الجديد برس : رأي
عباس السيد
خبر إعلان السعودية إيداع 2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني ” المختطف ” في عدن، أشبه بالنكتة .
فما قيمة أن تقول للناس أنك وضعت مالا في جيب مختطف أو أسير حرب لا يزال في معتقلك وخاضعا لسلطتك ؟!.
حتى قناة العالم، وقعت في فخ ” الوديعة ” السعودية، ولم تكتف بنقل الخبر ” كما ورد ” بل أضافت إليه التذكير بمليار دولار أخرى ” يُقال ” ان السعودية أودعتها في البنك العام الماضي .
نخشى أن تتمسك السعودية بكذبتها، ويأتي اليوم الذي تطالب فيه بسحب الوديعتين أو الكذبتين، ثلاثة مليارات دولار . وشهود الزور متوفرين زي الرز، من رئيس الشرعية وأعضاء حكومته إلى أصغر عميل ومرتزق .
منذ ثلاث سنوات، تشن السعودية علينا حربا اقتصادية ومالية موازية للحرب العسكرية، وهي من اختطفت البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، ليكون تحت سلطة عملائها، وهي من تقف وراء قطع الموارد الاقتصادية، ومنع وصولها إلى البنك، وهي من عاثت في اليمن قتلا وتدميرا، وأمطرت المزارع بالقنابل العنقودية، وهي من دمرت مئات المصانع والمعامل، والمنشآت الحيوية والبني التحتية، وهي، وهي، وهي ….
فهل يمكن للسعودية التي تسعى لانهيار اليمن أرضا وإنسانا، أن تخشى على الريال اليمني من الانهيار، وتسارع إلى إيداع المليارات من العملة الصعبة في البنك ؟!.
الحرب الاقتصادية والحصار الشامل الذي تمارسه السعودية، أوصلا اليمن إلى حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة في العالم، هذا ما تؤكده تقارير دولية وحقوقية . ولذلك، تتعرض السعودية لانتقادات تتهمها بارتكاب جرائم إبادة شاملة من خلال استخدامها سلاح ” الجوع ” كأداة حرب ومساومة في اليمن، وهو ما يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بموجب القوانين الدولية، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم .
وتحت هذه الضغوط، لم يكن أمام السعودية سوى اللجوء لمخزونها من التضليل ومساحيق التجميل، وأودعت في بنك عدن 2 مليار كذبة .
جرائم السعودية في اليمن لن تمر، والتاريخ لا يرحم، وهاهي اليابان تدفع المليارات تعويضا لمعسكرات ” نساء المتعة ” الكوريات والصينيات .