الجديد برس : رأي
محمد النعماني
الإمارات والسعودية أشعلتا ونشرتا الفوضى في الجنوب، بالذات في عدن، وأشغلتا أبناء الجنوب عن ما يجري من تآمر من قبلهم بتسهيل ونقل أكثر من ثلاثة آلاف من قوات النخبة من الحرس الجمهوري إلى وسط مدينة عدن وتوزيعهم في العديد من المعسكرات السرية التي أنشأتها لهم الإمارات في العديد من المناطق في وسط وضواحي مدينة عدن.
عقاب جماعي ضد أبناء الجنوب بهدف إخضاعهم للاستجابة للوصاية
هذه القوات المتدربة يمكن استخدامها في أي وقت ضد أبناء الجنوب لقمع وضرب أي اعتصامات أو تظاهرات تشهدها مدينة عدن ضد حكومة “الشرعية” أو “المجلس الانتقالي” أو التواجد العسكري الإماراتي السعودي في محافظات الجنوب، وبالذات بعد تصاعد واتساع الرفض الشعبي الجنوبي للتواجد العسكري الإماراتي السعودي في محافظات الجنوب، وتحميل دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع المعشية الصعبة للسكان في الجنوب، وانتشار الفوضى والاغتيالات والجماعات المسلحة والجماعات الجهادية، والحرمان وعدم توافر الخدمات الطبية والكهرباء والمياه والرواتب، وانهيار العملة وارتفاع الأسعار وانتشار الفقر والمجاعة والأمراض، حيث تحولت حياة المواطنين في المحافظات الجنوبية إلى جحيم وكوراث.
وهو الأمر الذي أدى إلى تعالي الأصوات المطالبة برحيل قوات الاحتلال الإماراتية السعودية المحتلة للجنوب، وهي تمارس العقاب الجماعي ضد أبناء الجنوب بهدف إخضاعهم للاستجابة للوصاية الإماراتية السعودية للسيطرة على الجزر اليمنية، سقطرى وميون، وباب المندب، وبحر العرب، والبحر الأحمر، بهدف حماية مصالحها الاقتصادية في ظل المتغيرات القادمة في طرق حركة الملاحة الدولية، حيث يمتلك الجنوب موقعاً استراتيجياً مهماً في حركة الملاحة الدولية يؤهله في المدى القريب لأن يلعب دوراً مهماً وأساسياً، كشريك اقتصادي في حركة انتقال البضائع والتجارة الدولية بين مختلف قارات العالم.
وهو الأمر الذي أخاف الإمارات، وسعت إلى تأجير ميناء عدن في بداية الأمر، وهي اليوم تحتل ميناء عدن وجزراً ومناطق يمنية بهدف عرقلة أي دور قادم لليمن والجنوب في حركة الملاحة الدولية وانتقال التجارة العالمية بين مختلف قارات العالم.