الجديد برس : رأي
محمد طاهر أنعم
تتواتر الأنباء من الرياض عن أوضاع مزرية يتعرض لها كبار المرتزقة السياسيين اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض.
تلك الأوضاع المزرية تتمثل في المنع من السفر خارج أراضي المهلكة السعودية، وسحب جوازات سفرهم، وما يشبه الإقامة الجبرية في بعض الفنادق، وكذلك قطع كثير من المخصصات المالية والمزايا.
وبتواصل شخصي لي مع بعض المقيمين هناك من أصحابنا السلفيين وصلتني معلومات عن أحد كبار القيادات الحزبية السلفية أنه حاول تقديم طلب للسلطات السعودية للسفر بابنه خارج أراضي المملكة السعودية من أجل العلاج في مرض متفاقم تعرض له ولده، فتم رفض طلبه وإلزامه هو وولده بالبقاء في الفندق بالرياض!!
والسبب أن دخول هذا القيادي السياسي كان تحت بند (هوية زائر) وهي بطاقات إقامة مؤقتة صرفتها السلطات السعودية لعدد كبير للسياسيين والإعلاميين المرتزقة اليمنيين مع بداية العدوان السعودي ضد اليمن.
ولأنه يحمل هوية زائر فليس مسموحاً لأي أحد من أهله وأبنائه المضمومين معه أن يخرج من الأراضي السعودية إلى اليمن أو أي دولة أخرى إلا مع جميع الأفراد المرفقين معه في هوية الزائر، وبحيث يكون خروجا نهائيا، وليس خروجا وعودة مثل أصحاب الإقامة الرسمية.
حاول هذا السياسي اليمني، وبحث عن وساطات متعددة، وشخصيات معروفة، وتعرضت كل محاولاته للفشل والاصطدام بالعنجهية السعودية المعروفة، والتحجج بالأنظمة، كعادتهم حين يريدون التشديد على أي أحد، بخلاف تساهلهم في الوقت الذي يريدون التساهل تجاهه.
وما يزال ذلك الشخص يشاهد ابنه يتألم أمامه ولا يستطيع السفر به أو علاجه في أي مكان، وحتى لو أراد الخروج نهائيا فغير مسموح له، لأنه مشكوك في ولائه وارتباطه بقطر سابقاً!!
هذه إحدى الحالات للإهانة السعودية لبعض السياسيين اليمنيين.
وحالة أخرى تابعتها شخصياً –كذلك- لأحد كبار القيادات الإصلاحية السياسية الدينية، وهو وزير عدل سابق في صنعاء، لا يستطيع الخروج من الفندق المخصص لإقامته إلى المسجد للصلاة إلا باستئذان في كل مرة من ضابط جهاز المباحث السياسي (الأمن السياسي السعودي).
لقد تورط هؤلاء السياسيون ورطة كبيرة بارتمائهم في الأحضان السعودية، ولم ينتبهوا إلا مؤخراً أنهم في مشكلة حقيقية، وكثير منهم يحاول الخروج منها والهروب، ولكن الحصار السعودي عليهم مشدد جداً.