الجديد برس : رأي
أنس القاضي
كلانهائية صراع القط والفار “توم” و”جيري” وعبثية السؤال: “من جاء أوّلاً الدجاجة أم البيضة؟”، بهذه العبثية يظهَرُ صراعُ أمريكا مع “الإرهاب”، وإنْ كان شكلُ ظهور هذا الصراع عبثياً، إلا أن وجودَ هذا الصراع محدّدٌ ومرسومٌ مُخَطّط في كثير من الأحيان، ويخدم مصالحَ استعمارية وتوسعية للإمبريالية الأمريكية وربيبتها دولة الكيان الصهيونية ويؤدي إلى نهايات مأساوية في المجتمع والدولة الذي يجري فيه هذا الصراع، ليس الأمر مسلياً ومحصوراً داخل الشاشة كما في حالة المسلسل الكارتوني الأمريكي” توم” و”جيري”.
بعد أقل من أسبوع من نشر “داعش” في عدن، مشاهدَ لعمليات اغتيالات قام بها في المدينة، كشف موقع أمريكي عن فرقة اغتيالات أمريكية يقودُها صهيوني قامت بمغامرات إجرامية في عدن وعمليات اغتيالات كالتي نفّـذتها “داعش”.
تزامن نشر الجماعات الوهّابية الإرهابية لعملياتها الإجرامية مع نشر الأمريكان لعملياتهم الإجرامية في وسط المدينة بعد شهر من زيارة قام بها “جوزيف فوتيل” قائد المنطقة المركزية الأمريكية إلى عدن، كُــلُّ هذا التصادُفِ والتزامن يتجاوز الصدفي والعَرضي ويرتقي إلى الضروري.
تضعُ الولايات المتحدة الأمريكية خططاً من أجل إقامة منطقة عسكرية لها في عدن ولحج، وهذا التواجدُ الاستعماري المتعلق بالصراع على المنافذ والمضايق وهذا التواجد الأمريكي المُخطّط له هو في إحدى ذرائعه سيكون لـ “محاربة الإرهاب”، مما يعني أنه لا بـُـدَّ له من استعراض للإرهاب، كي يحضر (مكافِح الإرهاب) في علاقة الترابط الشرطية بين نقيضين في الشكل موحدَين في الجوهر، وهما الولايات المتحدة الأمريكية والجماعات الإجرامية الوهّابية بفصائلها وأسمائها المُختلفة.
إنَّ أحدَ أبعاد نشر موقع “باز فيد نيوز الأمريكي” لتواجد قُــوَّات أمريكية في عدن، هو إظهار هذه العلاقة بين الإرهاب وأمريكا، بين الغزو الأجنبي ومحاربة الإرهاب، بين عدن ومُخَطّطات العدوان، وكجزء من تهيئة الذهنية لصراع قادم مفترَضٍ في عدن، وحضور أمريكي علَني في محافظة عدن المدنية.