الجديد برس : متابعات
أشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن “العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا لثلاثة أعوام هو أكبر معركة في الساحة الدولية”، مؤكداً أن “الفضل أولا لله تعالى على أن منح شعبنا الصبر العظيم ليصمد كل هذه المدة”، داعياً إلى أن “نتذكر في هذه المناسبة الشهداء والجرحى، والله هو المكافئ لهم على عظيم ما قدموه ونذكر بإكبار وإعزاز رجال الميدان في الجبال والسهول والصحاري والوديان ومختلف محاور القتال”، وتابع: نتوجه بإعزاز وإجلال لكل فئات الشعب اليمني ولأسر الشهداء والجرحى والمرابطين
وفي كلمة متلفزة ألقاها، مساء اليوم الأحد، عشية الذكرى الثالثة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: رغم كل الظروف الصعبة لا يزال شعبنا اليمني في موقفه التاريخي في مواجهة العدوان، مُعتبراً أن “ما قام به شعبنا اليمني هو تعبير عن صمود اليمن وثبات اليمن وأهل اليمن في مواجهة العدوان”، وأن “صمود شعبنا هو ناتج عن وعي بخطورة هذا العدوان”.
وأكد السيد أنه “لولا الإدارة الأمريكية ما كان للنظام السعودي أن يتجرأ على شن هذا العدوان”، مضيفاً، “كما نقول دائما ليس النظام السعودي والإماراتي إلا قفازات لأمريكا، العدوان على اليمن لا يخرج عن السياق الاستعماري الأمريكي”.
كما أكد السيد أن “معركة قوى الاستعمار مع شعبنا هي الأكبر والأشرس، والدخول فيها كان على شكل أنظمة وليس جماعات، مشيراً في ذات الوقت إلى أن “شعبنا اليمني على وعي كامل بما تريده أمريكا، وتصريحات المسؤولين الأمريكيين”، موضحاً أن “الدور المعلوماتي ربع المعركة، واللوجستي ربع آخر، والتخطيط والإشراف مهم، والأمريكي يقوم بذلك والسعودي يمول”، مجددا التأكيد على أن “الدور الأبرز في إدارة العدوان هو للأمريكي، وبقي للنظام السعودي هو التمويل”.
وفي كلمته قال السيد عبدالملك الحوثي أن النظام السعودي عندما “يحسب العدوان لنفسه فهو يتقلد بذلك عارا ينم عن غباء وحماقة، ومثله النظام الإماراتي”، لافتاً إلى أن “الموقع الجغرافي المتميز لليمن أحد بواعث قوى الاستعمار لشن العدوان بهدف السيطرة والهيمنة”.
وفي الشأن الفلسطيني والبحريني، أكد السيد أن “شعبنا اليمني مهما عظمت محنته لن ينسى أنه جزء من أمة كبيرة، ومهما كانت جراحاته لا يزال يتطلع إلى شعب فلسطين ليقول له أنا إلى جانبك أيها الشعب الفلسطيني، ويقول لشعب البحرين ولكل الشعوب المستهدفة لا زلت حاضرا وأنا معكم وإلى جانبكم”، لافتاً إلى أن “التزام شعبنا بقضايا أمته عامل آخر من عوامل شن قوى الاستعمار العدوان عليه”.
السيد عبدالملك الحوثي اعتبر “أمريكا وإسرائيل تشكلان مشهدا تطغى عليه الأنظمة العميلة والجماعات التكفيرية”، وأن ذلك “حتى لا ترى الشعوب عدوها الحقيقي”، إلا أن السيد أكد أن “يوما ما ستنبعث أمة واحدة وهذا هو المستقبل الحتمي لأمتنا”.
وأِشاد السيد بصمود الشعب اليمني واصفاً إياه بـ”الصمود المثمر، ولولا هذا الصمود لكان هذا العدوان طوانا من أول يوم، ولكنا في حالة من الهوان بلا مستقبل، ومن ثمرة صمود شعبنا أن اسم اليمن بقي ولم يتبعثر أو يتلاشى”، مضيفاً: اليوم تتطلع الشعوب إلى صمود شعبنا نموذجا يحتذى به”.
أما عن “الحرية والكرامة”، يتحدث السيد عن ذلك بالقول أنه “شعور لا يدركه إلا الأحرار، وأما الأذلاء والسافلون لا يعرفون شيئا من ذلك”.
وعن تحالف العدوان على اليمن أوضح السيد أن “قوى العدوان الأساسية تشكلت من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات، وأخرى كالأردن ومصر والسودان وغيرها قامت بأدوار متفاوتة”، وتابع: : قوى إقليمية فقدت كرامتها حتى باتت ترى في أمريكا كل شيء، والعمالة لها مبعث شرف، مضيفاً أن “كل يوم يشهد على فشل العدوان بما يمتلكه من إمكانات، ويشهد على جرائم حرب”.
وحول النظرة الأمريكية للنظام السعودي رأى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أن “الأمريكي كان دقيقا في تسمية السعودية بالبقرة الحلوب”.
وعن “الجنوب” في ظل الاحتلال قال السيد أن “واقع المناطق المحتلة في المحافظات الجنوبية يشهد على أن قوى العدوان ليست إلا قوى غزو واحتلال”، واعتبر أن “من السخف أن يقال بأن هذا العدوان العالمي جاء من أجل هادي وحزب الإصلاح وبعض المكونات في الجنوب”، فيما قيّم وضع الدولة في المحافظات الجنوبية المحتلة بالمنعدم، و”المحتل مستمر بدفع الجنوبيين للاقتتال فيما بينهم، ولمحارق في مواجهة الجيش واللجان الشعبية”، مستنكراً “جرائم الاغتصاب” التي قال أنها “باتت تحصل بشكل يبعث على الأسى في المخا وعدن ومعظم المناطق المحتلة”، مشيراً إلى أنه “بعد ثلاثة أعوام انكشفت الأمور على نحو غير مسبوق ليرى الجميع أن اليمن يتعرض لعدوان وغزو واحتلال”.
وعن المرتزقة قال السيد أن “قوى العدوان تعامل المرتزقة بإذلال ويصفعون على وجوههم وتستهدفهم الغارات إذا حادوا عن الأوامر”.
وعن مشاركة المكونات في مواجهة العدوان قال السيد عبدالملك الحوثي أن “عقدة الحقارة لدى البعض تمنعهم أن يكونوا معنا شركاء في مواجهة العدوان، وشركاء في بناء البلد سواء بسواء، لافتاً إلى أن “البعض لم يستوعب بعد أن نكون بلدا حرا، ولا زالوا يتعللون بأمريكا والسعودية والإمارات”.
وجدد السيد الحديث عن النظامين السعودي والإماراتي معتبراً أنهما باتا مفضوحين إقليميا ودوليا أنهما يقومان بدور تخريبي والعدوان على اليمن ساهم مساهمة كبيرة في انكشاف السعودية والإمارات وكلاهما بات مكشوفا بالتورط في صفقة القرن والتآمر على فلسطين”، قائلاً أن “الأميركي هو من يعمل على نقل المعركة في فلسطين إلى مرحلة جديدة من الصراع”.
وأكد السيد “لسنا نادمين على ما قدمناه من تضحيات، والمسألة ليست عندنا للمساومة، فهي مسألة كرامة وحاضر ومستقبل، نحن نؤمن أنه يجب علينا شرعا أن نواجه هذا العدوان الظالم، وأن من ثمرة هذا الصمود أن القوى التي اشتغلت تحت العنوان الإسلامي ظهرت أنها قوى إجرامية ترى في قتل الأطفال حلالا، وكل تلك المظاهر من المطاوعة والوطنية والقومية ظهروا جميعا مجرمين، وباعوا الوطن والمواطن، وصاروا جنودا للرجعية، وفي هذا الاختبار تبين من هم الصادقون والأحرار، وسقط الآخرون من دعاة الإسلامية والقومية والوطنية”.
وشدد السيد على وجوب “تفعيل المبادرات الذاتية لبناء واقعنا على نحو يغنينا عن الخارج”.
وعن الجانب العسكري قال السيد أن “قدراتنا العسكرية تتنامى، والبناء في ظل التحديات هو بناء مستحكم وقوي”.
وأضاف: قادمون للعام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية والمتطورة والمتنوعة التي تخترق كل أنواع أنظمة الحماية الأمريكية، قادمون للعام الرابع بطائراتنا المسيرة وعلى مدى بعيد، وبتفعيل غير مسبوق للمؤسسة العسكرية، قادمون للعام الرابع ورهاننا على الله وحده آملين منه التأييد والنصر”.
وفي ختام كلمته جدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الدعوة إلى حضور يماني عظيم ومشرف في فعالية يوم غد الإثنين بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.