الجديد برس
لم تكن “عاصفة الحزم” هي بداية عدوان آل سعود على اليمن ، ولم تكن ايضاً هي محاولتهم الاولى لإهانة اليمنيين وتركيعهم، فعدوان آل سعود الذي يستهدف انتقاص السيادة اليمنية ، و مسخ هوية اليمنيين وثقافتهم ، و تمزيق النسيج الاجتماعي و الوطني اليمني ، لم يتوقف منذ اكثر من خمسين عام، وقد استخدم آل سعود في عدوانهم على اليمن كل الأساليب التي تحقق رغباتهم الشيطانية في اليمن.
يتحدث اليمنييون عن تورط آل سعود في قتل عدد من الزعامات الوطنية اليمنية ، بل ويؤكد اليمنييون بأنها قتلت عدد من روؤساء الجمهورية في اليمن شمال وجنوبا، ويتحدثون ايضاً عن تورط السعودية و خصوصا ملحقها العسكري الاسبق في اليمن “صالح الهديان” في قتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي بالتعاون مع عملاء السعودية في اليمن، ويؤكد عدد ممن شهدوا تلك الحقبة الزمنية تورط السعودية بملف الجرائم السياسية في اليمن ، ويتناقل اليمنيون روايات عن وقائع يثبتون بها مدى بشاعة تعامل السعودية مع اليمن كدولة ، ومع اليمنيين كأفراد ، وعن دعمها للارهابيين وللمتطرفين ووقوفها ضد أي حركة تغيير يقدم عليها اليمنيون ثورية أو توافقية ، وعن السعي السعودي الحثيث للنيل من النسيج الديني المتجانس الموروث في اليمن والذي يتكون من الموروث السني الشافعي والصوفي و الموروث الشيعي الزيدي والاسماعيلي و ذلك عبر عدة وسائل منها دعم ونشر المعاهد العلمية الاخوانية و مراكز تحفيظ القرآن السلفية ومراكز دينية سلفية بل تكفيرية في عدة مناطق يمنية، يروي اليمنيون عن مضايقات يتعرض لها الشباب اليمنيين الذين اضطرتهم الظروف لأن يتجهون للعمل في السعودية، وعن جعل انتمائاتهم وسيلة للمعايرة والاحتقار من قبل السعوديين فكلمة يماني او حضرمي او زيدي تطلق بطريقة يقصد بها الانتقاص ، وعن سوء المعاملة التي يتلقونها هناك من رجال الامن و ارباب العمل والتي تصل غالباً لإبتزاز العمال اليمنيين ، حتى الاغاني اليمنية لم تسلم هي ايضاً من ذلك ، وبحسب ما يقوله اليمنيون فإن فنهم يتعرض لعمليات تحريف وسرقة و جرف من قبل الجهات الثقافية و الاعلامية في السعودية.
اشياء كثيرة يتحدث عنها اليمنييون بألم وحسرة وهم يستعرضون علاقة المملكة الجارة بهم منذ انشاءها عندما قضمت اراض واسعة من ارض اليمن الطبيعية، ونحن هنا وعبر هذه الحلقات سوف نبتعد عما يقوله اليمنييون، و سنقرأ ونستمع ما تقوله الوثائق السعودية الرسمية والشخصية السرية والدور الخطير للجنة الخاصة وأدواتها في تدمير اليمن والقعود به عن ركب الحضارة، لنرى جميعاً ونحكم، هل يتجنى اليمنيون على المملكة الجارة ، وأن حديثهم مجرد تنفيس عن حقدهم كفقراء على جيرانهم الأغنياء؟ ام ان مايقولونه حقيقة؟ او على الاقل الجزء الذي علموه من الحقيقة وان مايتحدثون عنه مجرد الجزء الظاهر من جبل الجليد.
ومن هنا نبدأ وفِي الوثيقة التالية مقدمة عن ملف لائحة تنظيمية لعمل اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء السعودي ( حكومة الظل الحقيقية في اليمن ) التي تداعى أركان نظامها في ثورة 21 سبتمبر 2014م
سنبدأ استعراضنا لتلك الوثائق بالحديث عما يُعرف باللجنة الخاصة السعودية، وهي الجهاز المؤسسي الذي يشرف وينسق وينظم عملية العدوان السعودي على اليمن، وسنعرف عنها كل شيء من خلال الوثائق السعودية، ومن التقرير الذي أعدته اللجنة الخاصة متحدثة عن نفسها ، و تحدث هذا التقرير عن إنشاء اللجنة الخاصة قبل خمسين عام، و بالتحديد في عام ١٣٨٢ بعهد الملك فيصل ، و تم تأييد استمرارها بالأمر رقم ٢٥٩٣/٢ الصادر في تاريخ ١٣٩٥/٤/١٥ بتوقيع الملك خالد، ثم الامر رقم ٢٤١٩ بتاريخ ١٤٠٣/١٢/٢١ الصادر من الملك فهد ، و كذلك صدر عن الملك عبدالله أمراً مشابهاً برقم ٤٧٢٨/م ب بتاريخ ١٤٣٢/٧/٢١، و منذ انشاء اللجنة الخاصة والمعروفة رسمياً ب”اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء” تولى الامير سلطان بن عبدالعزيز رئاستها لاكثر من خمسين عام استمرت حتى وفاته ، ليخلفه شقيقه نائف في رئاستها وحتى وفاته أيضاً ، ليتم تعيين محمد بن نايف رئيساً لها ، وتضم في عضويتها عدد من الممثلين للجهات السعودية، مثل وزير الدولة للشئون الخارجية نزار عبيد مدني ، و نائب رئيس الاستخبارات العامة ، ونائب رئيس الاركان العامة، و انضم لها الدكتور علي الحمدان (ابوفارس) السفير السعودي السابق في اليمن ، و يتولى علي عبدالعزيز الخضيري موقع القائم بأعمال اللجنة الخاصة، وهو من يتولى عملية الادارة المباشرة والتواصل المباشر مع الجهات المسئولة في السعودية ومع العملاء في اليمن و يُسمى في اغلب تقارير العملاء بـ(الدكتور).
وفقاً للوثائق فإنه تم انشاء هذه اللجنة لإدارة كل ما يتعلق بالشأن اليمني، وعلاقة المملكة به ، بما يخدم مصالح المملكة، وقد قامت بتكوين قاعدة بيانات حديثة عن كافة المعلومات “الشخصية” لشيوخ القبائل وقادة الرأي والقادة العسكريين والسياسيين الحكوميين منهم او المعارضين والاعلاميين ، ولعدد من الافراد على كافة المستويات، بالاضافة إلى معلومات عن الاحزاب السياسية اليمنية ومؤسسات المجتمع اليمني والمنظمات والجهات الاعلامية ، وعن تاريخها وتوجهات القائمين عليها، وقد منحت اللجنة الخاصة الحق في الرصد و التدخل في كل شيء في اليمن، ابتداء من التعيينات في المناصب العسكرية الهامة في اليمن، و حتى متابعة كل مايكتبه او يقوله اليمنيون او غيرهم عبر وسائل الاعلام المختلفة في اليمن وخارجها عن اليمن وعن علاقة السعودية باليمن ، وتم تشكيل لجنة على مستوى رفيع من وزارة الدفاع و وزارة الداخلية والاستخبارات العامة و وزارة الاعلام واللجنة الخاصة لمراقبة الصحافة في اليمن وفقاً للامر رقم ط/ب ١٧٧٨٥ الصادر تاريخ ١٤٢٠/١١/١١.
كما تم تكليف اللجنة الخاصة بإستقطاب بعض ابناء القبائل اليمنية للدراسة في الكليات “الشرعية” في السعودية لنيل درجات البكالريوس و الماجستير والدكتوراة في العلوم العقائدية الوهابية ، التي بالطبع لا يُدرَس غيرها في السعودية مسخاً لهويتهم وإعادة برمجتهم على فكر داعش كما حدث مع الشيخ العكيمي وأمين عام حزب الإصلاح اليدومي ورئيس الحزب ذاته عبدالوهاب الآنسي وكثير من رواد المدارس والجامعات الوهابية في السعودية الذين كان الغرض من تعليمهم هناك النيل من هوية وماهية الشعب اليمني وحضارته وقيمه وأخلاقه ونسيجه الاجتماعي وتنوعه الفكري وكل جميل في حياة اليمنيين من ناحية ومحاربة أي محاولة لبناء دولة ونظام جمهوري يحقق أهداف ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة.
وتم تكليف اللجنة بموجب الامر رقم ٤٧٥٩ بتاريخ ١٤٢٤/٢/١ بمتابعة تطورات العلاقات بين ايران واليمن ، والامر رقم ٩٤٨٦/م ب بتاريخ ١٤٢٩/١٢/١ لمتابعة العلاقة بين ايران واريتريا.
وتقوم اللجنة الخاصة باستقطاب العملاء في اليمن وتطلق عليهم “المتعاونيين” وتسمي المبالغ التي تدفعها لهم مقابل خيانة بلدهم “المعونات او المخصصات”، وتقوم اللجنة وفقاً للوثائق بتقييم اداء هؤلاء العملاء وتقييم خدماتهم للسعودية و قياس مدى “ولاء” هؤلاء لها انتماءاتهم الحزبية والمذهبية. و قد أرفقت اللجنة الخاصة بتقريرها كشف “بالمتعاونيين” اليمنيين والذي يتضمن آلاف الاسماء، وعدد من القيادات السابقة والحالية في اليمن، وبعض النخب السياسية والمدنية والاجتماعية والكتاب الصحفيين اليمنيين ، وغيرهم ممن تعتبرهم السعودية “متعاونين” وتدفع لهم السعودية ثمن خيانتهم لبلدهم مبالغ يفوق مجموعها الشهري المأتي مليون دولار كمخصصات شهرية ،بالاضافة الى مبالغ اخرى يتم تسليمها لهم عند تكليفهم بمهام تخريبة و وردت بعضها في الوثائق ، ويجب الإشارة هنا الى ان عدد من هؤلاء الأشخاص يعتبرون في حكم اللاجئين السياسيين ولَم يتدخلوا في السياسة اليمنية منذ عقود بعد صلح حرض بين الملكيين والجمهوريين و لم تعد لهم علاقة سياسية باليمن بعد نفي النظام المصري والسعودي لهم واصبحت لهم جنسيات او تابعيات سعودية، وما يتقاضونه هو مما جرت العادة بأن يتقاضاه اللاجئين بعد أن انقلب عليهم شركاؤهم في الوطن بعد اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي رحمه الله على أيدي عملاء النظام السعودي في اليمن ، إلا ان اغلب الأسماء الواردة في كشوفات اللجنة الخاصة الْيَوْمَ هي لقيادات سياسية وعسكرية ومسؤولين كبار في الدولة ونخب اجتماعية ومازالوا يعملون في اليمن الى وقتٍ قريب في السلطة العليا ويتقلدون أرفع المناصب السياسية والقيادية في الدولة مثل فلان وفلان وفلان وفلان ونصر طه مصطفى و يس سعيد نعمان وخيرات ناس خونة وعملاء ، وهم من المؤثرين في السياسة اليمنية ولو من الخارج، وهؤلاء هم من يشكلون العمود الفقري للمخلب السعودي في اليمن ، و هم أيضاً من جمعتهم الرياض مؤخراً في حشدها الذي جمعت فيه كل عملائها من اليمن و من الجيوش الأجنبية التي تم عرضها للايجار للقيام بالاعتداء على اليمن.
_____________
الهيكل الحالي للجنة الخاصة ( السعودية ) التي ظلت تحكم اليمن من خلال العملاء طوال العقود الماضية
العملاء هم أركان النظام السعودي في اليمن الذين أسقطتهم ثورة الشعب في 21سبتمبر 2014م
المصدر : من صفحة الناشط والكاتب الاعلامي محمد ابونايف على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك”