الجديد برس – متابعات اخبارية
بين الحَلال والحرام، التمييز بات صعباً، وخَلط الحابِل بالنَّابِل، أصبحَ فيما يبدو شُروط عصر الانفتاح الذي يعصف بأحكام الوهابيّة، ويُعلِن بكُل ثقة عصر الترفيه والرؤية، والاختلاط، وقيادة المرأة، الأهم هو العصف الحازم الذي لن “يُثنيه إلا الموت” بكُل أحكام التحريم السَّابِقة، اليوم هو عصر التَّخفيف عن العِباد، وإزالة حتى فيما يبدو عقبات أهم أركان الإسلام، والثوابت التي طالما اجتمع عليها أهل الإجماع، أو من يوصفون بالمُجتهدين في أحكام السنّة والجماعة.
جدلٌ عاصفٌ عُنوانه دينيٌّ شائِك، وعلى مِنصّة التدوينات القصيرة “تويتر”، يُشْعِله الشيخ الداعية عادل الكلباني، حين أثار الرأي العام السعودي، حين غَرّد بِمَقطعٍ مَسموعٍ لمُحاضرةٍ للشيخ صالح الفوزان، وهو يتحدّث فيه أي الفوزان عن جزاء وعذاب من يستمع للأغاني، وحكمه صب الرصاص المصبوب في أذنيه، وهو عذاب أليم، وعلّق الكلباني على المقطع: “للعلم هذا حديث موضوع، يعني كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تغريدة الكلباني هذه، أحدثث جدلاً واسِعاً على المنصّة ذاتها “تويتر”، وقسّمت المُغرّدين إلى قسمين مُدافع عن الفوزان، ومُشكّك بحديث الكلباني، والآخر يعتبر أن في كلام الكلباني تخفيف للتطرّف والعذابات، وتصدّر الوسم “الهاشتاق” قائمة الترند السعوديّة، وحلّ رابعاً تحت عُنوان “الكلباني يُكذِّب الفوزان”.
مشاعل المرشد قالت: الكلباني لا يحمل أي مؤهل علمي والشيخ الفوزان يحمل الأستاذية في الفقه والعقيدة من 50 سنة، وأضافت الكلباني لايملك مؤلف واحد، والشيخ الفوزان يملك أكثر من 100 مؤلف في سائر العلوم الشرعية
فقط للعلم، الوائل قال: بعد عقود من الزمن وهم يخطبون بنا ويوعظون باحاديث موضوعه ومكذوبه على رسولنا صل الله عليه وسلم فهم بشر وليسو ملائكة لهم اجتهاداتهم، أما ذيب فيقول منذ ولدت لم أنتظر شيخاً أو فقيهاً يعلمني متى أخلع جواربي وكيف أصلي ومتى ارتبط بإمرأة ومتى انفصل منها ومع من ارتبط وكيف ارتبط. وماذا أسمع وما لا أسمع. الحمد لله على نعمة العقل والعقل والعقل.
وفور انتشار الجدل، سارع الكلباني وعبر حسابه في “تويتر”، إلى الرد على المُهاجمين بتغريدة منقولة تُبيّن أن حُكم حديث من استمع إلى قينة أي صُبَّ في أذنيه الآنك، أي الرصاص المصبوب، يُبيّن فيها أن خلاصة حُكم المحدث باطل، عن الرواي أنس بن مالك في سلسلةٍ ضعيفة، وتبعها بتغريدة ثانية قال فيها نقلاً عن حديثٍ للرسول محمد: “من كذب عليًّ مُتعمّداً، فليتبوّأ مقعده من النّار، رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وذهبت بعض الآراء من النشطاء والفاعلين في العربيّة السعوديّة، إلى القول أن الكلباني لم يُكذّب الفوزان نفسه، بل بيّن أن الحديث نفسه باطل، وأن الكذب على رسول الله ذاته، لكن في المُقابل والمُتشدِّدين عُموماً، وأنصار الشريعة الصارمة، دافعوا عن الشيخ الفوزان، وتشبّثوا بحكم سماع الأغاني، وتحريمه الذي يلق صاحبه العذاب الأليم.
وتنتشر بالمملكة في الأونة الأخيرة، صحوة تغيير مُعتقدات، وثورة على الأحكام الإسلاميّة، ويبدو وفق مختصين في الشأن المحلّي أن الانفتاح الذي يقوده العهد الجديد الشاب، يدفع بتعليماته إلى بوتقة عُلمائه، إلى التشكيك بكل ما قيل سابقاً من أحكام شرعيّة، وتهيئة الشعب إلى تقبّل ما كان باطِلاً، فالأغاني يقول مراقبون كانت حراماً بالسنّة والإجماع، وكان عذابها يُؤرّق السامعين لها من السعوديين، لكن اليوم وعلى طريقة الكلباني تبيّن أن حديث عذابها “الأليم” باطل.
التيّار الإسلامي، أو من تبقّى منه خارج القُضبان، كان حاضِراً في هذا الجدل “الكلباني الفوزاني”، وحذّر بدوره من حملة انفتاح، تُعيد البِلاد إلى الفِسق والفُجور، والمعاصي، كما دعا نُشطاء إسلاميّون بعينهم أمثال صالح العامودي، ومحمد السهيمي إلى ضرورة ظُهور مُجدّد إسلامي، على طريقة “المُجدِّد” الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي ظهر في زمان يُشبِه هذا الزمان الفاسِق الذي هُم فيه على حَد قَولِهم.
ويُغنّي آخر الشهر الجاري، الفنان المصري تامر حسني على الأراضي السعوديّة، في مُحافظة جدّة، في حفل كانت قد نفذت تذاكره خلال ساعتين فقط، ويبدو أن الأرضيّة الشرعيّة باتت مُهيّئة تماماً لحُضوره، والاستماع لأغانيه الشبابيّة، دون التفكير حتى بعواقِب عذاب الرصاص المَصبوب، وهذا المُتديّن المَرعوب، نُقطة أوّل السطر.