الجديد برس : عربي
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر اللّه إنّ المنطقة كلها دخلت علناً في قلب معركة النفط والغاز، مشيراً إلى أنّ موضوع لبنان ليس قضية منفصلة عن المنطقة ككل.
ولفت نصر اللّه خلال كلمة له إحياءً لذكرى الشهداء القادة إلى أنّ “الجشع والطمع” يطبعان أسلوب الإدارة الأميركية وهي لا تخجل من المجاهرة بذلك، مضيفاً أنّ إسرائيل تحاول استغلال إدارة الرئيس دونالد ترامب والوهن العربي للحصول على قرار أميركي بضم الجولان إلى كيانه.
الأمين العام لحزب الله، تطرق إلى أنّ بعض القادة العرب والأجانب يتحدثون عن ثروة نفطية وغازية في سوريا وهذا أحد أسباب الصراع عليها، معتبراً أنّ “الاحتلال الأميركي يحافظ على ما تبقى من وجود لداعش في سوريا ويمنع الآخرين من القضاء عليه”.
ورأى أيضاً أنّ “بقاء الاحتلال الأميركي في سوريا يعود لأن آبار النفط والغاز موجودة في شرق الفرات”.
وفي السياق عينه، قال نصر الله إنّ إدارة ترامب ترى العراق بعيون نفطية وكل مواقفها هناك مبنية على مقاربات نفطية صرفة، منوهاً بأنّه “ثمة معركة نفط وغاز تديرها واشنطن من شرق الفرات إلى العراق فقطر والخليج”.
نصر الله: قادرون على إيقاف منصات النفط الإسرائيلية خلال ساعات
وحول الثروة النفطية في لبنان، شدد على أنها “ملك كل اللبنانيين وهذا ملف يجب أن يفتح”، وتابع قائلاً إنّ هذه الثروة تضع البلد على طريق اقتصاد واعد ومن هنا يجب مقاربة هذا الملف الحساس.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّ النزاع الأساسي الحاصل لا يتعلق بالحدود البرية بل البحرية وهذا يجب التنبه إليه.
كما أكد أنّ الدولة اللبنانية موحدة في الدفاع عن ثروتها النفطية و”هذا أهم عامل للانتصار في هذه المعركة”، مضيفاً “نحن كمقاومة ملتزمون بكل شبر من الأرض اللبنانية التي تقول الدولة اللبنانية إنها لبنانية”.
وفي هذا الإطار، قال إنه يجب على الدولة اللبنانية “ألا تسمح للشياطين أي أميركا في تعكير صفو الوحدة حيال الدفاع عن ثرواتها”.
ووفقاً للأمين العام لحزب الله فإنه يجب على الدولة اللبنانية أن تتعامل مع هذا الملف من منطلق “قوة لا الضعف” والقوة هي بالوحدة اللبنانية.
كما أنّ القوة الوحيدة لدى اللبنانيين في معركة النفط والغاز “هي المقاومة”، على حد تعبير نصر الله، الذي أضاف “بات بمقدور اللبناني اليوم أن يرد على التهديد بالتهديد وهذا ما بات يعرفه الإسرائيلي جيدا”.
وقال نصر الله “إذا أتى الأميركي يقول لكم إنّ عليكم أن تسمعوا لي لأردّ إسرائيل.. قولوا له عليك أن تقبل بمطالبنا لنردّ حزب الله عن إسرائيل”.
وأشار إلى أنه إذا طلب مجلس الدفاع الأعلى اللبناني وقف المنصات الإسرائيلية داخل فلسطين فإن ذلك الأمر سيتم خلال ساعات.
وحول الوساطة الأميركية في ملف النفط اللبناني، قال نصر الله إنّ هذه الوساطة “منحازة لمصلحة الصهاينة وهذا يجب التنبه له في التفاوض”.
ورأى أيضاً أنه “ليس هناك وساطة أميركية بل حضر المسؤولون الأميركيون للإملاء والتهديد وليس الوساطة”.
وذكّر نصر الله بمحاولة الاغتيال التي نفّذت في صيدا الجنوبية أخيراً، متهماً إسرائيل بتنفيذ العملية وأنّ ذلك الأمر اعتداء على لبنان ومؤشر تحريضي لاغتيالات أخرى.
إسقاط الـ F16 جاء بقرار سوري وهو إنجاز عسكري استراتيجي
نصر الله: القيادة السورية اتخذت قرارها بالدفاع عن نفسها وهو قرار للرئيس بشار الأسد
وفيما يتعلق بإسقاط المضادات السورية الطائرة الإسرائيلية السبت الماضي، وصف الأمين العام لحزب الله العملية بـ”الإنجاز العسكري الاستراتيجي وما قبله غير ما بعده”.
كما أكد أنّ القيادة السورية اتخذت قرارها بالدفاع عن نفسها و”هو قرار سوري للرئيس بشار الأسد وليس لإيران أو سواها”، منوهاً إلى أنّ “من أسقط الطائرة الإسرائيلية هم جنود وضباط في الجيش العربي السوري الباسل”.
وتابع أنّ ما قام به الجيش السوري يجب أن يكون مفخرة للجميع لأنه عمل بطولي.
ولفت نصر الله إلى أنّ أهم الطائرات الاستراتيجية تعطيها أميركا لإسرائيل، أمّا لبنان فلا يُعطى حتى منظومات دفاع جويّة.
جرار والتميمي والعبد نماذج ساطعة لفلسطين الصامدة
وتطرّق أمين عام حزب الله إلى آخر التطورات في فلسطين ووصف الشهيد أحمد جرار والمناضلة عهد التميمي والأسير بأنهم “نماذج ساطعة لفلسطين الصامدة وأنّ التعويل عليهم في النصر القادم”.
وبمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية عبّر نصر الله عن اعتزازه بالنظام الإيراني الداعم لقضايا العرب وحقوقهم.
واعتبر أنه من الظلم اتهام حزب الله الذي يفتخر بعلاقته مع إيران بأنه يخدم مصلحة غير مصلحة لبنان، مؤكداً أنّ إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني بل على العكس الحكومة اللبنانية ترفض العرض الإيراني لمساعدة البلاد.
وحول ما يحصل في البحرين، علّق نصر الله بالقول “هناك تغيير ديمغرافي يخدم إسرائيل وأهدافها الصهيونية”، مجدِّداً الوقوف إلى جانب الشعب البحريني واستنكار لما يحصل بحقه.
معركتنا الانتخابية ليست مع أحد وتحالفنا ثابت مع التيار الوطني الحر
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان، قال نصر الله إنّ قانون الانتخاب القائم على أساس النسبية هو “الأفضل في تاريخ هذا البلد”.
وأضاف أنّ قانون الانتخاب هو من أهم الانجازات السياسية في لبنان التي سجّلت في العقود الأخيرة.
وفي إشارة إلى مميزات قانون الانتخابات الجديد، قال نصر الله إنّ “هذا القانون وضع حدّاً لمعارك كسر العظم والمحادل ويؤمّن انتخابات هادئة”.
كما إنّ هذا القانون لا يقتصر على صراع فريقين سياسيين كبيرين في البلد، على حد تعبير الأمين العام لحزب الله.
وأوضح أنّ الحزب لا يرفض لوائح ولا مرشحين في لوائح “نحاول تقريب وجهات نظر الحلفاء قدر المستطاع”، ذاكراً أنّ الحزب وحركة أمل حسما أمر خياراتهما منذ أشهر وفي كل لبنان.
وتوقّع نصر الله أن يتم توظيف دماء رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري في الحسابات السياسية عشية الانتخابات، قائلاً “لن يتمكن أي فصيل سياسي في لبنان من احتكار الغالبية النيابية وفق القانون الحالي للانتخابات”.
وحول مسألة التحالف بين الحزب وتيار المستقبل، لفت إلى أنّ هذه المسألة “لم ولن تكون مطروحة ونحن معركتنا الانتخابية ليست مع أحد”.
كما أكد أنّ “تحالفنا مع التيار الوطني الحر ثابت ولو سادت الأجواء بعض المواقف الصعبة”، لافتاً إلى أنّ تركيبة لبنان قائمة على الشراكة.
وختم بالقول إنه سيحسم أسماء مرشحي حزب الله على نحو نهائي الإثنين المقبل.