الجديد برس : رأي
مالك المداني
مصلحة الضرائب … قد تكون هي الجهة المدنية الحكومية “الوحيدة” التي لمسنا فيها تغيير إلى الأفضل وتحسن في مستوى أدائها الوظيفي وإنخفاض معدل الفساد الذي إستشرى بداخلها منذ أمد طويل !
في نفس الوقت ومن باب الصدفة البحتة ،
كانت هي أيضاً الجهة الحكومية الوحيدة التي تعرضت لهجوم شرس ومخيف من قبل الجهاز المركزي للمحاسبة والرقابة وإعلامه الرقابي أو رقابته الإعلامية أو مهما كان تسميتها تحت عنوان عريض وهاشتاغ :
#فساد_مصلحة_الضرائب !!
نشرت فيه تقارير عن التجاوزات و الفساد والإختلاس والنهب والسلب التي تحدث في قسم “كبار المكلفين” وغيره من الإدارات والأقسام التابعة للمصلحة !
الأمر الذي لم تذكره تلك التقارير هو أن رئيس المصلحة قام بإحالة مسؤولي تلك الأقسام إلى نيابة الأموال العامة قبل أن تطبع تقارير الجهاز وقبل أن يعرف القائم عليه ليوجه بطباعتها وقبل أن يتم الإتفاق على هاشتاغ موحد ليعمم في مجموعاتهم الإعلامية ويتم تداوله بهذا الشكل !
وقبلهم الكثير ممن تمت إقالتهم او إحالتهم بتهم الفساد والإختلاس ونهب الأموال العامة وماشاكلها …. وهي سابقة فريدة لم نسمع مثلها من قبل !
مع هذا لم نرى أحد يطبل أو يصفق أو يشيد بهذا الرجل أو يلمع صورته ويزينها أويضع عليه هالة من القدسية كما لو أنه نبي مرسل مثلما يحدث للبعض من مسؤولينا الأكارم الذين تضج بأخبارهم الدنيأ
إذا ما قاموا أو قعدوا وكأنهم جلبوا المجد من فك التنين !!
كل مارأيناه هو أن الجهاز المركزي للرقابة … قد تحول من الجهاز الأعلى سلطة في هذا البلد إلى بوق قدح وتشهير ونشر للغسيل والشتائم !!
لقد أختزلت وظائفه ومهامه في مجموعات “واتساب” إفتراضية أقصى ماتقوم به هو إختيار هاشتاغ موحد ليتم تداوله !
وياليتهم أختاروا جهة أو مصلحة أو وزارة او شخصية تستحق القدح والتشهير !!
لقد تركوا فساد النفط ، فساد الغاز ، فساد المالية ، فساد العدل ، فساد الشباب والرياضة ، لقد تركوا فساد 44 وزارة وفساد عشرات الصناديق والمصالح والهيئات والقطاعات ، لقد تركوا فساد مئات الشخصيات
وإختاروا مصلحة الضرائب فقط … الجهة التي هي اقرب ماتكون لتصبح أنموذجاً يحتذى به في بقية المرافق الحكومية “بشهادة الجميع” لاشهادتي انا ، لينهالوا عليها بهكذا حملة لامبرر لها !!
أخيراً … أنا لا أعرف من يكون الأستاذ هاشم الشامي رئيس مصلحة الضرائب كما هو أيضاً لايعرف من أنا ،
كما أنني لا أعرف من يكون الأستاذ علي العماد رئيس الجهاز المركزي للرقابة كما هو أيضاً لايعرف من أنا !
لذا لاتربطني ولن تربطني بالأول مصلحة شخصية ولا أهتم بذلك كما لايوجد ولن يوجد بيني وبين الثاني عداوة شخصية ولا افكر بذلك !
كل مايهمني وأفكر به هو أن هنالك أمر خاطىء فيما يدور ويجري
لم يكن هذا التهريج ماثرنا لأجله … ولن نسمح لهكذا تفاهات بالمرور !