الجديد برس : رأي
مالك المداني
حسناً ، لنتأمل قليلاً فيما حدث ويحدث !
جريمة الأمس بحق الأسير اليمني شش
وماسبقها من جرائم عدة مشابهة لها …!
فوضى الجنوب والوضع المُزري هناك !
الإمتهان الذي يمارس بحق كل يمني يعيش تحت وطاءة الإحتلال
والكثير من الممارسات اللانسانية التي لايسعنا ذكرها وسردها هنا !
كل هذه المعطيات في حقيقة الأمر تثبت أن من يقف ورائها لايملك أي مشروع !
وليست لديه أي نية لبناء “دولة” أياً كان شكلها ونظامها أو فرض أي واقع مغاير يديره ويشرف عليه هو !
من يملك مشروع أو غاية سينافق ، سيجامل ، سيزيف ، سيحاول أن يظهر في مظهر لائق ، سيصنع نموذجاً أجمل “ظاهرياَ” مماهو عليه النموذج المنافس المتمثل في “الحوثيين” كما يسمونهم الذين أثبتوا فعلاً أنهم أصحاب مشروع ودولة !
نعم .. هم مجرد أدوات وأحذية ، ينتعلها ويتحكم بها أدوات وأحذية أكبر مقاس من سابقتها ، نعم هم عبارة عن سلسلة لامتناهية من العملاء والمرتزقة الذين لايملكون أي حرية أو قرار !
ولكن حتى العميل والمرتزق يأتي بمشروع بين يديه يجادل ويناقش ويقنع به اولئك الذين أرسل لإستعبادهم وخداعهم (( شعب اليمن )) !
ولكن هؤلا ليسو كذلك البته !!
بل على العكس تماماً يقومون بنقيض كل هذا
كان بإمكانهم معاملة أسير الأمس بطريقة لائقة “نفاقاً” أمام عدسات التصوير ، من ثمة يقتادونه إلى زاوية بعيدة لقتله أو تعذيبه أو التمثيل به !
دعوكم من هذا ، كان بإمكانهم قتله وتعذيبه هو ومن سبقه دون توثيق قبحهم الذي يرتكب بأياد “داخلية” ونشره إلى بقية اليمنيين ليصبوا جام سخطهم وغضبهم على الأداة ناسين من يتحكم بها !
كان بإمكانهم جعل الجنوب أنموذجاً فريداً بأموالهم الطائلة التي يمتلكونها يحرجون به “الحوثيين” في صنعاء وغيرها من المدن !
كان بإمكانهم … وكان بإمكانهم … وكان بإمكانهم !!
إلا أنهم لايريدون ذلك ، لايهتمون بذلك ولم ولن يكونوا أبداً في هذا الصدد … ليس لغباء فيهم !
بل لأن مانشاهده ونراه هو مايسعون لتحقيقه وفرضه !
لم يعد الأمر متعلق بإعادتنا إلى العباءة والوصاية السعودية
لم يعد الأمر متعلق بإسقاط حكم ما ، وإستبداله بحاكم أخر ينصاع ويدين بالولاء لهم ، كلا !
إن مايسعون إلى تحقيقه هو مانشاهده ونسمعه اليوم
يريدونها فوضى عارمة ، حروب أهلية ، صراعات داخلية مجازر بأياد يمنية !
يريدونها مناطقية وعرقية وعنصرية ، صنعاء عدوة لتعز
ومارب عدوة لعدن ، يريدونها أوصال مقطعة ومتقاتلة فيما بينها
يريدوننا مشبعين حقداً وكراهية على بعضنا البعض ، ليتسنى لهم الأنسحاب بهدوء وسلاسة من كل هذا ،
تاركين ورائهم يمن منهمك في النزاعات والفتن ، لايسعه رفع رأسه لمئة عام أخر !
أنه كيد ساحر ومكر شيطان ستلقفه سبحات مجاهدينا وفوهات بندقياتهم وحكمة اليمانيين ، والله خير الماكرين …!