الجديد برس : رأي
عبدالحافظ معجب
تجيد السلطات الإماراتية (البجاحة والوقاحة)، وتتفنن فيهما، وينفرد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بممارسة فن الوقاحة في أحاديثه وتصريحاته، والتي كان آخرها أن الإمارات تلعب دورها الكامل ضمن التحالف بقيادة السعودية.
قرقاش (البجح الفقشاش) نعق على حسابه الرسمي في (تويتر) أن جوانب التدخل الإيراني في اليمن تتضح بمرور كل يوم، ومعها يتأكد صواب قرار عاصفة الحزم، لا شك أن الاختبار عسير، ولكنه استحقاق لا بد منه، الهدف الاستراتيجي واضح، وهو أمن واستقرار الجزيرة العربية للأجيال القادمة.
لم ينتهِ قوله، بل أضاف: (ولإدراك الهدف الاستراتيجي يدير التحالف العربي بقيادة الرياض ملفات مهمة، تتضمن السياسي والعسكري والإنساني والأمني، ومن خلالها سندرك هدفنا عبر يمن مستقر ومزدهر ضمن محيطه الطبيعي).
وبأسلوب متفنن في (قلة الحياء والأدب) يصر قرقاش على تبرير ما تفعله الإمارات في اليمن على أنه دور كامل ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتضحيات أبنائهم (على قولته) لأجل مستقبل دولتهم ومنطقتهم، (ولن ينال منها خطاب رخيص أو إشاعة ساقطة أو رشوة مرتبكة).
يا حنون (إنتا) يا قرقاش (إحنا) نسينا أن دولتكم الخيرية جاءت لجزيرة سقطرى لمساعدة ضحايا إعصار تشابالا، ولم تحتل الجزيرة أو تعقد مع هادي صفقة لاحتلالها 99 سنة مع العطل الرسمية والإجازات.
ظلمنا الإمارات وقلنا إنها تشرد سكان المخا وذوباب والخوخة والساحل الغربي، وهي أصلاً خرجتهم من بيوتهم لأجل تغير لهم (الموكيت) ضمن دورها بالتحالف.
حتى وزير النقل في حكومة (الدنبوع) صالح الجبواني افترى على الإمارات الحنونة كثيراً، وكشف أن الجيوش القبلية والمناطقية التي أنشأتها الإمارات هي سبب الوضع المزري في المحافظات المحررة، وأنها أسهمت في انتشار كبير لتنظيم القاعدة لم تشهده هذه المناطق من قبل.
أما مجلة (الإيكونوميست) فكانت المفتري الأبرز بقولها إن الإمارات عملت على السيطرة على الموانئ التي تمر بها أكثر خطوط الملاحة نشاطاً في العالم، لصالح ميناء جبل علي، وسيطرت الإمارات على سلسلة من الموانئ الجنوبية والغربية باليمن، مثل المكلا وعدن والمخا، كما استولت على محطة تسييل الغاز الطبيعي اليمنية الوحيدة في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة، ومحطة تصدير البترول في الشحر بحضرموت.
وبحسب افتراء (الإيكونوميست) ضد الإمارات الطيبة أن جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية تتحوّل حالياً بشكل متزايد إلى قاعدة إماراتية، فضلاً عن أن الإمارات تدير معسكرين بحضرموت، حيث أكملت قواتها تدريب حوالي 25 ألف مقاتل محلي.
لم يكذب قرقاش حين قال إن ما يفعلونه في اليمن لأجل مستقبل دولتهم ومنطقتهم، وبعض (خفيفي العقول) مصدقين أن الإمارات جاءت لمساعدتهم وإنقاذهم.