الجديد برس – متابعات :
لا يكفّ الكيان الصهيوني عن مغازلة الرياض بين الفينة والأخرى، وقد كان تكريس الأجواء السعودية لعبور الطائرات الهندية من العاصمة نيودلهي نحو تل أبيب ذا وقعاً حماسياً على الجانب الإسرائيلي لتكثيف الإشادة بالسلطات السعودية تمهيداً لتطور العلاقات أكثر من ذلك بين الكيانين.
خبير صهيوني بالشؤون العربية مهّد استخدام الأجواء “السعودية” لعبور الطائرات الإسرائيلية بالقول إن خط الطيران الذي سيدشّن بين الرياض ونيودلهي وتل أبيب، خلق علاقة حميمة بين الرياض وتل أبيب وفتح أمام الأخيرة فرصاً جديدة، مشيراً إلى أن خطوة الرياض جعلت العلاقات بين الكيانين علنية بعد أن كانت سرية لزمن طويل.
من جهته قال آساف غيبور الكاتب بصحيفة مكور ريشون، إن بنيامين نتنياهو حينما صرّح في قمة الإيباك عن تطور علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية التي وصفها “بالمعتدلة”، كان يقصد التطور الأخير الحاصل في الخطوط الجوية بين الكيان الصهيوني و”السعودية”.
غيبور قال إن الدول العربية التي لا تعتبر “اسرائيل” خطراً يهدد أمن المنطقة باتت على علاقة وطيدة معها، بغية إيجاد حلول ثنائية “لمواجهة التحديات المشتركة”، كما حصل مع مصر والأردن اللتان على علاقات تاريخية مع الكيان الصهيوني، مضيفاً إن علاقات “اسرائيل” مع “السعودية” تاريخية ولطالما كانا هناك تنسيق تحت الطاولة وبصورة سرية لكنها حديثاً خرجت إلى العلن.
ميخال يعاري الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون السعودية بجامعة تل أبيب والجامعة المفتوحة، أكدت على أن محمد بن سلمان يبدي حماساً كبيراً في توطيد العلاقات مع الكيان الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، لكن لو كان الأمر بيده لعمل على تطبيع العلاقات مع حكومة الإحتلال أكثر من ذلك بكثير وفي كافة المجالات مشيرةً إلى أنه بالرغم من ذلك فقد شهدت تل أبيب حديثاً تطوراً ملحوظاً في التنسيق الإستراتيجي والسياسي والإقتصادي مع الرياض.
وأردفت بالقول إن حل القضية الفلسطينية لا زال العائق الأول أمام ابن سلمان الذي يضبط العلاقات مع الكيان الصهيوني نوعاً ما، وهذا ما يجعله حريصاً قدر الإمكان على عدم جعل العلاقات علنية بالكامل مخافة أن يواجه سخطاً شعبياً يطيح بعرشه المرتقب. وعلى الرغم من أن ابن سلمان لم يظهر علناً أية مساعي لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني للضغط على الفلسطينيين حتى يقبلون بصفقة القرن التي يعمل عليها مع دونالد ترامب غير أنه أكد أكثر من مرة على موافقته ودعمه لإنهاء الصراع بين فلسطين والكيان الصهيوني عبر حل الدولتين، تختم الخبيرة الإسرائيلية حديثها.