الجديد برس : متابعات
كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية نقلاً عن مصدر دبلوماسي فرنسي تأكيده أنّ هيئة البيعة في السعودية، تنظر في وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تحوم حوله الشكوك في اختفاء الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي الذي تحول إلى قضية دولية مزعجة لحلفاء المملكة.
وأوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي الرفيع، لـ “لوفيغارو” أنه مع تزايد الضغوط الدولية على السعودية على خلفية اختفاء جمال خاشقجي، بدأت هيئة البيعة في المملكة منذ أيام النظر – وبأعلى درجات الاهتمام والسرية – في تعيين ولي لولي العهد، والذي يرجح أن يكون خالد بن سلمان، السفير الحالي في واشنطن، وذلك تمهيداً لعزل شقيقه الأكبر ولي العهد محمد بن سلمان.
وأكدت الصحيفة أن مصدر سعودي في الرياض أشار الى أنه إذا “تم تعيين الأمير خالد بن سلمان كولي لولي العهد، فإن ذلك يعني أن شقيقه محمد بن سلمان سيغادر منصبه في المدى المتوسط، مما يعني أن فرع عائلة سلمان سيحتفظ بالسلطة، وتلك هي أولوية الملك”.
من ناحية أخرى، قالت “لوفيغارو” إنه إذا قامت هيئة البيعة بتعيين ولي لولي العهد من فرع آخر غير فرع الملك سلمان، فإن ذلك يعني أن محمد بن سلمان سيحتفظ بالسلطة في نهاية قضية جمال خاشقجي المظلمة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ابن سلمان منذ تم تعيينه ولياً للعهد، قام تقريباً بوضع كل السلطة تقريباً -الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية- تحت قبضته، على الرغم من أن البعض يرون أن صوت والده لا يزال مسموعاً.
وأكدت “لوفيغارو” أن ولي العهد السعودي بكسره للتوافق بين أمراء الصف الأول، المنحدرين من الفروع المختلفة للعائلة الحاكمة – وسبق له أن وضع البعض منهم في السجن – فإنه خلق لنفسه الكثير من العداوات داخل عائلة آل سعود.
وفي سياق اخر تتصاعد ردود الفعل الدولية على قضية خاشقجي حيث أعلن وزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا الخميس إلغاء زيارته إلى السعودية التي كانت مزمعة للمشاركة في منتدى مبادرة الاستثمار المقرر في الفترة من 23 إلى 25 من الشهر الجاري بسبب قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن الوزير قوله إنه “لن يحضر اجتماعات الأسبوع المقبل في الرياض”، فيما قالت المتحدثة باسم الحكومة الهولندية إنه تم إلغاء إرسال بعثة تجارية للسعودية بسبب ذات القضية.
وتأتي الخطوة الهولندية بعد قرار لوزير المالية الفرنسي برونو لومير، الخميس، بإلغاء مشاركته في المنتدى، وذلك امتدادا لإعلان عدد كبير من الشركات والمسؤولين والمؤسسات الإعلامية الغربية مقاطعتها المنتدى.
من جانبه قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يوم الخميس إنه لن يشارك في مؤتمر استثماري مزمع عقده في السعودية الأسبوع المقبل.
وكتب منوتشين على تويتر ”التقيت للتو (بالرئيس) دونالد ترامب والوزير (مايك) بومبيو وقررنا أنني لن أشارك في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية“.
اما الحكومة البريطانية فطالبت بمحاسبة من يقف وراء اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا أوائل الشهر الجاري، فيما قرر وزير التجارة البريطاني ليام فوكس مقاطعة منتدى “مستقبل الاستثمار” المقرر تنظيمه بالرياض الأسبوع المقبل.
ورحّب المتحدث باسم الحكومة البريطانية للصحفيين اليوم بالتعاون التركي السعودي في التحقيق باختفاء خاشقجي، مؤكدا أن لندن تنتظر من المملكة السعودية إجراء تحقيق ذي مصداقية شفاف وسريع في القضية.
وأكد المتحدث أن وزير التجارة البريطاني ليام فوكس قرر على خلفية اختفاء خاشقجي الامتناع عن المشاركة في منتدى “مستقبل الاستثمار” المعروف بـ “دافوس الصحراء” والمقرر تنظيمه في السعودية الأسبوع المقبل، خلفا لبعض زملائه الغربيين.
وأحدث اختفاء خاشقجي بعد دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، في الثاني من الشهر الجاري، صدى واسعا في العالم، حيث يقول مسؤولون سعوديون أن الصحفي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها.