الجديد برس
في تطور جديد من شأنه رسم مشهد مختلف في محافظات الجنوب، المعارضة لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية، لدى بعض فصائل «الحراك الجنوبي»، ظهرت على السطح خلال تظاهرات في محافظة الضالع، وردفان، وأبين، وسيئون، مطالب برحيل «التحالف» الذي يفرض هيمنته على الموانئ والمطارات في الجنوب.
وتشهد المحافظات الجنوبية غلياناً شعبياً، وعصياناً مدنياً عمّ مختلف المدن منذ أيام، تنديداً بتدهور الاقتصاد وانهيار العملة، في ظل عجز حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عن إيجاد حلول لإنقاذ الريال من السقوط.
ثورة جديدة
وتوقع الصحافي، أنيس البارق، أن «الهتافات التي تم ترديدها ضد التحالف في الضالع وردفان، قد تكون بداية ثورة جديدة»، وقال لـ«العربي» إن «الكثير طالب قبل فترة التحالف بأن يجري تصحيحاً لسياسته في إدارة البلاد، فهو وحده من يملك الحل والربط، وهو من يمنع استخراج ثروات البلاد وتشغيل المؤسسات الحيوية التي يمكن أن تدر المليارات، وهو أيضاً من يمتنع عن تقديم الخدمات للناس بالتوازي مع عرقلة وجود مصادر دخل قومي مستقل».
وأشار البارق إلى أنه «كان بإمكان التحالف ولا يزال إيجاد حلول جذرية للمحروقات والكهرباء والعملة الوطنية مثلاً، كما فعل في مصر والأردن، لكنه مارس مع الجنوبيين تحديداً سياسة عفاش التي تقول جوع كلبك يتبعك، وهي سياسة فاشلة تسببت بثورة جنوبية مازالت مستمرة حتى اليوم ولا يبدو أنها ستتوقف حتى الحصول على سيادة حقيقية وكاملة».
ولفت إلى أنه «في 2007 بدأت احتجاجات الجنوبيين في الضالع ضد نظام عفاش بهتافات خجولة تقول لا شمالي بعد اليوم، ثم رفع الجنوبيون السلاح وطبقوا هذا الشعار، أما اليوم فإن الهتافات في الضالع أيضاً هي لا تحالف بعد اليوم، مع فارق أن الجنوبيين اليوم يملكون السلاح، وليسوا كما كانوا في 2007»، مشيراً إلى أن «الجنوبيين يرفضون التركيع دائماً، ويغيرون تحالفاتهم بلمح البصر.. لمن يفهم!».
مواجهة مع الشعب
سلك «التحالف» الذي تقوده السعودية، طرقاً بعيدة كل البعد عن تطلعات وغايات الشعب، واتجه في طريق آخر أدى اليوم إلى مواجهة مع الشعب كانت مؤجلة طيلة ثلاث سنوات، وتحدث الإعلامي عبدالله حاجب لـ«العربي»، عن غضب المواطنين المطالبين برحيل «التحالف» خلال الانتفاضة الشعبية في مختلف محافظات الجنوب.
وقال إن «سياسية التحالف، أفقدت ثقة الشعب بالتحالف، وكانت المحافظات الجنوبية تعلق على التحالف كثيرا من الأمنيات والتطلعات والأحلام الوردية، لكن التحالف خذل الكل وأصاب الجنوب بحالة من الصدمة».
وأشار إلى أن «تلك الأحلام تحولت إلى كابوس يقض المضاجع، وأضحى التحالف القشة التي قصمت ظهر الجنوب وأجهضت أنفاسه وأوصلته إلى الموت السريري».
تقلص شعبية «التحالف»
بدوره، قال الكاتب نبيل عبدالله إن «شعبية التحالف الذي تقوده السعودية، بدأت تتقلص يوماً بعد آخر، في محافظات الجنوب، ولم يعد الرأي العام الجنوبي بنفس الانطباع الذي كان عليه عند تدخل التحالف في محافظات الجنوب».
وأوضح أن «الضبابية والغموض وغياب المصارحة والتصحيح في مقابل الاعتماد على قوة المال والسلاح وإعلام النفاق كل ذلك أضر بعلاقة تحالف دعم الشرعية مع عامة الشعب الذي يرى نتائج تلك السياسات واضحة في استمرارية الحرب وانهيار العملة والاقتصاد واغتناء تجار وزعماء الحروب»، مضيفاً أنه «بغض النظر عن كون تلك السياسات متعمدة أو هي تقديرات خاطئة إلا أنها مكّنت أنصار الله، ودعمته واستفاد منها حزب الإصلاح، والدول المعادية للتحالف وأصبح الانطباع العام يرى بأن التحالف خذل الشعب».
تجويع الشعب
وفي ذات السياق، قال الصحافي البارز سند بايعشوت، إن «التحالف الذي تقوده السعودية دمر المدر والبشر، طوال حربه في اليمن، وكان الدولار قبل بدء عاصفة الحزم بـ250 ريال والآن خلال وجوده لأربع سنوات تجاوز 650 ريال».
ودعا بايعشوت «التحالف» إلى «مراجعة سياسة الحكومة، فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، وتفعيل مكافحة الفساد لتجفيف منابعه، إضافة إلى مهامه كون هذه المهمة لا تقل أهمية عن إرساء الأمن ومحاربة حركة أنصار الله».
بدوره، قال القيادي في «الحراك الجنوبي» علي باثواب إن «شعب الجنوب صبر أربع سنوات وتحمل أكثر من طاقته، لكن ضنك العيش وتردي الخدمات وانهيار العملة، ونحن مع تحالف من أغنى دول العالم دون الاهتمام بأبسط مقومات الحياة للناس، جعلهم يخرجون إلى الشارع مطالبين برحيل الشرعية اليمنية ومن حالفها، والشعوب الحية هي من تصنع المعجزات».
خسارة المعركة
من جهته، أوضح الدكتور جمال الميسري أن «محوري القوة العسكرية والأمنية في الجنوب: الضالع، وأبين، لبت نداء العاصمة عدن، وخرجت الجماهير إلى الشوارع تهتف: (لا تحالف بعد اليوم، برع برع يا تحالف)» وأضاف متسائلاً «يدرك ويعي التحالف السعودي الإماراتي ماذا يعني هذا؟»
وقال الميسري إن «قرارات الرئيس هادي لن تنقذ الاقتصاد أو توقف تدهور العملة، ولهذا مطلوب تدخل عاجل وسريع من السعودية والإمارات، لوقف تدهور العملة وإنقاذ الاقتصاد وإلا سيخسرون أقوى حلفائهم في الجنوب وسيخسرون المعركة».
أما الصحافي عوض كشميم، فقد اعتبر «ترديد الشعارات المناهضة للتحالف، تمثل تحولاً نوعياً في المزاج الشعبي، وهذا نتاج طبيعي للوضع المتردي الذي يمر به المواطنون في أكثر من محافظة جراء سياسة التحالف في إدارة تعاملها مع ملفات غاية في الحساسية مما يدل على وجود خلل في العلاقة مع الحكومة الشرعية مما عكس نفسه على معاناة الناس وسبل عيشهم».
نقلا عن موقع العربي