الجديد برس : رأي
أمة الصبور المروني
في زمن الحرب يتغير كل شيئ حتى الإنسان وكلٌ حسب معدنه فالإنسان النقي الحر المتسامي على النقائص الخالي من الشوائب يزداد ألقا وعطاءا وثباتا، والحديث عن الإنسان لايقتصر على الذكور والرجال بل والاناث والنساء أيضا ولذلك وفي خضم الحرب الظالمة على اليمن فإن المرأة اليمنية التي سطرت اروع الملاحم النضالية في زمن الحرب والحصار والتي لم ترضى أن تقف موقف المتفرج أو موقف مكتوفي الأيدي. ..بل اختارت لنفسها خيار المواجهة والصمود في وجه العدوان …
هذه المرأة والتي ربما لم تأخذ حظها من التعليم كغيرها من نساء العالم إلا أنها أخذت الكثير والكثير من القيم والمبادئ ونقاء الفطرة التي منحتها الوعي والإدراك بخطورة ما يمر به وطنها وجعلها تستشعر مسؤوليتها مبكرا ….
فأظهرت صمودها وصبرها و تضحياتها اللا محدودة بل هي أيضاً من زادت في صمود المجتمع ككل و جعلت منه صمودا اسطوريا قائما على أن مواجهة العدوان أمر حتمي لا بديل عنه …
استطاعت المرأة اليمنية إيجاد حراك مجتمعي في زمن الحرب من خلال مشاركتها في الفعاليات والوقفات والأنشطة الثقافية والتوعويه والجهادية و المجتمعية والخيرية…
شاركت في جميع المجالات التي تساعد في صمود وثبات المجتمع … من أجل المجتمع ..
وهبت تلك المرأة أغلى ما تملك وهو قرة عينها ..فكم من أم ودعت ابنها قائلة له ودعتك الله يا ولدي النصر أو الشهاده
وهي تحبس دموعها واهات قلبها تأن وجعا. ..وتحاول أن تبدي أمام ابنها المجاهد رباط جأشها وتكون امامه صلبه من أجل أن تمنحه القوة على مواجهة العدو …
وكم من زوجه غادرها زوجها بعد أشهر من زواجهم إلى جبهات العز والكرامة وهي صابره محتسبه لفراقة. ..
وكم أخت وقع شقيق ظهرها وسندها في الحياة أسير عند عدو لا يرحم فكانت ثقتها بالله أكبر ولم تنفك أن تدعو له ولرفاقه بالسلامة والنجاة …
وكم من بنت ذهب أباها إلى جبهة القتال ولم يعد إلا جسدا فوقفت على قبره وعاهدته أن تمشي على درب الجهاد والصلاح …
إنها المرأة اليمنية التي بذلت وضحت وصمدت وصبرت في سبيل الله وسبيل الوطن والكرامة والحرية أنها حقا أحد الأعمدة الأساسية في صناعة الصمود اليمني والثبات اليمني والنصر اليمني …
سلام الله عليكن أيها المجاهدات الصادقات المجسدات النموذج الارقى في تاريخ الإنسانية للمرأة في زمن الحرب