الجديد برس : رأي
محمد الصفي
جودة الأشياء تكمن في النفس الأول الذي يتنفسه المتابع بعد أول كلماتٍ إن كانت قصيدة ، وتلو نظرة خاطفة إن كانت لوحة ، وبعد رهفات سمعٍ لثوانٍ إن كان لحناً شجياً …
ذلك النفس الذي يخرج تاركاً روحاً اخرى غير التي كانت قبل أن يتنفس القارئ من هول ما صنعته الأشياء البديعة فيه كقصائد الصديق العزيز الشاعر معاذ الجنيد ، التي لطالما تحمل في طياتها دائماً بدايات مدهشة وعوالم ساحرة ونهايات مبهرة ، نقرؤها على عجل ، فلا تكفينا القراءة الواحدة ، ولا الدهشة الواحدة ، حيث أن الدهشة في قصائده، تبدو دائما كما لو أنها خلقت للتو عند كُل قراءة .
بغض النظر عن الصور والافكار في أي قصيدة له وهي كثيرة ، إلا أن ما يجذبني حقاً هو الروح التي تربط تلك الصور والأفكار ببعضها ، روح معاذ التي تغزل النص بحروف من سندس فيغدو شلالاً تتلقفه أعيننا وأرواحنا المتعطشة للدفء في زمن الصقيع ، وتجعل من لذة القصيدة وسهولتها صينية هريسة تعزية ، وإحساسهُ القطر الذي يغرقها حلاوة ..
ما كل هذا الإبداع الذي تسرب من بين أناملك كماء العين الزلال يا معاذ، خاصة في قصيدتك الأخيرة ” انتحار الموت ” ؟!
أنت حقاً آتٍ من الخرافة الجميلة و المفيدة !!
دمت ودام نبضك و إبداعك