المقالات

باريس تصغي لسيد اليمن والإقليم

الجديد برس : رأي

مختار الشرفي

المقابله من أجل المقابله , لا من أجل سماع او معرفة ما يجب أن يسمعه الرأي العام الفرنسي و العالمي , هذا ما ارادت ان توحي به معظم اسألة صحيفة اللو فيغاروا الفرنسية في المقابلة التي اجرتها مع السيد عبدالملك الحوثي .. المقابلة التي ارادت الصحيفة ادعاء سطحيتها كانت عميقة بفعل الاجوبة الحاسمة للسيد على الاسألة الاستراتيجية في مقابلة كانت معظم اسألتها دون مستوى السيد عبد الملك الحوثي الرجل الاكثر اهمية و تاثيرا و محورية في القضية اليمنية و المنطقه , و لا بمستوى اللو فيغارو الشهيره , او بمستوى ما كان يجب ان يبحث عنه اي صحفي من مقابلة بهذا الحجم ,

و في جانب من المقابلة لا تلام الصحيفة على ما بدى مكررا في اجزاء من المقابله او قد سبق و اعلنه السيد و سمعناه حرفيا تقريبا في خطابه بمناسبة ذكرى الصرخة يوم الجمعه الماضية , فهذا الكلام بالنسبة للصحيفة كان يمثل سبقا لها , لأن السيد اجرى هذه المقابله معها قبل إطلالة الجمعه , و منها ما ورد في الجزئية المتعلقه بميناء الحديدة و السماح للامم المتحده بدور رقابي و لوجستي في ادارة الميناء و موارده المالية و توجيهها لصرف المرتبات شريطة ان تلتزم الامم المتحده بدفع مرتبات كل موظفي الدوله و كذا لتجنيب الحديدة و مينائها العدوان عسكريا ..

خاطب السيد الرأي العام الفرنسي و جمهور الصحيفة العريض باللغة التي يفهمونها و بالحقائق التي تعمد العدوان حجبها اوربيا , فكانت المقابلة مثمرة كما ارادها السيد ,
ارادت الصحيفة اشعار السيد عبد الملك بأن هناك عزلة مفروضة عليه من خلال سؤالها عن سبب عدم توجيه دعوة له لحضور مؤتمر رتبت له السعوديه في فرنسا الشهر الماضي , فجائت اجابة السيد لتفتح سقف باريس و تدخل اليها ما كان يجب ان يسمعه سكانها حول اداء حكومتها اللا انساني و المتحيز للاموال السعواماراتيه , و ليشاهد الفرنسيون عموما كم باتت باريس نهمة و جشعة و كيف اصبح وجهها كالحا بعد تورط حكومتها في قتل نساء و اطفال اليمن و تجويعهم و حصارهم و بما تبيعه من سلاح لانظمة العدوان المتخلفة و المتحالفة في اليمن مع داعش و القاعده ,,

و ليشعر الفرنسيون بالعار بعد قراءة هذه المقابلة التي كانوا فيها مطالبين بالاجابة على اسألة طرحها السيد , تمس جوهر تاريخ فرنسا مهد الثورات الاوربية من اجل الحرية و الكرامة و العدالة , من قبيل : هل سيسمح الفرنسيون بمغادرة باريس و تسليمها لبريطانيا العظمى ان هي طلبت منهم ذلك مقابل ان لا تقتلهم و تدمر مدينتهم ؟

و كانت محورية جدا اجابة السيد على السؤال المتعلق بشروط انصار الله للقبول بتسوية سياسية و تشكيل حكومة يشاركون فيها , حيث اكتفى السيد بالتأكيد على ان هذا الامر ” كان ” متاحا قبل العدوان كما جاء على لسان جمال بن عمر المبعوث الاممي الاسبق الى اليمن , أي أن السيد لم يؤكد او ينفي القبول بذلك كما لم يعطي معلومة حول الامر , تقدم للصحيفة ما حرصت على معرفته من خلال الاسألة السابقة , التي تمحورت حول خطة غريفيث للسلام , و ما إن كان المبعوث الاممي غريفيث قد ناقش جزئية تشكيل الحكومة مع السيد من عدمه , محاولة استنطاق السيد حيال ما يقبله و ما لا يقبله مما طرح للنقاش .
و يبقى الكشف عن مساعي مبعوث فرنسي خاص للقاء بالسيد محل تسائل مهم حول ما يدفع فرنسا لارسال مبعوث خاص بها للقاء السيد , و الذي لم يكن محل ترحيب مطلق , بل كان على حكومة فرنسا و مبعوثها الخاص تقديم رؤية واضحة حول موقف فرنسا من العدوان و دورها فيه قبل البت في قبول اجراء اللقاء من عدمه , خاصة بعد اعلان حكومة فرنسا في ذات الصحيفة منذ اسابيع عن مشاركتها في العدوان على الحديدة و مينائها و الساحل الغربي عموما , و هنا نتوقف عند الارادة السياسية الواعية و الصلبة التي يتمتع بها السيد عبدالملك الحوثي , و أن اليمن فعلا تجاوزت زمن استقبال سكرتير مدير مكتب نائب رئيس فرع شركة في دبي بموكب من سيارات الرئاسة و اطقم عسكرية مسلحة و عشرات الدراجات النارية لا لشيء غير ان الضيف اوربي او ابو عقال او كوفيه صغيره ..

ختاما لماذا الان جائت الصحيفة الفرنسية ؟ و الأهم هو لماذا قبل السيد باجراء المقابله ؟ و هل كان ارسال الحكومة الفرنسية مبعوثها الخاص و طلب لقاء السيد في هذا التوقيت مصادفة ؟

هل ينتظر حقا الفرنسيون اخبارا مطمئنة من اليمن ؟

هل هناك جنود فرنسيون وقعوا في قبضة انصار الله في معارك الساحل الغربي ؟

قد لا يكون لهذه الاسألة ما يبرر طرحها , غير إن الثابت قطعا هو أن كل ملفات اليمن و الاقليم و بفعل صمود و تضحيات اليمنيين و في مقدمتهم انصار الله لن يكون المرور اليها و نقاشها إلا من بوابة صنعاء و بقرار من قائد ثورة و كفاح اليمن السيد عبدالملك الحوثي. و هذا ما اقرت به باريس و غدا ستصل الى صنعاء إقرارات باقي عواصم العالم ..