الجديد برس : متابعة اخبارية
في وسط نهار الخميس، على غير عادة قرارات الملك سلمان وولي عهده التي تطلع قبيل بزوغ الفجر، تفاجأ السعوديون بقرارات الملك الجديدة في سلسلة إقالات وتعيينات؛ كان على رأسها إقالة وزير الخارجية، عادل الجبير، من منصبه، وتعيين وزير المالية السابق ووزير الدولة الحالي، إبراهيم العساف، بدلاً منه.
ورافق خبر إقالة الجبير تعيينه بمنصب وزير دولة للشؤون الخارجية.
وقد يحمل قرار تعيين العساف نوعاً من التضادّ في القرارات بين الملك وولي عهده؛ فولي العهد محمد بن سلمان هو من أمر باعتقال العساف بتهم فساد، وهي اتهامات ذُكرت رسمياً في وسائل الإعلام السعودية، ما شكّل فضيحة لهذه الشخصية المرموقة، إلا أنه بعد فترة من الاعتقال صدر قرار بالإفراج عنه، والأكثر وضوحاً هو صدور أمر ملكي من الملك سلمان بتعيين الوزير المعتقل سابقاً بمنصب “رئيس الدبلوماسية” السعودية؛ كوزير للخارجية.
من “الفساد” إلى الخارجية
تعيش الدولة السعودية في هذا الوقت أسوأ أزماتها التاريخية؛ الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول قدرة الوزير الجديد على التعامل مع هذه الأزمات التي عجز عنها سلفه الجبير، لا سيما فيما يتعلّق بقضية اغتيال الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، على يد مقرّبين من ولي العهد، محمد بن سلمان.
ويتساءل مراقبون في الشأن السعودي؛ كيف لمتهم بالفساد أن يترقّى إلى درجة وزير خارجية؟ أو بالأصل “كيف يبقى في منصب وزير دولة ما دامت هناك اتهامات بذلك الحجم ضده؟”.
ففي الثاني من يناير الماضي، ظهر وزير المالية السعودي السابق، إبراهيم العساف، أحد معتقلي “الريتز”، في جلسة مجلس الوزراء، بعد تبرئته من تهم فساد.
جاء ظهور العساف في صور بثّتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، لأولى جلسات مجلس الوزراء للعام الجاري 2018.
وكان العساف قد احتُجز في فندق “ريتز كارلتون”، وسط الرياض، أوائل شهر نوفمبر من العام الماضي، بتهمة تلقّيه رشى وأموالاً مقابل منح مناقصات في قضية توسعة الحرم المكي، بالإضافة إلى قضايا فساد مالي أخرى، لكن السلطات في الوقت نفسه لم تعفه من منصبه كوزير للدولة ساعة اعتقاله.
وقالت صحيفة “سبق” المقرّبة من الحكومة السعودية في حينه، إن جهات التحقيق اكتشفت عدم صحّة جميع البلاغات التي وردت خلال فترة عمله السابق كوزير للمالية، وعلى ضوء ذلك قرّرت السماح له بمغادرة الفندق والعودة إلى عمله كوزير للدولة.
من هو العساف؟
إبراهيم عبد العزيز العساف، من مواليد عام 1949، شغل سابقاً منصب وزير المالية؛ من سنة 1996 حتى سنة 2016، ثم أُعفي من منصبه كوزير للمالية بمرسوم ملكي، مع تعيينه وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء السعودي، في أكتوبر 2016.
حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ولاية كولورادو، في الولايات المتحدة، عام 1981، كما حصل على ماجستير في الاقتصاد من جامعة دنفر بالولايات المتحدة، عام 1971.
بماذا غرّد الشباب السعودي؟
علّق عشرات المغرّدين السعوديين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اليوم، على قرار تعيين العساف في منصب حساس كالخارجية، وإن اعتبر البعض المنصب معطلاً زمن عادل الجبير.
ففي سياق ذلك لم يعلّق الجبير على قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية، حتى مرور 18 يوماً من حدوثها، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول اختفاء رئيس الدبلوماسية السعودية عن أكبر أزمة دبلوماسية وسياسية تشهدها المملكة منذ تولي محمد بن سلمان ولاية عهد أبيه.
وقال أحمد عبد الباسط في تغريدة على تويتر: “شالوا عادل الجبير من وزارة الخارجية وجابوا إبراهيم العساف كان وزيراً للمالية 20 عاماً؛ 96 إلى 2016، كان بن سلمان محتجزه بالريتز بتهم فساد، وطلعه وعمله وزير العرب. دولا حاجة مسخرة والله”.
في حين غرّد عبد العزيز الجري: “التحقيق مع إبراهيم العساف قرار حكيم.. تعيين إبراهيم العساف وزير الخارجية قرار حكيم.. حال المطبّلين مع الأوامر”.
وسخر عبد ربه من التعيين قائلاً: “إبراهيم العساف وزير الخارجية السعودية كان معتقل قبل أشهر بفندق الريتز كارلتون بتهم فساد تاب الله عليه سبحان الله عينوه وزيراً”.
من جانبها علّقت سهام الروقي: “تعريف سوء المنقلب في نص سطر: إعفاء الجبير وزير الخارجية، وتعيين العساف وزيراً للخارجية”.
قرارات الملك الجديدة
وأصدر العاهل السعودي، الملك سلمان، اليوم الخميس، أمراً بإعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسته، وإعادة تشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية.
ومن بين أبرز الإقالات الجديدة، بالإضافة لتعديلات الخارجية، أمر الملك سلمان بإعفاء تركي آل الشيخ من منصبه كرئيس لهيئة الرياضة، وتعيينه رئيساً لهيئة الترفيه، وعيّن عبد العزيز بن تركي الفيصل مكانه.
وقرّر الملك سلمان تعيين الرئيس التنفيذي لقطاع التلفزيون في مجموعة “روتانا”، تركي الشبانة، وزيراً للإعلام، وحمد آل الشيخ وزيراً للتعليم.
وأمر العاهل السعودي بتعيين الأمير عبد الله بن بندر وزيراً للحرس الوطني، كما أعفى الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز من منصبه كسفير في لندن.
وأُعفي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة عسير، من منصبه “بناءً على طلبه”، إضافة لإعفاء سلطان بن سلمان من رئاسة هيئة السياحة وتعيينه رئيساً لهيئة جديدة في السعودية متخصّصة بالفضاء.
وعيّن الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز آل سعود أميراً لمنطقة الجوف بمرتبة وزير، وعُيّن تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أميراً لمنطقة عسير بمرتبة وزير.
الخليج اونلاين