الجديد برس
تقرير: سالم عليوه
احتضنت الحديدة، الأربعاء، أول اجتماع مباشر بين الأطراف اليمنية بإشراف أممي، لكن هذا الاجتماع الذي من شأنه التأسيس لعملية سلام شامل يترقبه اليمنيون بفارغ الصبر لا تزال مخرجاته مكبلة بالكثير من العوائق، ليس أولها استمرار الخروقات منذ بدء سريان الاتفاق في الثامن عشر من الشهر الجاري، بل لأن مؤشرات قناعة التحالف بهذا الاتفاق الذي جاء على واقع ضغوط دولية ضئيلة جداً، لاسيما وأنه لا يريد أن ينطبق عليه المثل القديم “خرج من المولد بلا حمص”، وهو الذي جيَّش البر والبحر والجو في سبيل السيطرة الكاملة على الحديدة.
اجتماع فريقي اللجنة المشتركة التي تضم ثلاثة ممثلين من حكومة هادي ومثلهم من قوات صنعاء، برئاسة رئيس البعثة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة بناءً على اتفاق السويد، باتريك كاميرت، في فندق وسط المدينة التي تتولى قوات صنعاء حمايتها، جاء بعد إرهاصات كبيرة مر بها وفد حكومة هادي الذي قدم من عدن على متن موكب واستوقفته نقاط القوات الموالية للإمارات على الساحل أكثر من مرة، مما اضطر الأمم المتحدة للاستعانة بسيارتها الخاصة لاستكمال مشوار الفريق الذي أبلغ بأن التحالف مصر على أنه ما من اتفاق بدون موافقته.
مصادر مطلعة كشفت بأن اللقاء الذي عقد في فندق أوسان انتهى بتوزيع رئيس اللجنة الدولية مسودة مشروع على الطرفين يتضمن آلية تنفيذ وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في المدينة، على أن تبدأ عملية وقف إطلاق النار من الطرفين الليلة، لكن وبعيداً عن مناطق التماس التي تخضع فعلياً للجان الرقابة، تشهد مناطق بعيدة كمدينة الشعب تصعيداً من قبل قوات التحالف، وفقاً لمصادر عسكرية في صنعاء، وتلك التحركات تمثلت بتعزيزات واستحداث خنادق ومتارس، ومن شأن هذا تهديد الاتفاق الذي يتعرض يومياً لعشرات الخروقات من قبل التحالف، بحسب ناطق قوات صنعاء العميد، يحيى سريع.
حتى الآن لم تتضح الرؤية كاملة بشأن مستقبل المدينة، غير محاولة رئيس البعثة الأممية جسّ نبض الأطراف وقد طلب بعدم تناول تحركاته إعلامياً، لكن المؤكد وكما يقول المسئولون في صنعاء بأن ما من سلطة أو قوات ستديرها غير القوات المتواجدة حالياً بداخلها، بدليل أن وفد حكومة هادي لم ينزل في مناطق خاضعة لسيطرة قواته، ولم يأتِ بالقوات الجرارة التي تحدثت حكومة هادي عن تجهيزها بقوام 5000 عنصر لنشرها في المدينة، فحكومة هادي التي سبق وأن روجت وسائل إعلامها لوصول صخر الوجيه إلى عدن لاستلام سلطة الحديدة، ومن ثم عادت لتقول بأنها حصلت على تعهدات أممية بتسليم المدينة لـ”الشرعية” تواصل سرد الحكايات لأنصارها حتى لا يشعروا بمرارة الهزيمة التي تلقوها في س السويد سياسياً.
التحالف الذي تحدثت مصادر مطلعة عن إبلاغه لجنة هادي بعدم اتخاذ أية قرارات دون الرجوع إليه يواصل تبرير ما يعتبرها مراقبون مقدمة لإجهاض اتفاق اليمنيين في السويد، فوسائل إعلامه لا تتوقف عن نشر الأخبار التي من شأنها تفجير الوضع، آخرها تركيزها على صورة مدير أمن الحديدة الذي كان بجانب رئيس البعثة الأممية خلال مؤتمر صحفي واستباقها لأي اتفاق بالحديث عن رفض صنعاء تسليم ميناء الحديدة، وناطق قواته لا يزال يهدد بانهيار الهدنة بحجة “خروقات الحوثيين”، مع أن طائرات بلاده لا تتوقف عن التحليق في سماء المدينة حتى بوجود كاميرت ولجنته على الأرض.