محمد أحمد المؤيد
ليس من الغريب على الشعب اليمني أن يسمع قائد القوات البحرية الأمريكية يقول : “إن سواحل اليمن باتت ساحة ساخنة للقيام بتجارب ليزرية دفاعية وهجومية ” , حيث أن الشعب اليمني عموماً يعرف دور أمريكا الريادي في الحرب الظالمة على اليمن , ولذا وإن حاولت التخفي تارة والظهور تارة أخرى , فانها تبقى هي المحرض والموجه والمزود بالعدة والعتاد لجميع دول تحالف الشر السعوأمريكي , وهذا ليس بجديد على امريكا , كونها هي من ترعى عملية الإرهاب العالمية , بدعوى محاربته , لأن دعوى الإرهاب ومحاربته هي فقط ” ذريعة حق أريد بها باطل ” , كي يتسنى لأمريكا التسلط والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان , لأن تدخلها من دون دعوى قوية سيجعلها عرضة للمساءلة العالمية وقد تواجه انتقادات عالمية واسعة قد تفقدها سمعتها ودورها الريادي في ادعائها الحرية والديمقراطية , والتي من شأنها احترام أحقية الشعوب في تحديد مصيرها وقرارها في بلدانها .
ولذا فموضوع الذريعة القوية ضروري جداً بالنسبة لأمريكا , كي يتسنى لها التدخل بسهولة ويسر في شؤون البلدان , وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية , والتي كان أولها أفغانستان وأعقبها العراق وحالياً وبمساعدة جارة السوء (السعودية ) ها هي تنال من كل قُطر عربي , كاليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية التي باتت تتجرع ويلات الحروب والاقتتال المتواصل منذ سنين , بسبب المخطط ” الصهيو سعو أمريكي ” .
غير أن المتمعن في ما تصبو إليه أمريكا من خلال نشب الحروب في عدة دول عربية في آن واحد , يعرف مدى ما صارت أمريكا عليه اليوم من انتكاسات متوالية أودت بها صريعة كالأفعى في أرض العرب , لأنها ببساطة تامة ومع ولوج الألفية الثانية من هذا القرن وبعد أحداث 11 سبتمبر تحديداً , أعلنت الحرب على الإرهاب , وقررت حينها غزو أفغانستان , وهي ذريعة كي تنال من دولة تقرب في موقعها من روسيا العظمى , وهذا بالنسبة لأمريكا خطر حال دخولها لهذه المنطقة بدون حجة كافية وقوية تكمم الأصوات العالمية , التي كانت ستعمل على رفض الأمر , وخاصة روسيا التي ترى أن هذا الأمر سيفتك بها قبل غيرها , وكان ما كان ودخلت أمريكا أفغانستان بتلك الحجة ولكنها غرقت في وحل تلك الأرض الجبلية الوعرة , وحينها ارتأت أن تدخل العراق بدعوى “النووي” وهي تريد بفعلتها هذه أن تظهر للعالم أنها لازالت في كامل قواها ولم يثنها وحل أفغانستان عن غزو دولة أخرى .
دخلت أمريكا وعينها على النفط العراقي والخليجي معاً , وتريد نصب أكبر قدر من القواعد العسكرية , التي غرضها روسيا وحلفاؤها من العرب كسوريا وغيرها , ولكن روسيا لم تغفل عن الموضوع فتحركت في آخر لحظة من قدوم الخطر الأمريكي المتوغل في المنطقة بشكل متسارع , فقررت حينها الدفاع عن نظام الأسد في سوريا – والغريب أنها استخدمت نفس الحجة التي تتذرع بها أمريكا والإرهاب ومحاربته وهو ما ادعت به الأخرى وهي لعبة الكبار – والمعركة لازالت إلى اللحظة حتى بدا أن الشرق الأوسط كالإستاد الرياضي تتحرك فيه كرة نارية في لعبة أمريكية وروسية بحتة.
غير أن من أعجب الأشياء أن أمريكا رغم اندفاعها العجيب في تحقيق أكبر مكاسب في المنطقة , منذ أفغانستان وحتى ما بعد العراق وإذا بها صارت تتلاشى في المنطقة يوماً بعد يوم , بالمقابل صار المد الروسي يمتد أكثر فأكثر في المنطقة حتى بدا أن روسيا هي من ستغلب في المعركة , التي بدأتها أمريكا بمساعدة وتصديق السعودية ودول العدوان والتحريض العربي العبري الأمريكي , وهذا التخبط الأخير لأمريكا على السواحل اليمنية ليس إلا تغطية لهزائمها المتوالية في الشرق الأوسط وأفريقيا , والقادم أعظم والأيام ستثبت خيبة ولطيمة أمريكا وسعود وصهيون , والله قدير ..ولله عاقبة الأمور..