المقالات

عزان وطواحين الهواء !

الجديد برس : رأي

صارم الدين مفضل

يواصل محمد عزان كتابة منشوراته حول حركة انصارالله والتي يطرح فيها ما لديه من مآخذ عن الحركة ومؤسسها رضوان الله عليه (وكل ما يطرحه مآخذ)..
وكنت اعتقد ان كتاباته موجهة بطبيعة الحال لجمهور وبيئة انصارالله، غير اني كنت الاحظ ان مرتزقة العدوان يغرقون منشوراته بالاعجابات والتعليقات باسماء وهمية ومجهولة اكثر من الحسابات الحقيقية فيقفلون بذلك اية امكانية للاخذ والرد منه وعليه..
وما يهمني هنا الان هو ان اسلوب محمد عزان في الطرح بات يمتاز بالسذاجة والتسطيح والقفز على الحقائق والوقائع والشواهد التي لا تخدم غرضه من الكتابة وهو النيل من انصارالله ومؤسس حركتهم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي وتشويه ثقافتهم النابعة من صميم القرآن الكريم وتطبيقاته النبوية والعلوية المتصلة بائمة واعلام اهل البيت عليهم السلام جيلا بعد جيل..
كما صار يبني كتاباته ومقالاته على معطيات ومسلمات خصوم انصارالله، وبالتالي نجد نسبة كبيرة من الاراء التي ينتهي اليها في كتاباته المطولة لا تختلف عن الاحكام “المسبقة” لمشائخ الوهابية وشيوخ الاخوان والتي نجدها منتشرة اديولوجيا بين اتباعهما، غير ان الفرق بينه وبينهم هو في المقدمات التي يضعها عزان قبل ان يصل بالقارئ الى ذات النتائج والاحكام التي يطلقها اعداء انصارالله مباشرة دون مقدمات..

صحيح ان محمد عزان كان يجيد فن الكتابة والحوار والاقناع ولكن هذا كان في مرحلة زمنية مضت وباتت تضمحل لتنتهي الى غير رجعة، وهي مرحلة صراع المذاهب والتيارات الدينية المتخالفة..، ولذا اجده اليوم عاجزا عن فهم المتغيرات الكبرى الحاصلة وحائرا امام الوقائع العظمى المتسارعة وما بني عليها من حقائق تشكلت واكتملت..،

لهذا لا يجد انصارالله انفسهم مضطرون او حتى معنيون بالرد على منشورات محمد عزان، فخطابه المذهبي واسلوبه الفتنوي لم يعد له اي تأثير او فاعلية في زمن جديد ومرحلة مختلفة، اختار عزان على ما يبدو معها ان يكون بين طي الكتب والصفحات..!

من جانب اخر قد يقول قائل ان ما يطرحه عزان موجه للناس العاديين ممن لم يتعرفوا على حركة انصارالله وثقافتهم القرآنية، كنوع من الترهيب والتخويف لمنع الناس من الالتقاء والاستماع والتقبل من انصارالله.. الا ان المتابع والمطلع على اسلوب الطرح ونوعية الموضوعات المثارة يدرك انها اوهن من بيت العنكبوت، ولا يستطيع بهكذا منشورات او مقالات التأثير على البيئة المحيطة بانصارالله لانها اقرب اليهم في تعاملهم ومخالطتهم، وهي تدرك من ذلك ما لا يدركه عزان نفسه فضلا عن قرائه ومتابعيه الافتراضيين..
وبالتالي نجد ان كتابات ومنشورات عزان قد تؤدي مفعولا عكسيا مع هذه الشريحة، ويمتد هذا المفعول حتى الى ذلك المحيط الابعد والدائرة الاوسع من مجتمع ومحيط انصارالله ليصل للمحيط الذي وصل اليه انصارالله وبقوا فيه لفترة محدودة ثم انسحبوا منه، وكذا الشريحة الابعد وهي التي وصلت اليها سمعة انصارالله الطيبة كيمنيين احرار واقوياء واشداء استطاعوا حماية السيادة والهوية اليمنية ودافعوا عن الارض والعرض للعام الرابع على التوالي..

كل ذلك التأثير والفاعلية لم يكن لانصارالله وحدهم ان يصنعوهما لولا جرائم وانتهاكات وكذب وتضليل قوى العدوان ومرتزقته في المناطق المحتلة والخاضعة لسيطرتهم الفعلية، وما يحصل في عدن وابين وحضرموت وصولا للمخا والخوخة وحيس من اعتقال وتعذيب واغتصاب وقتل واغتيال.. خير مثال وشاهد.

نخلص مما سبق ان الفئة المستهدفة من منشورات عزان وامثاله (على اختلاف ادوارهم) هي شريحة الحاقدين والحاسدين والمعقدين وارباب النفاق والارتزاق من مؤدلجي الوهابية والاخوانية ومن في حكمهم من متسيسين ومتحزبين وعملاء في الخارج والداخل ممن باتوا يعيشون ازمات عصيبة وتناقضات رهيبة.. وتشكل لهم منشورات عزان والبخيتي والرويشان مهدئا موضعيا مؤقتا، لكن سرعان ما يزول مفعول تلك المهدئات عند سماع اخبار الجيش واللجان الشعبية من قناة المسيرة وغيرها عن اقتحام موقع او صد زحف او تدمير مدرعة هنا او هناك.. اما اخبار الباليستيات والطائرات المسيرة فتنزل عليهم كالصاعقة وتدخلهم في حالة اكتئاب شديد وسبات شتوي طويل!