الجديد برس : رأي
مالك المداني
بُحت أصواتهم … تقطعت حناجرهم !
نفدت محابرهم … تكسرت أقلامهم !
إستنفدت وسائلهم … أفلست شياطينهم وأفرغت جعب مكرهم !
ولم يبقى بها أي حيلة ، ولم يوفروا أية وسيلة إلا واستخدموها
ليصوروا لنا ولأذنابهم بأن أنصارالله … سلطة صنعاء … الأنقلابيون
الحوثيون .. أو ايا كانت تسميتهم عبارة عن مكون أو تنظيم عنصري
سلالي … عرقي … طائفي لايقبل الشراكة وغير قابل للتعايش
يديره و يقف على رأسه حفنة من المرضى الذين يمارسون التفريق والتمييز بشتى أنواعه ومسمياته !!
يعتمدون على الألقاب واللكنات واللهجات والطائفة والعرق واللون في تحديد طرق تعاملاتهم وتباين تصرفاتهم وإختلاف أحكامهم وما إلى ذلك !
كتبت المقالات … وأنتجت البرامج … ونسجت الأكاذيب … وألفت الدعابات والنكات وألقيت في كل مجلس وركن وزاوية بغية تعزيز
هذا الأعتقاد وترسيخ هذا المفهوم لدى المستمع والقارىء والمشاهد !
في المقابل ، وبنفس الأصوات المبحوحة والحناجر المتقطعة
والشياطين المفلسة عكفوا على تقديم أنفسهم كنموذج يحتذى به
في الوطنية والمساواة والعدالة الإجتماعية وحب التعايش
ونبذ التمييز والدولة المدنية والعادلة التي لاتفرق بين أحد
دولة كل اليمنيين وكل تلك الترهات والخرافات ،
تحت مسميات لاتعد ولاتحصى !
لقد تغنوا بهذه الأكاذيب ولاكوها بألسنتهم حتى أعتقدت لوهلة بأنهم يحملون مشروع “مدينة أفلاطون الفاضلة” !
لقد خاضوا وجاسوا في هذا الأمر لدرجة أنهم تمكنوا من فرض واقع
مزيف ووهمي أمام من يقف بعيد عن أرض الأحداث و من يجلس متابع للشأن اليمني من وراء حجب وستائر !
واقع يضعك أمام نظامين ومشروعين ، أحدهما عنصري مقيت يقبع في صنعاء والأخر وطني نقي يتربع في عدن ومارب !
حسناً ، إن كنت أنت أحد المخدوعين بهكذا زيف وأضغاث فلا ألومك إطلاقاً فيما أنت فيه !
ولكن من حسن حظك أنك تقراء ماتقراء الأن
تفرغ لخمس دقائق فقط وأذهب لتصفح الأنترنت
إنظر كيف تتم معاملة الأسرى من قبل سلطات صنعاء “الحوثيين”
وكيف تتم معاملة الأسرى من قبل مدعي المدنية والمساواة
إنظر كيف تتم رعايتهم والإهتمام بهم مهما كان انتمائهم وتوجههم وألقابهم وما إلى ذلك عند الأولى !!
وشاهد كيف تتم تصفيتهم وإبادتهم والتمثيل بهم لمجرد لقب يحملونه
أو لكنة يتحدثون بها عند الثانية !
دعك من هذا ، تفرغ لأيام عدة وقم بزيارة إلى صنعاء
وأشهد بأم عينيك كيف يعيش الجنوبي والشمالي ، التعزي والذماري
الشافعي والزيدي ، وحتى من يقف في صف العدوان ومن يقاتله
على أرض واحدة وتحت مظلة واحدة وسلطة واحدة لاتفرق ولاتميز!
بعدها قم بالذهاب إلى عدن ومتع ناظريك بأفواج المرحلين من ابناء الشمال فقط لكونهم من الشمال ، أنظر كيف تمتهن الكرامة ويداس الشرف وتباح الدماء لمجرد اللون والشكل والملبس !!
دعك من هذا يارجل ، فقط راقب مصطلحاتهم ، أدوات ندائاتهم ،
مسمياتهم حتى … أنظر لكل هذا ،
لتعرف أي النظامين يحمل مشروع لحكم اليمن كل اليمن دون تمييز أو تفرقة ، وأيهما يحمل مشروع تنتهي حدوده عند أركان الحي الذي يقطن به !!
من منهما سيتعايش ويتشارك ومن منهما سيقصي ويقتل ويرحل !
في الواقع ، لقد حققت حركة “أنصارالله وحلفائها” نصراً أخلاقياً وثقافياً عارم ومهول يثبت فعلا بأنهم أهل دولة وأهل مدنية وأهل حكم وتعايش !
فيما أخفق العالم أجمع في أن يثبت عكس ذلك
وما تعبهم وجهدهم إلا سدى ونقش على الماء !!