تشهد معركة الساحل الغربي تطورات متسارعة على المستويين الميداني والسياسي، ميدانياً يحقق الجيش اليمني انتصارات كبيرة، وسط تصاعد أصوات جنوبية غاضبة من محرقة الساحل التي تستهدف أبناء الجنوب المغرّر بهم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
حضور أمريكي “إسرائيلي” بريطاني
أكدت مصادر مطلعة وقريبة من شلال شائع مدير أمن عدن، وصول ضباط أمريكيين وإسرائيليين وخبراء أمن بريطانيين برفقة الحاكم العسكري الإماراتي إلى عدن، وكان في استقبالهم شلال شائع مدير أمن عدن، وأكدت المصادر أن هؤلاء الضباط سيقومون بالإشراف على مسرح العمليات العسكرية في الساحل الغربي، إضافة إلى خبيرين بريطانيين للتحقيقات وتعذيب المعتقلين في سجون الإمارات بعدن، وأكدت المصادر أن من أولويات طلبات الضباط الأمريكيين والإسرائيليين من الحاكم العسكري الإماراتي في عدن، سرعة التنسيق لـ “لقائهم بطارق صالح وهيثم قاسم”.
استغاثة إماراتية بالأمريكيين
المحلل العسكري اليمني أحمد عائض أحمد يوضح ما وراء المطالب الإماراتية من واشنطن فيقول: “الاستغاثة العسكرية الإماراتية العاجلة بأمريكا لتتدخل عسكرياً لحسم معركة الحديدة -حسب زعمهم-، لا تعني أن الجيش الأمريكي لا يشارك في المعركة؛ بل الغاية من الاستغاثة هي إنزال قوّات برية أمريكية كبيرة كـ “رأس حربة” في المعركة، ويضيف: “للاستغاثة جانبان، الأول: إعلامي بتوجيهات أمريكية مباشرة، بأن يوصل الإعلام رسالة مفادها أن الهزائم والخسائر التي نالها الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي لا علاقة ولا اتصال لأمريكا بها، أي إن الهزيمة كانت من نصيب العدو الإماراتي ومرتزقته حصراً؛ وهذه عملية خداع مثيرة للسخرية، لأن أمريكا وقعت في شراك اعترافاتها الرسمية المتتالية في الفترات الماضية التي تؤكد فيها أنها مشاركة بشكل مباشر في المعركة “براً وجواً وبحراً” في العدوان على اليمن، سواء من الناحية المعلوماتية أم الفنية أم الإدارية أم التموينية ذات الاستخدام العسكري والاستخباري”، أما الجانب الثاني وهو العملي، هو اعتراف صريح بأن الهزيمة العسكرية كانت ضربة قاسية ومؤلمة لأكبر هجوم عسكري نفذه تحالف العدوان في الساحل الغربي، وكانت أمريكا فيه رأس حربة، جواً وبحراً، ومن الضرورة وفق دلالات الاستغاثة أن تشارك أمريكا بقوات برّية في المعركة لإنقاذ وكلائها وأدواتها التي هُزمت هزيمة ساحقة في المعارك البرية.
ناطق الجيش يؤكد
أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان، أن العمليات العسكرية في الساحل الغربي تدار بخبرات قتالية معززة بتدريبات مكثفة وإمكانيات مادية وتسليح متطور وعقيدة عسكرية مشبعة بحب الوطن، وأوضح لقمان أن الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل ينكلون بالغزاة، حيث سقط المئات منهم بين قتيل وجريح، ناهيك عن تدمير وإحراق عشرات المدرعات واغتنام الكثير من الأسلحة خلال الأيام القليلة الماضية. وقال: “إن فعالية التكتيك العسكري في الاقتراب المباشر من العدو أدّت إلى شلّ قدراته أمام استبسال أبطال الجيش واللجان وضرباتهم المسددة”.. مشيراً إلى أن الوسيلة الوحيدة للمرتزقة للنجاة هي الاستسلام أو الانسحاب، ودعا لقمان المغرّر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية ممن يساقون إلى محارق الموت في الساحل الغربي، إلى الانسحاب، فالمعركة لم ولن تكون في مصلحتهم كما يزعم إعلام العدوان، فالاستراتيجية الهجومية للجيش واللجان الشعبية قائمة على خطط مدروسة للتنكيل بالعدو واستنزافه، ولفت إلى أن قادة المرتزقة يعيشون حالة من انعدام الثقة، وقد بدؤوا بتبادل التهم بسبب عجزهم وعدم قدرتهم على المواجهة بعد نهبهم أموال الخيانة والسلاح لتمكين أعداء اليمن من انتهاك سيادته واحتلال أراضيه.
استخفاف بالجنوبيين
يعلّق الناشط الجنوبي فادي باعوم على ازدواجية العدوان في الشمال والجنوب بالقول: “يتحدث السفير السعودي عن بناء مطار إقليمي في مدينة مأرب، وهذا شيء طيب يستحقه الأشقاء، ولكن هذا السفير السعودي ومعه الإماراتي يغلقان مطار الريان الدولي في حضرموت منذ ثلاث سنوات، ويحولانه إلى ثكنة عسكرية، ومقر لجنودهم وضباطهم، ومعتقل للمخفيين قسرياً، ويضيف باعوم: “إن ما يقوم به السفير السعودي يعدّ استفزازاً واستخفافاً بالجنوبيين عامة، والحضارم خاصة، كيف لا، وقد وجدوا مجموعة من الرخاص تطبّل حتى لخراب بلدانها”.