الجديد برس |
نشرت صحيفة “تسايت” الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على مثول مؤسس شركة “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، أمام الكونغرس الأمريكي، للإدلاء بشهادته في ما يتعلق بسوء استخدام بيانات المستخدمين.
ومن المرجح أن تتخذ القضية منحى تصعيديا ليصبح مصير زوكربيرغ على رأس مجلس إدارة شركة “فيسبوك” مهددا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن مؤسس شركة “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، مثل لأول مرة الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، وسيمثل الأربعاء أمام مجلس النواب الأمريكي.
وخلال السنة الماضية، أرسل زوكربيرغ ممثلين عن شركته إلى الكونغرس، على خلفية رواج أخبار حول التدخل في الانتخابات الأمريكية.
وفي الوقت الراهن، اضطر مؤسس شركة “فيسبوك” نفسه للحضور أمام الكونغرس للإدلاء بشهادته بشأن سوء استخدام بيانات مستخدمي موقعه.
وأكدت الصحيفة أن اعترافات زوكربيرغ تكتسي أهمية بالغة في مسار التحقيقات بشأن قضية شركة “كامبريدج أناليتيكا” والتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
وخلال الأسابيع الماضية، عمقت فضيحة سوء استخدام بيانات المستخدمين من أطراف أجنبية الجدل بشأن موقع “فيسبوك” وقدرته على حماية بيانات مستخدميه.
في الوقت ذاته، تعالت الأصوات المطالبة بإصدار قوانين تنظم مجال استخدام البيانات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أصبحت بعض الأطراف تشكك في قدرة زوكربيرغ على تسيير شركته.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيناتور الديمقراطي، ريتشارد بلومنتال، طالب بمحاسبة كل الشركات التقنية نظرا لأنها تغاضت عن مسألة حماية بيانات مستخدميها تماما مثل شركات السيارات، التي أهملت مسألة حماية الركاب خلال السبعينيات.
من جهته، شبه السيناتور الديمقراطي، إيد ماركي، قضية تسريب بيانات “فيسبوك” بكارثة النفط في خليج المكسيك. وعلى هذا الأساس، يرغب ماركي في سؤال مؤسس “فيسبوك” بشأن خطة شركته في ما يتعلق بضمان أمن وسلامة المنصة في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أن السيناتور، جون نيلي كيندي، لمح في حوار تلفزيوني إلى أنه سيطالب بفرض قوانين صارمة على منصات التواصل الاجتماعي على غرار “فيسبوك”.
وفي السياق ذاته، صرح كيندي، قائلا: “أرغب في أن تفرض قوانين صارمة تنظم موقع فيسبوك، نظرا لأنني أخشى من تراكم مشاكل من هذا القبيل ضمن الموقع بشكل يصعب حلها”.
وأفادت الصحيفة بأن رئيس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأمريكي، غراي والدن، أورد أن “عدد الشركات المبتكرة والقوية قد تزايد. في الوقت ذاته، تفتقر الشركات، التي نمت بشكل سريع، إلى القوانين التنظيمية، التي من شأنها أن تبث الطمأنينة في صفوف المستهلكين”.
من جانبه، يرغب السيناتور الجمهوري، جون ثون، في أن يسأل زوكربيرغ عن كيفية التعامل مع بيانات المستخدمين في المستقبل.
إدارة الشركة
وأوضحت الصحيفة أن الخلاف بشأن فيسبوك يشمل أيضا مسألة إرادة الشركة وكيفية التعامل مع قضية كامبريدج أناليتيكا. ومنذ الكشف عن فضيحة كامبريدج، فقد بادرت شركة “فيسبوك” بإجراء تحقيق داخلي، فضلا عن بعض التغييرات على مستوى حماية البيانات.
وفي الآونة الأخيرة، أكد زوكربيرغ في إطار تصريحات لوسائل الإعلام أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل تسريبات بيانات المستخدمين.
وأوردت الصحيفة أن كبيرة مسؤولي التشغيل في “فيسبوك”، شيرل ساندبيرغ، نفت علم شركة بمحتوى البيانات التي استغلتها شركة “كامبريدج أناليتيكا”. وفي حوار مع هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية، أوردت ساندبيرغ أن شركة “فيسبوك” تفكر في إلغاء خدمة الإعلانات من الموقع.
وذكرت الصحيفة أن كبيرة مسؤولي التشغيل لدى شركة “فيسبوك” لن تمثل أمام الكونغرس الأمريكي لأسباب استراتيجية، وهي تعد الشخص الذي أقنع زوكربيرغ بكسب الأموال عن طريق الإعلانات.
كما أنها أدرجت “فيسبوك” في البورصة الأمريكية. علاوة على ذلك، ساهمت ساندبيرغ في النجاح الاقتصادي الذي حققته الشركة، عن طريق الربط بين بيانات المستخدمين والإعلانات الشخصية.
واستشهدت الصحيفة بتصريح مدير العمليات السابق بشركة “فيسبوك”، ساندي باراكيلاس، لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الذي قال فيه إن “الأشخاص المكلفين بحماية بيانات المستخدمين يجدون أنفسهم في خلاف حاد مع أولئك المكلفين بتحقيق أرباح لفائدة الشركة”.
من جهته، أكد المستثمر البارز في مجال التكنولوجيا، روجر ماكنامي، أنه حذر مسؤولي شركة “فيسبوك” من استراتيجية الربط بين بيانات المستخدمين والإعلانات الشخصية.
وبينت الصحيفة أن مدير صندوق التقاعد في مدينة نيويورك، سكوت سترينغر، دعا شركة “فيسبوك” إلى إجراء تحويرات على مستوى مجلس الإدارة.
وحيال هذا الشأن، أفاد سترينغر بأن “شركة فيسبوك تحتاج إلى رئيس مجلس إدارة مستقل ومديرين يتمتعون بخبرة في مجال التعامل مع البيانات”.
وشددت الصحيفة على أن زوكربيرغ فند في حوار صحفي أن هناك أطرافا ترفض وجوده على رأس مجلس إدارة الشركة، كما أنه أعرب عن ثقته في قدرته على تجاوز الأزمة، التي تمر بها شركته.
ومن الملاحظ أن عزل زوكربيرغ من منصب رئيس مجلس إدارة شركة “فيسبوك” أمر صعب، خاصة أنه يملك أكبر حصة من الأسهم في الشركة.
بعبارة أخرى، سيظل زوكربيرغ في منصبه حتى في حال إجماع كل أعضاء مجلس الإدارة على إقالته، في حين أن تقديم استقالته يبقى الطريقة الوحيدة للتخلص من زوكربيرغ.
وفي الختام، أحالت الصحيفة إلى أن مؤسس شركة “فيسبوك” سينتقي كلماته بعناية خلال شهادته خاصة أن الاعتذار فقط لن يشفع له هذه المرة.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، يستعد زوكربيرغ منذ أسبوعين لهذا الموعد الهام، حيث استعان بعدد من المستشارين اللغويين لإعداد فحوى شهادته أمام الكونغرس.