الجديد برس – مقالات
الساعة التاسعة من مساء الأحد 22 أبريل 2018م الطيران يحوم في سماء محافظة حجة، ثمة حشد من الناس يحتفلون بعرس أحدهم، ويكتظ بهم مبنى شعبي وجواره في قرية نائية من قرى منطقة بني قيس .
تطلق الطائرة صاروخا باتجاه الحشد على الأرض، وبعد دقائق تتبعه صاروخ آخر يجهز على ماتبقى من ناجين..
تلاشت أصوات الفرح في قرية الراقة الصغيرة ببني قيس محافظة حجة، وحل مكانها أصوات النحيب وصرخات الاستغاثة، وبدلا عن روائح الكاذي والمشقر فاحت رائحة الموت والدماء والأشلاء المقطعة.
حجم الفاجعة كبير فاق قدرة المستشفى الجمهوري بمدينة حجة حيث نقل الجرحى والشهداء، ودفعه الى اعلان حالة الطوارئ الصحية، ودعوة المواطنين إلى التبرع بالدم / والمسئولون الصحيون يؤكدون بأن المجزرة قد تفوق قدرة النظام الصحي في المحافظة على الاستيعاب حيث سيجري نقل الحالات الحرجة الى العاصمة صنعاء
بحسب مراسل ” المسيرة نت ” فقد ظلت طائرات العدوان تمنع لنحو ساعتين فرق الإنقاذ القادمة من القرى المجاورة من الوصول إلى القرية المكلومة وإنقاذ الضحايا الذين قضى الكثير منهم تحت الأنقاض أو جراء وعورة الطريق خلال رحلة الإسعاف الى مدينة حجة.
حتى الساعة الثانية ليلا استقبل مستشفى الجمهوري أكثر من عشرين شهيدا وأكثر من 30 جريحا، كحصيلة أولية، وإلى أن تنتهي عمليات الإنقاذ التي تجري ببطء، فلا يمكن التنبؤ بحجم وأعداد الضحايا والمصابين، وعادة ما تكتض مراسم الأعراس والمآتم في اليمن بالمواطنين وبينهم أطفال.
ليلة دامية بكل المقاييس عاشتها محافظة حجة، أقل من ساعة فصلت بين ارتكاب طيران العدوان جريمة استهداف عرس الراقة ببني قيس وجريمة أخرى مروعة وصادمة قضت فيها أسرة كاملة أب وزوجته وأطفالهما الثلاثة جراء غارتين شنهما الطيران المعادي على منطقة الطينه بميدي.
وتعيد ذكرى مجزرة عرس الراقة بني قيس إلى الأذهان الجريمة المروعة التي ارتكبها طيران العدوان في منطقة أفلح الشام بمحافظة حجة حيث ظلت طائرات العدوان تمنع فرق الإسعاف من انتشال الضحايا وتستهدف بصواريخها حتى سيارات الفرق الإعلامية.
كما تعيد هذه الجريمة الجديدة والمروعة الى الاذهان ملف جرائم العدوان في استهداف مراسم الاعراس والمأتم.. منها لا على سبيل الحصر مجزرة عرس سنبان في محافظة ذمار، وحفل عرس للنساء في المخأ، ومن مجالس المواساة المستهدفة ، مجزرة عزاء الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، مجزرة عزاء بمنطقة خب والشعف في محافظة الجوف ، واستهداف عزأء للنساء في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، وقضى في جميعها مئات الشهداء وبينهم أطفال.
رسالة القاتل إلى اليمنيين ممنوع عليهم أن يظفروا بلحظة فرح، وإن يتلاقوا لمسح دمعة حزن .