الجديد برس – متابعات اخبارية
قالت إسبانيا اليوم أنها ستعيد النظر في شروط بيع الأسلحة والمعدات العسكرية الإسبانية للسعودية والدول المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده وينفذ عمليات عسكرية في اليمن
وأعربت وزارة الخارجية الإسبانية، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، عن مشاركتها للأمم المتحدة في قلقها من الهجمات التي ينفذها طيران التحالف السعودي في اليمن وأسفرت مقتل العشرات من المدنيين بينهم أطفال.
وذكرت الوزارة في بيانها: “إن مبيعات المعدات العسكرية من قبل الشركات الإسبانية لجميع دول المنطقة تخضع لشروط صارمة تشمل ضمانات من حكومة البلد الذي يجري توريد الأسلحة إليه، بأنها لن تستخدم خارج أراضي هذه الدولة”.
وأشارت الوزارة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وجه بإعادة النظر في الشروط مبيعات الأسلحة من أجل ضمان فعالية تلك الشروط والالتزام بها.
ودعا بيان الخارجية الإسبانية جميع أطراف الصراع في اليمن إلى احترام مبادئ القانون الدولي والعسكري والإنساني، خصوصاً فيما يتعلق بضرب الأهداف بطريقة عشوائية، ودون استخدام القوة المفرطة واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين.
وأكدت الوزارة أن الحل للصراع في اليمن لن يكون عسكرياً بل حلاً سياسياً، وأنها تدعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث للتوصل إلى حل ينهي النزاع في البلاد.
تأتي التصريحات الإسبانية عقب أربعة أيام من مقتل 51 مدنيا بينهم 40 طفلاً وإصابة 79 آخرين في غارة جوية شنها الخميس الماضي طيران التحالف الذي تقوده السعودية على حافلة مدرسية تقل أطفال خلال مروها بسوق في مديرية ضحيان بمحافظة صعدة شمالي اليمن.
وبلغ الحجم الإجمالي لتوريدات الأسلحة الإسبانية إلى دول التحالف العربي العام الماضي، 361 مليون يورو، وكانت 270.2 مليون يورو من هذا المبلغ من نصيب السعودية، وهذا الرقم أكبر بنسبة 133 بالمئة مما كان عليه عام 2016.
وأثار الهجوم على الحافلة موجة ردود غاضبة من منظمات أممية وإنسانية ومهتمة بالأطفال ودول كبرى، وجميعها دعا إلى إجراء تحقيق شفاف وعادل في الحادث.
لكن البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة سلمت رسالة لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، السبت فائت، قالت فيها إن “التحالف لدعم الشرعية في اليمن ذكر أن الاستهداف الذي حدث يوم الخميس الموافق 9 أغسطس 2018 في محافظة صعدة، هو عمل عسكري مشروع استهدف قادة الحوثيين مسؤولين عن تجنيد وتدريب الأطفال الصغار، ومن ثم إرسالهم إلى ساحات القتال كما استهدف أحد أبرز المدربين على الأسلحة، بما في ذلك مدرب على القنص. وإن هذا العمل العسكري تم وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقواعده العرفية”.
وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
وتسبب الصراع في اليمن بمقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ”الأسوء في العالم”، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
روسيااليوم