الجديد برس
عملت القوات الاماراتية منذ دخولها لشبوة على تاسيس ذراع عسكري قوي في المحافظة ينفذ الأوامر دون اي تردد و تمثل ذلك في قوات النخبة الشبوانية .
وحرصت القيادة الاماراتية على ان تكون القيادات العسكرية للنخبة تدين لها بالولاء التام منفذة للاوامر دون اي نقاش وعزلت كل من يناقش اي اوامر صادرة.
قامت النخبة الشبوانية منذ تاسيسها مطلع أغسطس من العام 2016 وحتى اليوم، على بسط سيطرتها على أغلب مديريات المحافظة، خاصة الجنوبية منها الساحلية منها، وموانئ تصدير النفط والغاز فيها.
*جنوب شبوة…اماراتية*
اكتملت سيطرة الامارات عبر النخبة على كامل مديريات جنوب شبوة و ما فيها من موانئ و منشآت نفطية و غازية، مقصية كل من يحاول ان يناقش الأوامر.
حيث عزلت القيادة الاماراتية، اليوم السبت، قائد قوات حماية ميناء بالحاف النفطي وسلّمتها لقوات النخبة الشبوانية التابعة للمقدم خالد منصور السليماني.
ونقلا عن مصدر خاص، ان من قوات عسكرية من قوات النخبة الشبوانية محور عزان و محور بالحاف سيطرت على ميناء النشيمة لتصدير النفط و ميناء ومعسكر البيضاء و معسكر التدريب الخاص ببئر علي في مديرية رضوم.
*العظمي … وجزاء سنمار*
قائد المقاومة في رضوم و مؤسس النخبة الشبوانية العميد / خالد علي العظمي نال اليوم جزاء سنمار فبعد ان كان اول من خدم الامارات و اعانها بتاسيس النخبة كوفئ بالاقصاء الكامل عن المشهد و اصدار تعميم يحذر جميع القوات العسكرية بالتعامل معه.
العظمي الذي كان له الدور الكبير في حماية المنشات النفطية برضوم من السلب و النهب او اي عمليات تخريب بتشكيل قوة عسكرية قوامها 600 فرد من ابناء مديرية رضوم لحماية منشأتي بالحاف الغازية و النشيمة النفطية هاذي بعد انسحاب اللواء الثاني مشاة بحري من المديرية.
وفي مطلع اغسطس 2016 انتهز الاماراتيين الفرصة لانشاء النخبة الشبوانية مستخدمين قوة العظمي العسكرية قاطعين الوعود بانه سيكون القائد العام لها في محور باحاف.
و مع قدوم كتيبة من قوات السودانية ،مطلع ابريل 2017، الى رضوم ،والتي حلت محل قوات نخبه العظمي داخل ، بدات الخلافات بين الاماراتيين و العظمي.
وبعد فترة من الخلافات اقدمت الامارات ،في يونيو 2018،على اقصاء العظمي من قيادة النخبة الشبوانية محور بالحاف و تسليمها للمقدم / خالد منصور السليماني المعروف بولائة المطلق للامارات.
وكاد الوضع ينفجر عسكريا بينهما لولا تدخل وساطات اوجدت حل يرضي جميع الاطراف وهو تكوين قوة تسمى حماية ميناء بالحاف ويسند قيادتها الى العظمي مقابل تخليه عن النخبة و تهداة الوضع.
ومنذ ذلك الحين وحتى بلغ عدد من اقصت الامارات اكثر من 15 ضابط و اكثر من 70 فرد من افراد النخبة الشبوانية محور بالحاف الموالين للعظمي و الزج بهم في السجون لسبب او اخر.
*الحكومة المغيبة*
ويقول الناشط السياسي محسن ملاح في حديث له مع «جريدة العربي»: «منذ سيطرة النخبة التي يديرها ويشرف عليها ضباط إماراتيون، منعت هذه القوات، أي تواجد حكومي رسمي، أو أي من عناصر حكومية وحتى الموظفين الصغار من التواجد في تلك المواقع.
مضيفا بل وقامت باحتجاز واعتقال كل من يرفض أوامرها ويمتثل لمطامعها التوسعية الواضحة، التي لم تعد خافية على أحد.
ويوضح أن الحال وصل لدرجة دخول وخروج قيادات عسكرية وسياسية إماراتية من وإلى هذه المناطق من دون علم حكومة هادي.
مضيفاً بل ووصل الأمر بالتبجح برفع صور رموز حكام هذه الدولة وأعلامها على المنشآت النفطية، في صورة أشبه ما تكون بالاستعمار الجديد لدرجة مشمئزة لم تقم بها بريطانيا بحد ذاتها خلال احتلالها جنوب اليمن بحماية عناصر مرتزقة قبلوا بدور الأجير الرخيص.
وبلغت هذه السيطرة ذروتها بمنع وزير النقل في حكومة بن دغر صالح أحمد الجبواني من الدخول إلى الميناء في فبراير الماضي، والتداعيات التي تركها هذا المنع الذي كشف عن مدى إحكام أبو ظبي قبضتها على المواقع الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية.
حيث لم يقتصر تحكم الإمارات واستعمارها لمحافظة شبوة ومناطقها النفطية فحسب، فقد شكلت قوات موالية لها في محافظات يمنية أخرى، بينها عدن، وحضرموت تؤكد المحاذير التي حذر منها الكثيرين.
*بالحاف و الصراع الاماراتي القطري*
وكانت صحيفة «القدس العربي»، قد نقلت في وقت سابق، على لسان مسؤول حكومي قوله، إن أبو ظبي تخطط للاستفادة من غاز محطة بلحاف الغازية جنوب البلاد، ليحل محل بعض كميات الغاز القطري الذي تسعى أبو ظبي للاستغناء عنه، في ظل استمرار حصار الدول الأربع على قطر.
مشيراً إلى أن كل منابع النفط اليمنية في جنوب البلاد باتت بيد الإماراتيين.
*أطماع مكشوفة*
ورأى مراقبون أن هذه الإجراءات الإماراتية في محافظة شبوة، قد كشفت عن المرامي والأطماع الإماراتية، للسيطرة على غاز المحافظة وتموين السوق الإماراتية في ظل الأزمة الحادة مع دولة قطر.
وحول ذلك، يقول المحلل السياسي وضاح علي ناصر إنه بات بإمكان المتتبع البسيط لخارطة انتشار قوات النخبة الموالية للإمارات، سيلحظ بوضوح، أن أبو ظبي سعت جاهدة إلى نشر تلك القوات في المناطق التي تحتوي على الثروة الغازية، أكثر من تواجدها في المناطق ذات الثروة النفطية، تاركة بعض الحقول النفطية للقوات الموالية لحكومة هادي والسعودية وهو ما يوضح خطورة التقاسم الذي بات يتهدد المحافظة واليمن بشكل عام.