الجديد برس : رأي
محمد محسن – كاتب عربي
..اليمـــــــــــــــن لــن يتركــــــوه سعيـــــــداً …………….
………………نعم لقد مـــــــات الضمـــــير العـــــــــالمي……………..
……………..مــــــاذا يريــــــدون من اليـــــــــــــــــمن ؟……………..
بقلم محمد محسن
لماذا الحرب الهوجاء على اليمن ؟؟!! هل جرد اليمن حملة عسكرية على السعودية ، الجواب لا ، هل هدد اليمن أي دولة في العالم ، الجواب لا, اذن لماذا الحرب على اليمن ؟؟ هل لإقامة دولة ديموقراطية وانهاء الحكم الاستبدادي فيه ؟؟ الجواب لا وألف لا ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، فالسعودية لا تملك سهماً واحداً من / 2400 / سهماً من الديموقراطية .
.
…………………..اذن لماذا الحرب على اليمن ؟؟…………………….
………..لأنها رفعت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل !!…………
اليمن دولة من الدول التي لم تقدم الولاء والطاعة لأمريكا ، بل أظهرت عداءها لها مقترناً بالعداء لإسرائيل ، لذلك كان على السعودية والدول التي تدور في الفلك الأمريكي ، أن تشن حرباً لتركيعها وتأديبها لتكون عبرة لمن يعتبر، كل ذلك تم ولا يزال يتم بتخطيط ، ومساهمة ، وتشجيع واشتراك أمريكا وكل حلفائها وتابعيها بما فيهم اسرائيل ، شأنها شأن الدول العربية التي [ داعبها الربيع العربي ] فدمرها ؟؟!! ـــ العراق ، ليبيا ، تونس ، مصر ، ثم سورية ، وأخيراً جاء دور اليمن الفقير ، كل ذلك لإعادة هذه الدول إلى الحظيرة الأمريكية ، ولكن هل كانت أمريكا وحلفاؤها يخططون لتدمير هذه الدول إلى الحد الذي وصلت إليه ؟؟ أنا سأنصف أمريكا وحلفائها في هذه الجزئية وأقول : لم تكن كل هذه الدول تعتقد أن الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه هذه البلدان من دمار وموت ، لا شفقة منها ، بل كانت على ثقة ، أن تلك الدول المتمردة ستأتي إلى الحظيرة راغمة وبسرعة ” البرق ” !! ، وستكون الحرب قصيرة كنزهة في برية ، ولكن لم يحدث ما تمنته تلك الدول ، وبخاصة في سورية واليمن ، فكان الدمار هائلاً وشاملاً ، والموت مريعاً ومرعباً ومخيفاً ، لأن المواجهة جسورة ، والتحدي مبهر ، والصبر والصمود كانا سمة الموقف ، الذي فاجأ الدنيا كما فاجأ دول العدوان ذاتها .
.
تكالبت على اليمن الفقير كل الدول المعادية لحرية الشعوب وتقدمها واستقلالها ، حاصرته من الجهات الخمس ، ومنعت عنه الطعام والدواء ، فمات أطفاله جوعاً ومرضاً ، ثم جاء الطيران السعودي ” النشط والفعال ” وأكمل المهمة تدميراً لمنازل الفقراء على رؤوس ساكنيها وتشريدهم ، ولكن لا استسلام ، وترك اليمن مكشوفاً أمام الأمراض الفتاكة التي تميت كل يوم العشرات والمئات من أطفاله ، مع نقص في الدواء والطعام ، وباتت الأسر تقتسم اللقمة فيما بينها .
تقولون بل تزعمون أن الحضارة الانسانية تسير بخطوات متوالية هندسية نحو التقدم والرقي !! هذا هراء ، هذا كذب ، هذا تزييف للحقيقة ، حضارة الانسان تتردى ، وان بقيت تسير في نفس المنحى سنصل إلى الهاوية حيث يأكل القوي فيها الضعيف .
هل هناك متابع في العالم لم يشاهد الفظاعات التي وقعت على رأس الشعب اليمني الفقير والجائع والمريض ؟ ، أين المظاهرات ؟ ، أين كل أشكال الشجب والاستنكار ، ؟ هل قُبر الحس الانساني ، هل هناك من رفع يده معترضاً ؟؟ إلا بعض المبادرات الفردية ، أين شعوب الغرب ” المتقدمة ” ؟ أين رجال الدين ؟ وبخاصة رجال الدين الاسلامي ، يا للعار انهم يقولون في مساجدهم [ هل من مزيد ] !! .
.
تعالوا لأذكركم بآلاف المظاهرات والمسيرات التي كانت تنطلق شبه يومي في كل أنحاء العالم من أجل الفيتنام . من أجل الموزمبيق ، من أجل لوممبا ، من أجل لواء الاسكندرون ، من أجل جنوب أفريقيا ، ومن أجل فلسطين ، لماذا خمدت الآن كل هذه المشاعر الانسانية ؟؟ . هل مات الضمير العالمي ؟؟ نعم لأن الرأسمالية الغربية رسخت مفهوم الفردية ، والفردية أنانية ” اللهم أسألك نفسي ” وأصبحت الحياة نمطية شكلانية ، يعيش فيها الانسان ليأكل ، ويشبع غرائزه ، ولأن أمريكا تفردت في حكم العالم ، ولأن البنية الرأسمالية تتطلب الحروب والويلات لتبيع أكثر ، ولأن كل الأحزاب التقدمية في العالم قد قبرت ؟ وتبعتها النقابات ومنظمات المجتمع المدني ، وبات الرسن ” اللجام ” بيد الشركات الرأسمالية العالمية ، فبيدها القتل والتسريح والتجويع ، ولا راد لقضائها .
.
………………………انه عالم مجنون لا حياة فيه …………………..
تخيلوا أن أمريكا ” الديموقراطية جداً جداً ، والعقلانية جداً جداً ” تتحالف مع السعودية التي تعيش في عصور الظلام ، لتقصف بالاشتراك المباشر معها اليمن الفقير المعذب لتدمره ، اليمن المعذب الذي تفتك بشعبه الأوبئة ، فقط لأنه رفع شعار[ الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ] فحق عليه الموت .
أمريكا ” الحضارية ” تستخدم أسوأ نسخة من الاسلام السياسي ” الارهاب ” أداة لقتل شعوب المنطقة ، واجتثاث أي نفس عقلاني يعبر عن نفسه ولو بإيماءة ، بدلاً من محاولة دفع السعودية الظلامية باتجاه الدرجات الأولى من سلم الحضارة ، ألا يثير هذا العجب العجاب ؟؟!! لا لا وألف لا أمريكا والغرب الاستعماري ضد تقدم الشعوب ، وضد تطورها ، لأنها بذلك تحد من وصايتها ومن أسواقها .
….انها الرأسمالية العالمية المتوحشة التي تتحالف مع الارهاب الأسود …
وحتى لا تقول أمريكا وحلفاءها أننا لم نقدم لهم النصيحة .
.
نبادر فنقول : أيها الطغاة [ الهمة تستدعيها الهموم للمواجهة ] ، [ والمعاناة تدرب الشعوب على الصبر وتزرع في عقولهم روح التحدي ]، “[ والظلم يدفع المظلوم لكسر القيود ] ، انها معادلات متساوية الجدائين ، ونحن نلعنكم ، نشكركم لأنكم صهرتمونا في حربكم حتى بتنا كالفولاذ المسقي أكثر صلابة وقدرة على التحدي والمواجهة ، وأعدتم لنا حيويتنا التي أخرجتنا من مستنقعات الركود ، ودفعتنا في دروب الحياة لمواجهة كل المصاعب والمتاعب ، وحددتم لنا العدو من الصديق الذي ما فتئنا نختلف عليه وباتت القناعة مطلقة أن هناك عرب أمريكا واسرائيل ، كما أتحتم لنا من خلال المواجهة ، كل الفرص لإرساء دعائم قوية من خلال المواجهة المشتركة للقطب العالمي الجديد ، الذي سيلجم جموحكم العدواني .
……وأخيراً وليس آخراً نقول لكم سننتصر ، وسينتصر شعبنا في اليمن الصامد ، وسيعود اليمن سعيداً ، رغم كل الجراح التي لم تترك في جسم شعبنا مغز ابرة بدون جرح .