الجديد برس – تقارير – المراسل نت
أعلنت قوات التحالف السعودي عبر قنوات فضائية على رأسها قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز أن طيرانه شن 15 غارة مساء السبت على مواقع الحوثيين في منطقة الدفاع الجوي وشارع الستين غربي مدينة تعز، هذا الإعلان كان كافياً للحكم على نتيجة العملية العسكرية التي أطلقها التحالف يوم الخميس الماضي، في يومها الثالث، فالمواقع التي يقصفها الطيران هي ذاتها التي بدأ العملية بقصفها، هذا التعثر انعكس بتصاعد الانقسام وتبادل الاتهامات بين فصائل الإصلاح الاخوانية وفصيل جماعة أبوالعباس السلفية حيث تلقت الأخيرة النصيب الأكبر من الخسائر البشرية على رأسها الذراع الأيمن لقائد الجماعة.
وأفاد مراسل المراسل نت في تعز أن معارك يوم السبت أو اليوم الثالث للعملية التي أطلقها التحالف تركزت على الجبهتين الشرقية والغربية، مشيراً إلى معلومات ميدانية مؤكدة تفيد بفشل أتباع التحالف في تحقيق التقدم المطلوب، حيث انكسرت محاولاتهم التقدم باتجاه تبة الدفاع الجوي غربي تعز رغم الدعم الجوي إلا أن الهجوم قوبل بمقاومة شرسة من مقاتلي الجيش اليمني والحوثيين الذين تمكنوا من تدمير آليتين وأوقعت نيرانهم عشرات القتلى والجرحى من أتباع التحالف.
كما تمكنت قوات الجيش والحوثيين من تدمير دبابة وإعطاب أخرى أثناء محاولة أتباع التحالف التقدم باتجاه تبة الروسي بمنطقة الضباب غربي تعز لينكسر الهجوم الثالث من نوعه على تلك التبة منذ بدء العمليات.
شرقاً، قتل وأصيب عدد من المسلحين الموالين للتحالف إثر فشل تقدمهم باتجاه معسكر التشريفات حيث دمرت قوات الجيش والحوثيين آلية وطقم عسكري.
وباتجاه مدرسة محمد علي عثمان في حي الجحملية وقعت القوات الموالية للتحالف (من عناصر جماعة أبوالعباس) في مصيدة كبيرة عندما حاولت اقتحامها لتقع في حقل ألغام ومطر من القذائف الصارخية، حيث شهدت صفوف تلك القوات انهياراً إثر مقتل القيادي “بشير دبوان ” قائد الكتيبة الثانية في جماعة ابو العباس والذي يعد الذراع اليمنى عسكرياً لقائد الجماعة.
المصيدة التي وقعت بها جماعة أبوالعباس أكدها أبرز ناشطيها وهو عبدالرحمن عبده صالح في منشور رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك قال فيه “تم اقتحام مدرسة محمد علي عثمان وحدثت داخلها اشتباكات وجها لوجه بين أبطال اللواء35 كتائب ابي العباس وبين ميليشيات الحوثي وتمكن الأبطال من الصمود داخلها ومقارعتهم حتى بدأ العدو بتفجير الألغام التي كان قد زرعها مسبقا شبكة ألغام فأصيب عددا من الأبطال وارتقى بعضهم شهداء فارتبك الأبطال حينها واستغل الحوثيين ذلك وبدأوا بإطلاق النار بكثافة ضد فريق الاقتحام مما اضطر الشباب إلى الخروج من المدرسه والتمركز في المباني المجاورة لها”.
التعثر الكبير للقوات الموالية للتحالف رغم حصولها على أكبر دعم عسكري وجوي ومادي منذ بدء الحرب، يفسره مدير مكتب الجزيرة في اليمن سابقاً ومسؤول ملف اليمن في القناة ذاتها حالياً “أحمد الشلفي” الذي أكد أنه لم يكن هناك خطة عسكرية للتصعيد.
وقال الشلفي في منشور رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك “كنت استمع قبل قليل إلى المدير الفني لمستشفى الثورة بتعز وكان حديثا يوجع القلب اذ يقول الرجل إن المعركة التي تتم اليوم لم يتم الاستعداد لها طبيا وأن المستشفى يستقبل حالات فوق طاقته خلال اليومين الماضيين وانه لم يدعم بأي احتياجات ولم يكن هناك خطة لذلك”. وأضاف “بالله عليكم أي خطة تحرير هذه التي لا تجهز لها مستشفيات ميدانية لاستقبال الحالات ولا تجهز مستشفيات المدينة بالمطلوب؟”.
وفيما تؤكد معلومات حصل عليها المراسل نت أن خسائر أتباع التحالف منذ بدء التصعيد (ثلاثة أيام) بلغت أكثر من 400 قتيل وجريح وأكثر من 25 آلية عسكرية وطقم عسكري، فإن إدارة مستشفى الثورة بتعز أكدت عدم قدرتها على استقبال مزيد من الجرحى وجثث القتلى، حيث استقبل المستشفى صباح السبت أكثر من 30 جثة وأكثر من 25 جريح.
تلك الخسائر يؤكدها رئيس مركز الباطنية وإدارة قسم الطوارئ في مستشفى الثورة بتعز الدكتور أحمد الدميني الذي بدوره كتب منشوراً رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك قال فيه “بمستشفى الثورة لوحدها حتى الان تم اجراء اكثر من 25 عملية جراحيه متنوعه للجرحى وتنوعت ما بين جراحه عامة و عظام وأوعيه دمويه ودماغ واستقبل الطوارئ الجراحي أكثر من 64 جريح”.
وأضاف “نعاني من كثير من المشكلات فيما يخص الكادر الطبي والمستلزمات الجراحيه لتوافد كثير جرحى من بقية المستشفيات ” مشيراً إلى أن “اغلب المستشفيات المتعاقدة مع مركز سلمان لا تمتلك سعة سريرية لاستقبال جميع الحالات ويتم تحويلها للثورة ونتعامل معها بالإمكانيات المتوفرة بمساعدة اطباء بلا حدود و حتى مستشفى الجمهوري أعاد الينا حالات كثيرة “.
وإلى جانب مقتل الذراع الأيمن لقائد جماعة أبوالعباس، حصل المراسل نت على أسماء بعض من قتلوا في معارك السبت وهم، معاذ الحميري الشرعبي-هيثم هزاع امير- نشوان هزاع امير-خالد عبدالله ناجي العدس-مروان مهيوب عبده -نذير عبده علي سيف- كمال القملي-عبدالملك مهيوب الشرعبي- وجدان أحمد مهيوب-ردفان احمد عبده قائد.
وبين التعثر الميداني والدعم المادي السخي تتعالى الأصوات التي تتهم القيادات العسكرية بالمغامرة بالمقاتلين دون وضع الخطط من أجل الحصول على الدعم المالي للتحالف، فيما تتبادل قيادات فصائل الإصلاح الاخوانية وقيادات السلفيين الاتهامات بتقديم احداثيات للحوثيين عن موقع الطرف الآخر، تؤكد المؤشرات والمعطيات الميدانية إلى أن العملية العسكرية التي أطلقها التحالف في طريقها للحاق بعمليات سابقة انتهت بالفشل والاتهامات المتبادلة.
صور قتلى قوات هادي والاصلاح والسلفيين نشرها نشطاء موالين للتحالف: