إلى نقطة الأمان المفترضة واسقط في يد الإمارات، التي وجدت نفسها للمرة الأولى تقريبا على درجة كبيرة من الحرج أمام الرياض وملكها غير المتوج محمد بن سلمان الذي رضخ واجبر تحت وقع الهزائم العسكرية في الجبهات على مد يده لصالح والقبول به أملا في انتصار خاطف يوصله إلى العرش.
توقن أبو ظبي وهي تلملم بقايا مشروع الخيانة أن من عجز عن اسقاط صنعاء من الداخل، ومن موقع الخيانة والطعن في الظهر، هو أعجز عن إسقاطها من على بعد مئات الكيلومترات، ووجها لوجه أمام رجال حرفتهم المواجهة والثبات.
وتتحسب الرياض من حليفها المولع بألعاب الخيانة يستل خنجرا ليطعنها به في الظهر، وليس في صدر عدوهما المشترك، وهي استدعت مجبرة ربما القيادي حميد الأحمر ومنصة الإخوان في إسطنبول ليقينها بأنهم الأقدر على تقليم أظافر “عائلة عفاش” ويتوقون للقيام بهذه الخدمة..