الجديد برس – تقارير
وصف موقع “ذي انترسبت” الأميركي المقابلة التي أجرتها قناة “سي بي أس” الأميركية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنها بمثابة جريمة بحق الصحافة، متسائلاً كيف يمكن لبرنامج “60 دقيقة” الذي تبثه القناة منذ عام 1968 والذي يعد من أكثر البرامج حصداً للجوائز ومن أهمها لجهة التقارير الاستقصائية والمقابلات وتقارير المنوعات والسير الذاتية، كيف يمكن له أن يقدم تقريراً عن بن سلمان هو أشبه بالترويج للنظام السعودي أكثر منه مقابلة صريحة ومباشرة؟
يتوقف الموقع عند وصف مقدمة البرنامج نورا اودونيل إصلاحات بن سلمان في السعودية بالثورية في مقدمتها، قائلاً “يبدو أنه بات للسعوديين مشجع لهم في الصحافة الأميركية”، بالإشارة إلى اودونيل التي تفوقت على توماس فريدمان وديفيد اغناطيوس.
وجاء في المقال “لننس القصف السعودي وحصار اليمن الذي وصفته الأمم المتحدة بالكارثة الانسانية الأسوأ في العالم والتي لم تحظ سوى بدقيقتين من الثلاثين دقيقة هي مدة التقرير، ولننس سجل السعودية المرعب في الذبح والرجم، الذي لم يحظ بأي تغطية من قبل فريق البرنامج في الرياض، أمضت اودونيل وقتها وهي تعبر عن إعجابها باهتمام بن سلمان بالشباب وإدمانه على العمل من دون أن ننسى دعمه لقيادة المرأة السيارة”.
وتابع ذي انترسبت “المقابلة بحد ذاتها كانت عبارة عن طرح أسئلة سهلة الواحد تلو الآخر من قبيل ما هو التحدي الأكبر؟ وماذا تعلمت من والدك.. الخ”، وفي هذا الإطار عدّد الموقع 10 أسئلة كان يجب على البرنامج طرحها على بن سلمان انطلاقاً من النقد البناء في مواجهة العلاقة الحميمية الغريبة بين الإعلام الغربي وبن سلمان قبيل زيارته لواشنطن.
السؤال الأول: لقد ساعدت في شن حرب على اليمن في 2015 وما زلت تتهم الحوثيين بالتسبب بكل العنف والمعاناة هناك علماً أن الأمم المتحدة حملت المسؤولية للغارات التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في مقتل غالبية المدنيين الذين قضوا في اليمن كما أن “أمنستي” وثّقت 34 انتهاكاً للقانون الدولي من قبل التحالف بما في ذلك استهداف المدارس والمستشفيات والمحال التجارية… كيف يمكن تنفيذ الاصلاحات في الداخل وارتكاب جرائم حرب في الخارج؟
السؤال الثاني: قلت في هذه المقابلة إن الحوثيين يمنعون المساعدات الإنسانية من أجل خلق أزمة إنسانية والتسبب بالمجاعة، ولكن ماذا عن دورك في هذه الأزمة خصوصاً وأن خبراء تابعين للأمم المتحدة خلصوا إلى أن السعودية تمنع وصول هذه المساعدات إلى اليمن. أليس من المعيب أخلاقياً أن تقوم واحدة من أغنى الدول في الشرق الأوسط بتجويع أفقر بلدانه؟
السؤال الثالث: تهانينا بالنسبة لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، ولكن متى ستلغي عقوبة الإعدام؟ أليس صحيحاً أن عدد الذين أعدمتهم حكومتك أكثر من الذين أعدمهم داعش؟
السؤال الرابع: لقد شبهت آية الله خامنئي بأدولف هتلر ماذا عن أسلوبك الاستبدادي في الحكم؟ في ظل حملة القمع التي تشنها على المعارضين من رجال دين ومفكرين وناشطين فضلاً عن اعتقالك وتعذيبك وفق التقارير أمراء، بحيث شبّهك الصحافي والمستشار السابق للعائلة الملكية جمال خاشقجي بفلاديمير بوتين وبأنك المرشد الأعلى الخاص بالسعودية.
السؤال الخامس: قلت إن هؤلاء الأمراء اعتقلوا في إطار حملة لمكافحة الفساد ولكن كيف يمكن للسعوديين أن يعرفوا ما إذا كنت فاسداً أم لا أنت أيضاً؟ في نهاية المطاف أنت من قمت بشراء اليخت الباهظ الثمن خلال إجازتك في جنوب فرنسا ودفعت 550 مليون دولار للحصول عليه؟ من أين أتيت بهذا المال؟
السؤال السادس: ألم يكن من الأجدى أن تكون حذراً باستحضار هتلر في ظل تاريخ السعودية في مجال معاداة السامية؟ في إطار جهودك الإصلاحية هل أنت مستعد لتقديم اعتذار عن مسلسل “بروتوكولات بني صهيون” الذي أنتجته شبكة الإذاعة والتلفزيون العربي في السعودية، أو عن وصف إمام المسجد الكبير في مكة اليهود بالجرذان؟ أو عن وصف والدك هجمات 11 أيلول بأنها مؤامرة من قبل الموساد؟
السؤال السابع: قلت في هذه المقابلة إن إيران تعمل مع القاعدة. بيد أن بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي قال إن التقرير السري لأحداث 11 أيلول يتحدث عن وجود رابط وثيق بين الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات والمملكة العربية السعودية وجمعيات سعودية ومتمولين سعوديين. ألم يحن الوقت لأن تعترف الحكومة السعودية بدورها في تمويل وتسليح الإرهاب الجهادي والتحريض عليه؟
السؤال الثامن: أليس النظام التعليمي في السعودية هو الذي يؤجج التطرف والكراهية؟ كيف يمكن أن تفسر حقيقة أن داعش كان يطبع نسخاً من الكتب الرسمية السعودية الموجودة على الانترنت حين كان يحتاج لكتب لتوزيعها على أطفال المدارس في الرقة؟
السؤال التاسع: قلت في المقالة إن الإيرانيين يريدون التوسع في المنطقة. ولكن هل إيران أم السعودية تحت قيادتك هي التي احتجزت رئيسين منتخبين في حكومتين عربيتين هما الرئيس اليمني ورئيس الوزراء اللبناني كرهاً عنهما؟
السؤال العاشر: وصفت ووزراؤك التغييرات والإصلاحات بالثورة، لماذا لا تلجأ إلى الانتخابات إذاً وتسمح للمواطنين السعوديين باختيار زعيمهم؟ في نهاية الأمر كيف يمكن أن تسمي ذلك ثورة في وقت لا يزال الملك المطلق يسيطر على البلاد؟
وختم “ذي انترسبت” لقد كانت تلك المقابلة الأولى لابن سلمان مع شبكة تلفزيونية أميركية، لكن اودونيل وفريق برنامج 60 دقيقة من المنتجين والباحثين أضاعوا فرصة مقابلة مع ديكتاتور غير منتخب. ومن المعيب أن اودونيل لم تأت مرة واحدة على ذكر الديمقراطية والانتخابات. بدلاً من ذلك بدت مراسلة “سي بي اس” في نهاية المقابلة إيجابية إزاء حكم بن سلمان السعودية لبقية حياته حين قالت له “لديك من العمر الآن 32 عاماً يمكنك أن تحكم هذا البلد للسنوات الخمسين المقبلة. هل ثمة ما يمكن أن يوقفك عن ذلك؟