الجديد برس – تقرير
وشعبنا اليمني يتأهب لولوج عامه الرابع من الصمود والثبات واستمرار مواجهة العدوان ومرتزقته على مستوى كافة الجبهات الداخلية منها أو الحدودية فإن احتفاءنا بهذه المناسبة يأتي في سياق تدشين العام الرابع من الصمود في وجه العدوان.. ومن اجل وضع النقاط على الحروف وقراءة الخطوط العريضة لمعركة انتصار اليمن القادمة على جحافل العدوان ومرتزقتهم كان لـ«26سبتمبر» هذا اللقاء المتواضع مع الأخ رئيس الأركان محمد عبدالكريم الغماري والذي لمسنا من خلال حديثنا معه ما يثلج الصدر ويطمئن القلب ويشعرك بالعزة والكرامة والفخر الى درجة أنك تقرأ ملامح النصر القريب المؤزر على محياه ونبرات صوته وهو يتحدث عن بطولات وتضحيات وبسالة الجيش واللجان الشعبية والانتصارات الميدانية المحققة على جحافل العدوان والمرتزقة في كافة الجبهات والتي يقابلها انكسارات وهزائم جحافل العدوان.. علاوة على التطور المستمر لقواتنا المسلحة وفي طليعتها قوات الردع الصاروخية بمدياتها المختلفة والطيران المسير..الخ، المزيد تقرأونه في الحوار التالي:
الأخ اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة.. نقدر انشغالكم بمهام كبيرة في مواجهة المعتدين والمحتلين الجدد.. لكن الوقوف على أعتاب العام الرابع من الصمود في وجه العدوان يدعونا لأن نسألكم عن الدلالات المهمة لهذه الوقفة؟
<< بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله الأخيار الطاهرين..وبعد: بادئ ذي بدء تدعونا هذه اللحظة التاريخية المهمة ان نقف وقفة إجلال وتقدير وثناء وشكر للأرواح الطاهرة الزكية للأبطال الشهداء الأجلاء الذين ما بخلوا لحظة في وهب حياتهم لله سبحانه وتعالى ولوطنهم ولشعبهم وكانوا في الصفوف الأولى سباقين للذود عن كل القيم العظيمة التي آمنوا بها واسترخصوا حياتهم دماءهم من أجلها.
ونحن في هذا المقام المهيب نتلوا الفاتحة ونترحم على أرواحهم الطاهرة مستبشرين بأن ما قدموه هو في ميزان أعمالهم المباركة.. وقد قال عز من الكريم:«ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون» صدق الله العظيم. وقال سبحانه وتعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم.. إن الثمرة المباركة من تاريخ مشرف ومن مواقف الاعتزاز والثبات والصمود واستدامة المواجهة مع أعداء الله وأعداء اليمن هي بفضل الأبطال وبإسناد مستمر من رجال الرجال..
الرجال الأحرار الذين نذروا حياتهم من أجل انتصار شعبنا وقيادتنا السياسية والمرجعية الأعلى على الطغاة البغاة الظالمين المستكبرين الذين يعتزون بما لديهم من جبروت المال والموارد وجبروت الترسانة المكدسة من أسلحة وعتاد ولوجستيات ظنوا انها ستعصمهم من ارادة الله ومن ارادة الرجال الأخيار من اليمنيين الذين اعتدي عليهم واعتدي على ارضهم طوال سنوات ثلاث مضت. ولكن مساعيهم العدائية والاحتلالية ومحاولاتهم فرض السيطرة والوصاية على شعبنا خابت واصابها الفشل الذريع وتصدر الابطال البواسل من الجيش واللجان الشعبية المواقف ومرغوا بأنوف المعتدين ومن يساندهم أو يؤازرهم او يمولهم بالمال والسلاح رغام الارض وكسروا ارادتهم الشريرة العدوانية وأصبح الاعداء محل سخرية ومثار تندر بعد ان انكشفت هشاشتهم واتضح زيف كل ما ادعوه وكل ما كانوا يقولونه. نحن في هذه الارض الطيبة المباركة التي وصفها الخالق العظيم بقوله:»بلدة طيبة ورب غفور» وقال عنها سبحانه وتعالى على لسان قوم بلقيس:»نحن أولو قوة وأولو بأس شديد» أعدنا للتاريخ اليمني الاعتبار وكتبنا تاريخا مشرفا تاريخ فيه الشعب لن يقبل الضيم ولن يقبل بالوصاية السعودية ومن يدعمها ويساندها، تاريخ لا يضع اعتبارا للصجيهة الصهيونية الامريكية.
وان نقف اليوم امام ثلاثة اعوام على 26مارس وبهذه الارادة المقاتلة الصامدة الصابرة المنتصرة لهو أقوى وأعمق وأعلى رسالة للمعتدين تؤكد ان طغيانكم ووحشيتكم وجبروتكم لا يعني شيئا لليمنيين الأحرار الأباة الشجعان وان «استئسادكم» على الأطفال وعلى الآمنين في المدن والأحياء السكنية وفي القرى الآمنة البريئة لا يمكن اعتباره إنجازاً عسكرياً، كما تكرره وسائل إعلامكم الكاذبة والملفقة للأخبار. نحن راسخون رسوخ جبالنا العالية الشامخة الصلبة القوية.. وما تقومون به هو سفه ومغامرات مردودة إليكم نتائجها وحالكم كما قال الشاعر: يا ناطح الجبل العالي بهامته رفقاً على الهام لا رفقاً على الجبل شعبنا اليمني وجيشه ولجانه الشعبية، اختار خط المواجهة والصمود ولا رجعة عنه.. وسترون منا ما يزلزل كيانكم، مثلما دكت صواريخنا البالستية منشآتكم العسكرية.. وتصور حكمكم بإمكاننا أن نصل الى أبعد من ذلك..
< الأخ اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري.. على ذكر الصواريخ البالستية اليمنية.. نود أن نعرف منكم تفصيلاً أكثر عن استراتيجية الردع التي اتخذتموها ضد عدوان آل سعود والأمريكان؟
<< هم من يديرون غرفة عمليات العدوان سواء في واشنطن ولندن وغيرهما.. في الرياض وفي أبوظبي ان هجمتهم المكثفة والمفرطة في استخدام الصواريخ أرض جو أو صواريخ بحر- أرض انهم قد عملوا على شل فاعلية الجيش وعلى تدمير القدرات الصاروخية ورآهم العالم كله يعلنون عبر ناطقهم العسيري انه تم تدمير 90% من قدرات الجيش اليمني الصاروخية.. ولكنهم اوقعوا انفسهم في ورطة التدليس على شعوبهم وعلى الرأي العام العالمي المتابع لما يجري في اليمن.. عندما بدأت قوة الردع الصاروخية تهز اركان معسكراتهم ومواقعهم الاستراتيجية لم يجدوا ما يقولونه او ما يبررون به أكاذيبهم السابقة وتسرعهم في ادعاء الانتصارات فبهتوا وانسحب منهم بكلام العنجهي واضطرب موقفهم وانتهى بهم الامر الى انكشاف فاضح لكل ادعاءاتهم ولم يجدوا إلا نفس الاسطوانة المشروخة والكلام الفاضي بادعاءاتهم الكاذبة ان إيران تدعم اليمن بالصواريخ البالستية.
وهم تناسوا ربما انهم يحاصرون اليمن بحرا وبرا وجوا وتناسوا ان طائراتهم تحصي كل شاردة وكل واردة كما يقال، والحقيقة المؤكدة هنا ان المعتدين ومن خطط للاعتداء على اليمن قد أوقعوا أنفسهم في ورطة وفي منزلق لا فكاك لهم منه، وان الشعب اليمني وقيادته السياسية قد قرروا ان يؤدبوا هؤلاء القتلة من شذاذ الآفاق والوحدات العسكرية المستأجرة ونعدهم ان نحسن أدبهم جيدا بحيث لا يفكرون مجرد التفكير ان يعاودوا الكرة في الاعتداء على اليمن وعلى تاريخها وحضارتها. قوتنا الصاروخية سوف تشهد مزيدا من التطوير سواء الصواريخ التكتيكية أو البالستية بمدياتها المتوسطة والبعيدة وسواء سلسلة صواريخ الزلزال أو القاهر أو البركا ن أو الصواريخ البحرية مندب «1» وغيرها. ونؤكد لهم كونوا في انتظار المزيد والمؤلم لن نترك للأعداء فرصة رد أنفاسهم فمثلما دمروا مواردنا واستهدفوا أحيائنا السكنية ومثلما انتهكوا سيادتنا الوطنية سيكون أمام الأعداء أن يجدوا ما يتوقعونه وما لا يتوقعونه.
ومثلما رسموا سياساتهم التوسعية والاحتلالية سيكون عليهم ان يدركوا أن مرحلة انكماش قادمة ستعصف بهم وما عليهم اليوم إلا ان يكونوا مستعدين لدفع استحقاقات العدوان على بلد ذي سيادة وطنية وشعب ضارب أطنابه في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية.
وهناك أعمال مكثفة لتطوير وتحديث وابتكار أسلحة صاروخية مهمة سيكون بمقدورها أن تكون عامل ردع مؤثر سوف تجعل العدو السعودي ومن ورائه أمريكا والصهاينة يفكرون ألف مرة قبل اتخاذهم أية خطوة مغامرة يخطونها ضد شعبنا اليمني وضد وطننا الغالي. وما أريد أن أوضحه هنا أن المنظومة الصاروخية اليمنية تمتاز بدقة عالية وبمقدرة كبيرة على الاستفادة التقنية من التشويش وعلى اختراق منظومات الرادارات والتشويش التي يمتلكها العدو وهناك قدرات عسكرية شابة وواعدة استطاعت ان تستفيد الى اقصى حد من ادارة معركة متكاملة بين استطلاعات الطائرات المسيرة وبين المنظومة الصاروخية في توجيه ضربات شديدة التأثير مثل الذي نفذت على صواريخ باتوريوت في ميناء المخا وكذا في مارب والآتي سيكون مزلزلاً في قادم الأيام من المواجهة الحاسمة مع العدو وقواته ومرتزقته.