الجديد برس – تقارير – الوقت التحليلي:
تناولت صحيفة الأندبندنت البريطانية في مقال ترجمه وأعده “موقع الوقت التحليلي الإخباري” الأسباب التي تدفع الشعب البريطاني إلى النفور من السعودية والسياسة الخارجية والداخلية لها والتي أدت إلى نفور عالمي منها.
حيث قالت هذه الصحيفة البريطانية في مقال للكاتب الشهير “أندرو سميث” أنه وفي حين أن رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” ستلقي السجادة الحمراء تحت قدمي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلا أن الشعب البريطاني لن يكون من المرحبين بهذه الزيارة.
وفي تسليط الضوء على سياسة بن سلمان قال الكاتب، قد يكون محمد بن سلمان أقنع تيريزا ماي وزملاءها بأنه شخص متمدن وحضاري وتواق للحرية، ولكن على عكس ما يخيل إليه فإن الشعب البريطاني لن ينخدع بسهولة.
واستطردت الصحيفة بالقول بطريقة ساخرة: إن الشرطة البريطانية في العاصمة لندن أبلغت ناشطي الحملات بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيصل إلى لندن في 7 من شهر مارس / آذار من العام الحالي ولمدة ثلاثة أيام وسيجري خلال زيارته سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، وقالت الشرطة – وعلى غير العادة – إنه لن يجتمع فقط مع الموظفين المدنيين والسياسيين، بل سوف يجتمع أيضا مع المتظاهرين.
وحول سياسة التسويق الذي يتبعها بن سلمان لنفسه قالت الصحيفة إن هذه الزيارة ستكون جزءا من السحر المستمر الذي يشنه ولي العهد والذي في واقع الامر عقد بالفعل اجتماعات رفيعة المستوى مع دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وزعماء العالم الآخرين بينما في الشهر المقبل ستكون تيريزا ماي هي المضيف الرئيسي لهذا الرجل، حيث يحاول بن سلمان اقناع الغرب بأنه شخص متحضر وليبرالي يعمل بجد لبناء بلاده، وأنه رجل التغيرات الجذرية في المملكة.
الحرب السعودية على اليمن
وقالت الصحيفة: يبدو أن ولي العهد السعودي شخصية المملكة التي تسعى لعلاقات عامة مع باقي الدول بينما هي في واقع الامر من أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم، كان واضحا أنه هو المخطط الرئيسي لقصف اليمن الذي دام ثلاث سنوات، حيث أسفرت الحرب عن مقتل الآلاف من الناس، وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تسبب القصف السعودي على هذا البلد بتدمير البنية التحتية الحيوية فيه وسط أسوأ تفش للكوليرا، حيث اصيب اكثر من مليون شخص بهذا المرض القاتل والفضل بالطبع لرجل الحضارة والتمدن بن سلمان.
وحول المأساة التي يعيشها الشعب اليمني استطردت الصحيفة بالقول إنه وبالرغم من كل الادانات الدولية لم تتمكن المساعدات من الوصول إلى الملايين من الناس الذين هم في أمس الحاجة إليها، حيث أدى الحصار الذي فرضته السعودية إلى إيقاف الغذاء والإمدادات الطبية من دخول اليمن.
انزعاج داخلي من بيع بريطانيا الأسلحة للسعودية
وعبر الكاتب عن انزعاجه من ردة فعل الحكومة البريطانية على المجازر السعودية بالقول: لم تكن استجابة تيريزا ماي وزملائها بإدانة الأفعال السعودية ودعوة لوقف إطلاق النار في هذا البلد الفقير بل على العكس من ذلك، قامت الحكومة البريطانية بتسليح ودعم حملة القصف منذ اليوم الأول.
وقالت الصحيفة البريطانية: ومنذ بدء العدوان السعودي على اليمن في عام 2015، قامت بريطانيا بمنح السعودية رخصة أكثر من 4.6 مليارات جنيه إسترليني من الطائرات المقاتلة والقنابل وتشمل هذه الطائرات مقاتلات “إعصار تيفون” التي تحلق فوق اليمن الآن، وقنابل “بافيواي 4″، التي كان المحققون من هيومن رايتس ووتش قد أكدوا مراراً وتكراراً أن هذه القنابل استخدمت باستهداف البنية التحتية المدنية.
ومما لا شك فيه أن مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية ستكون على جدول الأعمال خلال زيارة بن سلمان الشهر المقبل، حيث تعمل حكومة المملكة المتحدة حاليا مع شركة بي إي سيستمز لبيع المزيد من الطائرات العسكرية.
هل القمع السعودي مقتصر على اليمن؟
وحول القمع الذي تمارسه السعودية على شعبها قال الكاتب البريطاني: وبالطبع لم يكن قمع وبطش ولي العهد الجديد مقتصراً على اليمن فحسب، بل أيضا طال بطشه الرياض، حيث أشرف بن سلمان على واحدة من أكثر عمليات القمع الواسعة النطاق في السنوات الأخيرة في السعودية.
ففي فندق ريتز كارلتون الفاخر في الرياض، عادة ما تكون تكلفة الليلة الواحدة 460 جنيه إسترليني ولكن في الأشهر القليلة الماضية كان هذا الفندق بمثابة سجن لعدد من الملوك وفي نوفمبر الماضي، تم نقل أكثر من 300 من الامراء ووزراء الحكومة ورجال الاعمال إلى الفندق الذي تبلغ مساحته 52 كيلو مترمربع، كما تم احتجازهم للاستجواب في اطار ما تم ترويجه في الاعلام على انه تحقيق رئيسي لمكافحة الفساد.
وقد انعكس حجم القمع في الشوارع، حيث كانت السلطات السعودية قد اعدمت العام الماضي 141 شخصا واعتقلت العشرات من الناشطين في مجال حقوق الانسان في اطار ما وصفه خبراء الامم المتحدة بـ “نمط مثير للقلق من الاعتقالات والاحتجازات التعسفية واسعة النطاق في السعودية“.
وفي الختام قالت الصحيفة: قد يكون ولي العهد أقنع تيريزا ماي وزملاءها بأنه شخص متحضر ولكن الشعب البريطاني لن ينخدع بسهولة، وعندما يصل ولي العهد سيجد احتجاجات ومعارضة من مختلف الأطياف السياسية البريطانية، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة الاستطلاعات البريطانية ان الأغلبية الساحقة من المملكة المتحدة تعارض مبيعات الاسلحة إلى السعودية، وفي الشهر المقبل، سينزل المتظاهرون إلى الشوارع ويرسلون رسالة وبصوت عال وواضح للعالم أجمع مفادها أن هذه الزيارة مسيئة وأن ولي العهد السعودي غير مرحب به في بريطانيا.