الجديد برس : رأي
د. مهيوب الحسام
(هيا شتخارجونا والاّ كيف؟!) عبارة تتردد كثيراً هذه الأيام، في وسائل النقل وفي المقايل والمقاهي والبوفيهات والحدائق والأماكن العامة. عبارة ازداد تداولها مع هجوم العدوان الوكيل (السعوصهيوإماراتي) بقيادة الاستعمار الأصيل (الأنجلوسكسوفرنسي) على الحديدة، ومع الإفراج عن الكلمة العفنة لزعيم الخيانة من محبسها المتعفن دعماً للعدوان على الساحل الغربي إجمالاً والحديدة على وجه الخصوص. ليس هذا لوحده ما رفع منسوب الانزعاج لدي، لكنني صادفت صديقاً قديماً من أيام الدراسة الجامعية التقينا في مقيل صديق آخر، سلمنا على بعض بحرارة وسألته عن حاله وأحواله. رد: تمام. وقبل أن يسألني عن حالي سألني: سمعت كلمة الزعيم صالح الجديدة؟ رددت مستغرباً: جديدة؟! وبثقة وزهو قال: نعم جديدة. من متى؟ من قبل يومين! صالح قتل في 4 ديسمبر2017م ونحن الآن في منتصف عام 2018م! وإذا به يسمعني إياها وكنت قد سمعتها قبله. وفور انتهائها قمت بتفنيدها وإبداء بعض مساوئها. وللإنصاف كان مصغياً لكلامي بشكل جيد، ولكنه فاجأني بعد انتهاء حديثي بضحكة وسؤال كنت قد سمعته من كثير غيره، ولكني ما توقعته منه، وهو: هيا شتخارجونا والاّ كيف؟! عبارة لها ما بعدها، فهي تظهر ما تظهر وتبطن ما تبطن وتخفي وراءها ما تخفي. عبارة قالها بمجرد أن تأكد أني ضد العدوان (السعوصهيوأمريكي) على اليمن وشعبه، وأني مناهض له. قالها وقد قالها لي غيره وهو لا يعرف من أنا ولا ما هو انتمائي، مكتفياً بأني ضد العدوان أو مستاء منه، ولا فرق لديه إن كنت حزبياً أو مستقلاً، المهم أن توجهي وموقفي منه لا يعانق موقفه. غيره قالها لي بجهله الحقيقي المستثمر والموجه، وقالها هو بجهله المقنع، إلا أن كليهما لا يدرك أنه يمنحني شهادة شرف وطني وإن أراد كل منهما أن يظهر لمن حوله أني أنصاري (حوثي) سواء من باب التحذير أو من باب منحهم الضوء الأخضر لمواجهتي. لا يهم ذلك ولكن المهم أن كلاً منهما قالها وهو خارج مساحة الشرف والعزة والكرامة، قالها كل منهما وهو يبطن خلفها إرجافاً ونفاقاً أوله أمامي وآخره في عواصم دول العدوان، قالها كل منهما وهو يختبئ وراءها ولا يدرك أنها تكشف ولا تستر وأنها تنبئ عن عمالة وارتزاق وخيانة وبيع للأرض والعرض والشرف، قالها بسوء ظن أنها تخفي وقوفاً سافراً مع العدوان، وفوق هذا يقولها لك وهو يقصد أنك أنت العدوان لا غيرك، وأن بيدك وقف العدوان أو استمراره، وينسى ويتناسى أنك مواطن يمني مثله وأنك متضرر من العدوان قبله وأكثر بكثير منه، لأنك تدفع في سبيل مواجهتك للعدوان وهو يقبض، وأنه إضافة إلى معاناتك فأنت تقدم في سبيل الله وسبيل مواجهتك لهذا العدوان عرقاً ودماً وتضحيات بمحبة وصبر وإيمان لا يعرفها هو، وذلك لأن وجهته غير وجهتك وربما يغيظه ذلك.
(هيا شتخارجونا) عبارة لو لم تقل إنك ضد العدوان ما قالها لك ربما، ولربما دعاك لخيانة وطنك وأبناء وطنك من خلال مشاركتك للعدوان بقتل أهلك وشعبك من الداخل أو الخارج، وربما أظهر غرضه ووجهته! يا ليتني كنت أستطيع الصمت لأعرف!
وبما أنه زاد سعار أصحاب هذه العبارة وعبارات أخرى غيرها في زمن تحضير العدوان للهجوم على الحديدة وأيام الهجوم ذاته، أجدها مناسبة للرد وأقول لأولئك الأصحاب ومن على نهجهم يسير، وبكل ود وإيجابية أقول لهم: نعم، سوف نخارجكم وسنعمل بكل عنفوان وشرف وإباء على مخارجتكم، فكما عملنا منذ بداية العدوان على ذلك وقدمنا في سبيل مخارجتكم من هذا العدوان الظالم وقدمنا كل التضحيات، نعم لقد خارجناكم، وقد قمنا بعصر رقبة العدوان ولوينا أذرعه وكسرنا قرن الشيطان وقمنا بتلقين العدوان درساً لن ينساه في الساحل الغربي عموماً وفي الحديدة خصوصاً، وهزمناه ومرتزقته شر هزيمة، ومنعناه من أن يمارس في حقكم ما يمارسه بحق أهلنا في عدن وحضرموت، والكرة الآن في ملعبكم… والسؤال الآن موجه لكم فهل شتقعوا رجال وشتحموا أنفسكم وأعراضكم وأهلكم من أن يقع بكم وبهم ما وقع بسابقيكم في المنصورة وبئر احمد والبريقة والخوخة والمخا ومطار الريان؟! وعليكم حتى وإن لم تكونوا مؤمنين بدينكم وبوطنكم وأرضكم فإن عليكم أن تكونوا رجالاً وتدافعوا عن أنفسكم وعرضكم. واعلموا أن بعض من تم اغتصابهم في بئر احمد والريان والخوخة كانوا أكثر إخلاصاً للعدوان من بعضكم، وهي فرصة نقدمها ويقدمها اليمنيون الشرفاء لكم لتفتخروا بوطنيتكم وبالحفاظ على أنفسكم وعرضكم من الانتهاك فاغتنموا هذه الفرصة، كونوا رجالاً ولو لمرة واحدة.
التحية لهذا الشعب العظيم بجيشه ولجانه الشعبية المجاهدة وقيادته التاريخية المدركة الواعية. الرحمة والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. العار للخونة والعملاء. الهزيمة للعدوان على اليمن. النصر للشعب اليمني العظيم.