يواصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تصريحاته المثيرة للجدل والمليئة بالترهات، حيث طالت تصريحاته الأخيرة في الآونة الأخيرة إيران وقطر، كما هاجم تركيا في خطابه أيضاً، معلناً أن إيران وتركيا والذين يتبعون لهم هم “مثلث الشرّ المعاصر “.
وفي هذا السياق قال ولي العهد السعودي خلال زيارته لمصر في مؤتمر صحفي عقده في سفارته بالقاهرة بخصوص إيران، إن إيران “نمر ورقي.” وادّعى ابن سلمان أن السعودية نجحت في حجب نفوذ إيران، مؤكداً في الوقت نفسه أن أزمة قطر لن تستغرق عقوداً حسب ادعاءاته.
وأشار ابن سلمان إلى أن مصر والسعودية لديهما حلفاء وأعداء وقال “إننا لا نشعر بالقلق إزاء قضية قطر ولا يهمنا ما إذا كانت ستحل أم لا”. وتابع ابن سلمان: “إنني لا أشغل بالي أصلاً بالقضية مع قطر”، مشيراً إلى أن أزمة قطر هي على عاتق شخص رتبته أقل من وزير.
وأضاف ابن سلمان: “إن سكان قطر لا يساوون شارعاً واحداً في مصر، وقد بذلنا الكثير من الجهد لتسوية هذا البلد ولكنه لم يستجب”، واستمر ولي العهد بادعاءاته حيث قال: “تمت محاصرة إيران في مناطق نفوذها في العراق وإفريقيا وحتى اليمن”.
وقال ولي عهد السعودية إن إيران وتركيا والمجموعات التابعة لهما هم “مثلث الشرّ المعاصر” واعترف الأخير بأن السعودية تسعى إلى إنهاء العلاقات الوثيقة بين إيران وروسيا وتركيا.
واعتبر مراقبون أن تصريحات ابن سلمان تظهر أن السعودية أخرجت للعلن وبشكل رسمي نزاعها مع تركيا ودخلت مرحلة جديدة، ما قد يؤدي بشكل مطّرد إلى مزيد من التقارب بين إيران وتركيا.
وقد استخدم الرئيس السابق جورج بوش مصطلح “محور الشرّ” للمرة الأولى في الكونغرس في الخطاب السنوي في العام 2002 لوصف سلوك الدول الثلاث، إيران والعراق -عهد صدام حسين – وكوريا الشمالية.
وبعد تصريحات ابن سلمان، هاجمت صحيفة ” ینی شفق ” التركية ولي العهد السعودي وعلقت بالقول: “السيد ابن سلمان! لا يمكنك حماية الكعبة بمساعدة أولئك الذين يحتلون القدس!”.
حيث تابعت الصحيفة التركية بالقول: السيد ابن سلمان! لاحظ هذه الفوضى والصراعات في المنطقة العربية، من اليمن إلى سوريا، ومن ليبيا حتى العراق، وأولئك الذين خلقوا هذه الفوضى (أمريكا وإسرائيل وبريطانيا)، هم معك اليوم وفي صفك في “محور واحد“.
ومن الجدير بالذكر أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وصل إلى مصر هذا الأسبوع ويتابع إلى لندن بعد اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية الرسمية ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وسيمون كوليسيوم سفير بريطانيا في السعودية.
هذا وذكرت مصادر بريطانية أن محمد بن سلمان سيلتقي مع تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية اليوم الأربعاء، في الوقت نفسه وتزامناً مع هذه الزيارة يقوم عدد كبير من المتظاهرين بالتظاهر اعتراضاً على الإجراءات السعودية في اليمن واحتجاجاً على مقتل نحو 10 آلاف شخص في هجمات التحالف العربي في اليمن، حيث يعاني اليوم بعد هذا العدوان السعودي الدامي 3.8 ملايين شخص يمني من نقص الغذاء ناهيك عن ندرة المساعدات الطبية.
محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي وفي مقابلة له مع صحيفة ” التيلغراف” البريطانية أجاب عن أسئلة تتعلق بما يجري اليوم في الشرق الأوسط رافضاً التحليلات بأن السياسة السعودية تجاه إيران وقطر يمكن أن تؤدي إلى أزمة إقليمية واسعة النطاق، وقال ابن سلمان إنه يعمل بشكل وثيق مع الحكومة البريطانية لحل هذه القضايا.
وقال “إن المملكة المتحدة تدعم مخاوفنا حيال إيران والقضايا الأمنية الأخرى في المنطقة”، وتابع ولي العهد السعودي بالقول: إذا كانت لندن تتمتع بعلاقات قوية مع الرياض فإن الشعبين السعودي والبريطاني سيكونان أكثر أمناً.
*الوقت