الجديد برس : رأي
مالك المداني
جرائم إختطاف “النساء” من قبل قوى العدوان ومرتزقته تكررت وتزايدت بشكل مريب وملحوظ في الاونة الأخيرة !!
لا أرى أي فائدة أو مصلحة “مادية” وملموسة قد يجنيها العدو من هكذا فعل مشين ،
ولكنه على مايبدو يسعى وراء إنجاز معنوي أونفسي
له نتائج كارثية ومدمرة على النفس البشرية ستظهر على المدى البعيد !!
دعونا نتأمل قليلاً لنر مالذي يحدث !
مالذي يرجوه أعدائنا من هكذا جريمة قبيحة سبقتها جرائم عدة
مشابهة لها ولاتشكل أي فارق على الصعيد الميداني ؟!
في الواقع إن من يركز على إرتكاب الجرائم التي تمس النفس البشرية … تمس كرامتها … شرفها … مبادئها … إيمانها … محرماتها … قدسيتها … مقدساتها … إعتزازها وكل ما إلى ذلك ،
يرموا إلى خلق مجتمع خانع وفاسد متشبع بالنقص ومتخم بالذل ومطوع للعبودية والإستعباد !
كيف ذلك ؟!
حسناً ، الأمر أشبه بأن تأخذ طفل عنيد لديه معتقداته الفريدة ويؤمن بكل تلك الأشياء الطفولية التي يعلمها الجميع ، تلك الأشياء كأن :
اباه أقوى رجل في العالم ، وأن والدته لاتموت ،
وأن كل مايجري ويدور في هذه الدنيأ متعلق به ،
وأن لعبته التي يمتلكها أتت من أرض السعادة !
وكل تلك الأمور التي يتعلق بها وتمثل خط أحمر بالنسبة له ومن أقدس مقدساته !
من ثم تصدمه بواقع مغاير … تبرح أباه ضرباً ، وتقتل والدته
وتسلب منه لعبته ، وترميه على قارعة الطريق ليرى كم هذا العالم
قاس ولا أحد يهتم به !
ليكبر ويترعرع “فارغ” ومجوف من الداخل ، لايؤمن بشيء
ولايثق بنفسه ، مشبع بالنقص والدونية وقابل للطرق والتشكيل بيد من أغرقه بؤس ، وعصي جامح الطباع بيد من يريد إصلاحه وإعادة ثقته بنفسه !
الأمر بهذه البساطة ، ماعليكم سوى أن تستبدلوا الطفل العنيد ب
“المجتمع اليمني” وتبحثوا عن مقدساته ومعتقداته وخطوطه الحمراء التي يسعى العدو جاهداً لتمزيقها
وصدمنا ب واقع مغاير يدمر ذواتنا وإعتزازنا بأنفسنا وإنسانيتنا وكرامتنا !
بالطبع لن يستغرق منكم البحث وقتاً طويلاً لكي تعرفوا أن
“العرض … الشرف … حرمة النساء” أكثر معتقداتنا قدسية
وأشد خطوطنا الحمراء حمرة ، إن لم تكن دامية وقانية !
في الحقيقة أن حرمة هذا الأمر قد تسبق وتفوق حرمة الدين والوطن
لدى الكثيرين منا ، ومهما أختلف اليمنيين وتباينت ارائهم وانتمائاتهم
إلا أن الجميع بلا إستثناء لن يساوم في شرف نسائه “عاره” كما يسميه البعض ، بالطبع هناك حالات شاذة لاتستحق الذكر وليست مثال !
لأجل كل هذا ، نرى اعدائنا يقدمون على إنتهاك حرمة نسائنا أينما كن
تارة يختطفون … تارة يغتصبون … تارة يرسلون قواد يعرض
بضاعته بأسم اليمن … تارة و تارة وتارة !
أنها سياسة شبيهة بسياسات النمرود وفرعون حينما قال “لأستحيين نسائهم” !
هي نفس السياسة التي أنتجت مجتمع عجز عن إصلاحة أنبياء كثر
مجتمع ذا “نفسيات منحطة” لم يؤمن حتى رفع فوقهم الطور وأنشق امامهم البحر !
مجتمع “إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون” !
هي عملية ممنهجة ليست مقتصرة على إستهداف حرمة نسائنا فقط ، نعم هم يستهدفون هذا !
ولكنهم في نفس الوقت يستهدفون هويتنا … يمانيتنا … ديننا … كرامتنا … تأريخنا كل شيء نعتز ونفخر به !
لم تعد حربهم معنا جغرافية فقط ، بل أمتدت لتطال مجتمعنا اليمني
هذا إن لم تكن هكذا منذ بدء الأمر !
لقد تجلت طقوسهم “الشيطانية” للعيان، وأنا أعني حرفيا ما أقول
وباتوا في حرب مع الله ، إن كنتم تفقهون !!