الجديد برس : متابعات
تنامت العلاقةُ العلنية المشبوهة بين النظام البحريني والكيان الصهيوني التي دارت خلف الكواليس إلى علاقة مباشرة وبتطبيع رسمي بينهما والتقارب بشان التبادل الدبلوماسي بينهما بفتح السفارات والقنصليات في خطوة استفزازية لمشاعر الأُمَّـة العربية وَالإسلامية، فقد أصدر حمد بن عيسى ملك البحرين مرسوماً يقضي بإنشاء مركز للتطبيع مع كيان العدو بحجة “التعايش السلمي”, وكان النظام البحريني قد أوفد أميراً من آل خليفة إلى دولة الاحتلال بداية شهر فبراير من العام الجاري تم استقباله من قبل وزير الاتصالات الصهيوني كما أن أطباء إسرائيليين يشرفون على الإجراءات الطبية للملك وأسرته.
وذكرت مصادر إعلامية، أن حمد بن عيسى أمر بإنشاء ما يسمى “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي” الذي يضمّ أعضاء وفد التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي زار فلسطين المحتلة قبل أشهر وجعل على رئاسة المركز نجله خليفة بن حمد.
لم تكن خطوة النظام البحرين غير متوقعة فقد بدئت المغازلة بين الطرفين منذ فترة ليست ببعيدة فقد قام وفد رسمي بحريني يضمّ أعضاء المركز الذي تم انشائه بزيارة إلى دولة الاحتلال الصهيوني وظهر في قنوات التلفزة الصهيونية وتم إطلاق تصريحات استفزازية لمشاعر الأُمَّـة العربية والإسلامية ومخالفة لواقع وقوف شعب البحرين التأريخي إلى جانب القضية الأم قضية فلسطين المحتلة.
وتألف الوفد من 24 شخصًا ضمن ما يسمّى لجنة “هذه هي البحرين” قبل تعيين اعضائها في مركز التطبيع وقام أعضاء الوفد بجولة في القدس القديمة وبشكل علني للمرة الأولى والتي استمرت أربعة أيّام وتزامنت الزيارة في الوقت الذي كانت تعيش الشعوب العربية والإسلامية حالة من الغضب على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل.
وبحسب تقرير مراسل القناة الثانية الصهيونية الذي رافق الوفد البحريني خلال جولاته في الأراضي المحتلة، إنه برغم أن خارجية البحرين أصدرت تنديداً بقرار ترامب الذي اعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، فإن هذا لم يمنع الوفد البحريني من الوصول إلى إسرائيل في زيارة علنية، كاشفاً عن قيام النظام البحريني بترميم كنيس يهودي في البحرين والتجهيز لافتتاحه كمتحف وَالذي يخصَص فيه قسم عن اليهودية، مضيفا ان من خيارات ملك البحرين في المرحلة القادمة ان يقود كسر مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي بنفسه وسيسمح لكل بحريني بالسفر إلى إسرائيل.
في حين قال وزير الاتصالات الصهيوني، أيوب قرا في بداية فبرير من العام الجاري، إنه التقى أميراً بحرينياً يدعى مبارك آل خليفة في تل أبيب ونشر صورة تجمعه بالأمير البحريني، وبعد ذلك تمت استضافته في الكنيست الإسرائيلي، ويعتبر ذلك من التمهيدات التي قام بها النظام البحريني قبل إعلانه عن علاقة التطبيع بين البلدين والعمل على إظهارها إلى العلن وامتصاصاً للغضب الشعب العربي.
وتناولت الصحف العالمية تصريحات لرئيس حكومة دولة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو مؤخراً، عن علاقات سرية متينة بين دولة الاحتلال والسعودية والإمارات والبحرين، بادعاء مواجهة إيران وتصف إسرائيل هذه الدول من الناحية الرسمية بأنها “دول معتدلة”.
وفي سياق العلاقة الوطيدة بين النظامين كشف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية العام الماضي وفقاً لصحيفة تايمز اوف إسرائيل، أن النظام البحريني له علاقات اقتصادية وأمنية متقاربة مع “إسرائيل” ويتدرب فيها حالياً عدد من قادة قوات مكافحة أعمال الشغب البحرينية بدورات خاصة، مضيفاً أن الإجراءات الطبية الخاصة للملك حمد بن عيسى آل خليفة وأسرته تتم عن طريق الأطباء الأخصائيين الإسرائيليين في تل أبيب أَوْ في المنامة.
وأشار هنغبي، إلى أن زيارة الوفود الاقتصادية من التجار الإسرائيليين إلى البحرين تتم بجوازات السفر الأوروبية والأمريكية ويتم مناقشة مواضيع استثمارية مختلفة بين الطرفين.
الخطوة التي قام بها النظامُ البحريني ليست غريبةً ومتوقعةً من متابعي سياسة الدول الخليجية في التعامل مع دولة الاحتلال الصهيوني، فالتبادل التجاري في أعلى مستوياته وكذا تبادل الزيارات المتعددة بين مسئولين خليجيين لدولة الاحتلال، ويعتبر إعلان نظام البحرين التطبيع الرسمي تمهيدا لإعلان دولة العدوان السعودي إلى تطبيع مماثل في وقت قريب.
يأتي تطبيع نظام البحرين مع دولة الاحتلال في وقت يقبع الآلاف المعتقلين المناهضين لحكم آل خليفة في السجون؛ بسبب التعبير عن آرائهم السياسية ويلاقي العشرات من الناشطين عقوبات جسيمة منها سحب الجنسية البحرينية في حال انتقاد النظام البحريني والسجن لعشرات السنين، وقد حكم النظام البحريني مؤخراً على الناشط الحقوقي نبيل رجب الذي انتقد التدخل العدواني في اليمن بالسجن لمدة خمس سنوات في تغريدة نشرها على حسابه في التويتر.