الجديد برس : لا
تقنيات جديدة محلية الصنع تدخل المعركة وتحرج فخر الصناعات الغربية
السماء اليمنية مثلث برمودا
تقرير : حلمي الكمالي
قبل 4 أعوام عطلت سلطة الفار هادي كل أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة الرادارات، وأصبحت السماء اليمنية مباحة بين ليلة وضحاها، حتى إن طائرات تحالف قوى العدوان الأمريكي لم تجد أية صعوبة في اقتحام الأجواء اليمنية من الدقيقة الأولى لشن عدوانها. . اليوم وبعد 3 أعوام من العدوان، يبدو أن الأمر مختلف تماماً، فخلال فقط 24 ساعة الأحد الماضي، أسقطت قوات الجيش واللجان الشعبية 3 طائرات حربية لقوى العدوان، إحداها من طراز (تورنيدو) البريطانية في محافظة صعدة، وإصابة أخرى من نوع (F15) بصنعاء.
ما بين زيادة عمليات استهداف قوات الجيش واللجان الشعبية لطيران العدوان في الآونة الأخيرة، وعجز العدو عن إدارة فشله، يبدو المشهد العسكري والسياسي في اليمن مفتوحاً هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، على الكثير من الاحتمالات التي تصب في اتجاه تفوق قوات الجيش واللجان الشعبية، في الوقت الذي يبدو فيه العدو أكثر يأساً، بعد أن استنفد جميع خياراته العسكرية.
الكثير من التساؤلات التي تدور حول ما إذا كانت المعركة دخلت مرحلة جديدة وامتلاك قوات الجيش واللجان منظومة دفاعات جوية متطورة، خصوصاً وأن سلاح طيران تحالف العدوان يعتبر الخيط الوحيد الذي يربط العدو بالمعركة، بعد أن خسر كل أوراقه العسكرية والاقتصادية.
إحصائيات للطائرات المستهدفة
بعد مرور قرابة 3 أعوام من العدوان والحصار الخانق جواً وبراً وبحراً، يفيق تحالف العدوان والعالم أجمع على طائرات متطورة وذات تقنية عالية، تسقط بأسلحة الجيش واللجان، فاتحة أفقاً آخر وجبهة جديدة من المواجهة ستكون بمثابة المسمار الأخير في نعش العدو المتهالك، خاصة إذا ما تم تحييد طيران العدو بصورة نهائية.
بحسب الإحصائيات الرسمية، فإن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت منذ بداية العدوان على البلد من إسقاط 41 طائرة للعدو، بينها 12 طائرة أباتشي، و5 طائرات F16 و F15، وطائرة تايفون، وطائرة تورنيدو، وأكثر من 22 طائرة تجسس.
لا يبدو ـ بحسب المراقبين ـ إسقاط هذا الكم الهائل من الطائرات المختلفة بطرازها المتفاوت بين المتطور والحديث جداً، من قبيل الصدفة أو خللاً فنياً كما يبرر له العدو.
تغيير موازين المعركة
الخبير العسكري والعميد في الجيش اللبناني شارل أبي نادر، أكد في حديثه لصحيفة (لا) أن إسقاط قوات الجيش واللجان الشعبية لطائرات متطورة للعدو يعد تطوراً كبيراً للقوات اليمنية من شأنه تغيير موازين المعركة على الأرض.
وعن إمكانية امتلاك الدفاعات اليمنية سلاحاً متطوراً، يشير أبي نادر إلى أن إسقاط الطائرات بأية وسيلة كانت بحد ذاته يشكل ضربة قوية للتحالف، باعتبارها الشريان الوحيد الذي يبقي قوات التحالف في المعركة، وغير مستبعد أن يكون هناك سلاح جديد لدى الجيش واللجان الشعبية.
إحراج الشركات المصنعة للسلاح
العميد اللبناني أضاف أن تبرير التحالف لسقوط طائراته تحت حجة خلل فني، يدعو للسخرية، كما أنه يسبب إحراجاً كبيراً للصناعات الغربية، ويشكل خسارة كبيرة للشركات المصنعة التي تتباهى بمنتجاتها الحربية والعسكرية.
استخدام تقنية الليزر
علي ناصيف، خبير في مجال الفيزيائيات، يؤكد في حديثه لصحيفة (لا) أن عملية استهداف قوات الجيش واللجان طائرة F15 التابعة للعدو، في سماء صنعاء، الأسبوع الماضي، كانت بواسطة أشعة الليزر، ولم تتم بواسطة صاروخ موجه.
ولأسباب كثيرة يوضح ناصيف أن عملية إصابة طائرة F15 كانت بواسطة أشعة الليزر، مشيراً إلى عدة نقاط أهمها أن الإصابة كما أظهرها تسجيل الفيديو الذي بيَّن وجود جهاز أسود صغير، أكد ناصيف أن هذا الجهاز هو جهاز الليزر يحتوي على تقنية (ثري دي) ثلاثي الأبعاد، أي أنه يستطيع أن يمسح أية نقطة، مضيفاً أن الإصابة جاءت من الاتجاه الأيمن، ولم تأتِ من تحت الطائرة، ما يعني أنها لم تستهدف بصاروخ من الأرض.
وذكر ناصيف أنه، وبحسب معلومات خاصة، فإن قوات الجيش واللجان تعمل منذ فترة لتفعيل تقنية أشعة الليزر.
ولفت إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية قد يكون لديها صواريخ تستطيع أن تستهدف بها بعض الطائرات الحربية للعدو، لكن الصواريخ مهما كان حجمها وتطورها فهي ليست بكفاءة أشعة الليزر، حيث تعتبر هذه التقنية من أحدث التقنيات العسكرية في العالم.
منظومة دفاعية جديدة لتحييد الطيران
إذا أخذنا ما سبق بالاعتبار فإن تطور الدفاعات الجوية اليمنية أمر صار مفعولاً وسارياً، وهو ما يؤكده مساعد الناطق باسم الجيش واللجان الشعبية العقيد عزيز راشد، في حديثه لصحيفة (لا)، حيث قال: إن إسقاط أبطال الجيش واللجان لطائرات العدو في الأسابيع الأخيرة، ليس من قبيل الصدفة، وإنما يأتي ضمن عمل منسق تعمل عليه قوات الجيش واللجان منذ فترة، كاشفاً عن تفعيل وشيك لمنظومة دفاعات جوية جديدة للجيش واللجان الشعبية، ستعمل على تحييد طيران العدوان الأمريكي السعودي.
راشد لفت إلى أن هذا الإنجاز العسكري للدفاع الجوي يأتي نتيجة لتوجيهات قائد الثورة وجهود وزارة الدفاع.. وكان قائد الثورة كشف في 14 سبتمبر الماضي، عن أن هناك جهوداً تبذل لتطوير منظومة الدفاعات الجوية اليمنية ستؤتي ثمارها قريباً.
كما أن العقيد راشد كان أشار في تصريحات سابقة إلى أن الرسالتين العسكريتين الأخيرتين للدفاعات الجوية اليمنية أكدتا أن تحييد طائرات العدوان قد دخل حيز التنفيذ بتدشين العام الجديد 2018، على الرغم مما يبذله تحالف العدوان من جهود دولية لاستمرار الحصار.
من جهته، اعترف الخبير العسكري السعودي، عبد الله غانم القحطاني، بأن قدرات (أنصار الله) الدفاعية تطورت بصورة كبيرة في اليمن.
وقال القحطاني، في اتصال هاتفي مع وكالة سبوتنيك الروسية، الأسبوع الماضي، إن الجيش واللجان باتوا يملكون صاروخ سام 7، ويستخدم كمضاد للطائرات في مدى يصل إلى 3700 متر.
يتيم على طاولة المفاوضات
وعلاوة على ذلك، وبحسب آراء محللين سياسيين وخبراء عسكريين، فإن تحييد الدفاعات اليمنية لطائرات العدوان من شأنه إنهاء المعركة بصورة نهائية، خاصة وأن العدو قد استنفد كل أوراقه العسكرية، فمنذ قرابة 3 أعوام من بداية العدوان لم يستطع العدو تحقيق أي تقدم في ميدان المعركة، في حين تحقق القوات اليمنية انتصاراً كبيراً من خلال صمودها الأسطوري في وجه أحدث وأكبر ترسانة عسكرية ومادية في العالم، وتقدماً استراتيجياً وتطوراً نوعياً في القدرات العسكرية والتقنية.
ويؤكد هؤلاء المحللون والخبراء أن تحييد سلاح طيران العدوان سيكون له أثر بالغ في ميدان المعركة عسكرياً وسياسياً، إذ لن يجد العدو أية ورقة تؤهله حتى للجلوس على طاولة أية مفاوضات قادمة.
تفوق الصناعات العسكرية المحلية
الوقائع والأحداث الأخيرة تؤكد أن هناك تطوراً ملحوظاً في الصناعات العسكرية اليمنية، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية أثبتت القوات اليمنية قدرتها الفائقة على تحقيق قفزة نوعية في عالم الصناعات العسكرية، حيث دشنت مطلع العام الماضي إنتاج 4 طائرات حربية بدون طيار محلية الصنع، كما أنها أصبحت تمتلك قدرات دفاعية جوية جديدة قادرة على تحييد طيران العدو، بحسب مراقبين.
طائرات العدو التي أُسقطت
ولمعرفة حجم التطور الذي وصلت إليه منظومة الدفاع الجوي اليمنية، فلا بد هنا أن نعرف أن الطائرات التي تم إسقاطها ذات قدرات عالية ومتطورة في التخفي والابتعاد عن الصواريخ الأرضية، وعلى سبيل المثال نستعرض بعض أنواع وميزات الطائرات التي أسقطتها دفاعات الجيش واللجان الشعبية.
يوروفايتر تايفون (Eurofighter Typhoon)، هي طائرة قتالية متعددة المهام أوروبية من إنتاج شركة (بي إيه آي سيستمز) ومجموعة (إي آي دي إس) وشركة (فينميكانيكا) الإيطالية، دخلت الخدمة في القوات الجوية مؤخراً، وهي من أحدث الطائرات الحربية، وتعتبر ثاني أقوى طائرة مقاتلة جوية في العالم بعد الطائرة الأمريكية (F-22)، وتبلغ قيمتها 90 مليون يورو، وتتسم بتقنيات التخفي، أي أنها خارج نطاق الرؤية ولا يمكن رصدها بالرادارات، حيث يصل أقصى ارتفاع للتحليق فيها الى 16,765 متراً، فضلاً عن أنها تتميز بقدرات قتالية فائقة، وبإمكانها التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى حرق وقود إضافي، وقد تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة (تايفون) في مديرية نهم بصنعاء.
طائرة إم كيو
طائرة حربية أمريكية الصنع أسقطتها الدفاعات اليمنية في 2 أكتوبر الماضي، بالقرب من مديرية همدان بصنعاء، وتُعتبر الطائرة الأمريكية بدون طيار، من طراز ريبر (MQ-9 Reaper)، واحدة من أكثر الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأمريكي، فتكًا، في حربه.
الطائرة تتميز بالمدى الطويل والعمل على ارتفاع عالٍ على عكس الطائرات الأخرى، وهي تشبه الـ(predator) ولكن تعتبر أفضل وأقوى منها.
تستطيع الطيران لارتفاع 50.000 قدم، وتحمل 4 صواريخ (هيل فاير) مضادة للدروع وقنبلتين نوع (gbu-12) وقنبلة (gbu-38)، وتبلغ قيمة الطائرة الواحدة 56 مليون دولار.
طائرة تورنيدو
تورنيدو (Tornado) طائرة مقاتلة متعددة المهام تستعمل كمطاردة وقاذفة، وهي من إنتاج بريطاني أوروبي مشترك قادرة على الهجوم ليلاً ونهاراً، وفي جميع الأحوال الجوية، وعلى ارتفاع منخفض، وبسرعات تفوق سرعة الصوت وحمولة كبيرة جداً.
وهي قادرة على حمل القنابل الذكية والعنقودية والأسلحة البيوليجية مثل الأسلحة الحرارية وقنبلتين نوويتين والصواريخ المضادة للأشعة والعديد من القنابل التقليدية، وتصل قيمتها إلى 24 مليون دولار.
طائرة F16
طائرة أمريكية، وتعتبر من أحدث الطائرات الحربية في القرن العشرين، سرعتها 2075 كم في الساعة، لها حمولة من القنابل تبلغ 4756 كيلوغراماً، وتحمل 6 صواريخ موجهة (جو – جو) من طراز (سايد ويندر) الحرارية قصيرة المدى، كما تحمل صواريخ موجهة (جو – أرض) طراز (مافريك) و(هارم) و(هيل فاير) وغيرها، وتصل قيمة الطائرة الواحدة إلى 60 مليون دولار.
رسالة للتواطؤ الدولي
إسقاط طائرات متقدمة بهذا الطراز العالي يعد ضربة موجعة عسكرياً للعدو، ويشكل أيضاً ضربة اقتصادية للعدو الذي يخسر مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 100 مليون دولار لشراء طائرة واحدة من هذا النوع من الطائرات المتطورة.
تعد العمليات الأخيرة للدفاعات الجوية، بحسب آراء المحللين السياسيين، رسالة قوية للأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان والشريكة في إزهاق دماء الشعب اليمني وحصاره.
كما أن قوات الجيش واللجان الشعبية ترد بطريقتها على استمرار الدعم الدولي للتحالف، وذلك عبر التصعيد العسكري المتمثل في سلسلة مفاجآت صادمة أبزها إسقاط 3 طائرات، وإعلان خيارات عسكرية يمنية خالصة من شأنها تغيير موازين المعركة.
السماء اليمنية محرمة
في الوقت الذي وصلت فيه الصواريخ اليمنية إلى عمق الرياض، تتساقط طائرات العدو كالذباب من سماء اليمن التي تبدو بحسب المراقبين أنها ستكون محرمة عليها في قادم الأيام.
خطف عقارب المعركة
إن هذه اللحظات الفارقة، تشكل حرجاً لقوى تحالف العدوان، وتعطي المقاتل اليمني دفعة جديدة من الصمود، حيث وصل إلى ما يريد، وتمكن من إدارة دفة المعركة لصالحه منذ الوهلة الأولى، وأزاح الكثير من الثقل عن كاهله، ليضعه على كاهل العدو ومرتزقته، ماضياً في الصعود إلى الانتصار على العدو الذي وجد نفسه غارقاً في الخسائر، وجرائمه الوحشية بحق الأبرياء، فضلاً عن ابتزاز الدول العظمى له بمزيد من السيولة النقدية لشراء طائرات لم تعد تنفع ولا تغني من جوع.
محور النصر (سواعد الأبطال)
وعلاوة على التقدم الكبير الذي تحققه القوة الصاروخية والدفاعات الجوية في مستوى الصناعات العسكرية، فإن سواعد أبطال الجيش واللجان الشعبية هي مفصل المعركة القائمة ومحور الارتكاز الحقيقي فيها من كسر كبرياء خرافة التقانة الغربية الى الصمود الأسطوري الذي يقود البلاد إلى شاطئ النصر العظيم.