الجديد برس : متابعة خاصة
رحبت الأمم المتحدة، اليوم الأحد 30 ديسمبر/كانون أول 2018، بإعادة انتشار قوات حكومة الانقاذ ” صنعاء”، في مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن.
و أشارت الأمم المتحدة، إنه يجب التحقق من ذلك بشكل مستقل لضمان أن يتماشى مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم.
و أوضحت في بيان صدر اليوم، تلقته وكالة رويترز أن أي إعادة انتشار لن تكون مقنعة إلا إذا تمكنت كل الأطراف و الأمم المتحدة من مراقبتها و التحقق من أنها تتماشى مع اتفاق ستوكهولم.
إلى ذلك وصف عضو وفد حكومة صنعاء عبدالملك العجري مواقف بعض المشاركين المحسوبين على الطرف الموالي للتحالف في مشاورات السويد بالغريبة..موضحا بأن ما يثير الاستغراب من موقف بعض أعضاء وفد الرياض هو عدم فهمهم وقراءتهم لاتفاق السويد, مرجعا سبب الجدل حول اتفاق الحديدة قد يكون سوء الفهم عند المتابع العادي أو الذي لم يطلع على نص الإتفاق.” حسب قوله ”
وشرح العجري في سلسلة تغريدات له على “تويتر” تفاصيل بنود الاتفاق الخاص بمدينة الحديدة والميناء حيث قال”
أن المشروع اولي الذي طرح في البداية ينص في بنده (٥و١١و١٢ )على تسليم المدنية للسلطة المعنية المنتخبة قبل سبتمبر ٢٠١٤ وغيرها من المطالب التي كانت الإمارات تطرحها من بداية التصعيد , الا ان هذا المشروع استبعد واسقطت تماما البنود (٥،١١،١٢) من الصيغة الاخيرة.
وأوضح العجري أن الضمانات لوقف إطلاق النار وتنجيب المدينة والميناء الدمار تمثلت في خيارين الأول منها بقاء كل طرف حيث هو لكن كان هناك تخوف من ان بقاء القوات العسكرية للطرفين على خطوط التماس يجعل احتمال عودة المواجهة كبيرة .
أما الخيار الثاني وهو ما تم اعتماده اخراج القوات والجيش من المدينة وضواحيها وكذلك المواني وكلها تحت سيطرة سلطة صنعاء باستثناء محيط كيلوا ١٦ بحيث ترتفع قوات العدوان منها وفي المقابل يقوم الجيش واللجان بالانسحاب من المدينة والمواني ويكتفي بالسلطات الامنية المختصة لحمايتها, وهي الشرطة والنجدة وخفر السواحل وحماية المنشاءات بحسب الصلاحيات الممنوحة لها قانونا.
وأضاف عضو وفد حكومة صنعاء عبدالملك العجري بالقول : كان الانتشار الكثيف للجيش واللجان في المدينة والمواني بعد التصعيد العدواني الاماراتي الاخير.
هذا وكانت جماعة الحوثيين قد اعلنت امس السبت عن بدء مسلحيها في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في ميناء مدينة الحديدة (غربي اليمن)، وفقاً لاتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة مطلع العام الجاري.
وقال رئيس وفد صنعاء محمد عبد السلام أن قوات الجيش واللجان الشعبية أعادت انتشارها من ميناء الحديدة واستلام خفر السواحل للميناء بحضور فريق الأمم المتحدة.
وأكد رئيس وفد صنعاء أن الخطوات المتقدمة التي أنجزت تثبت حرص القيادة السياسية على تحقيق الأمن والاستقرار ودعم عملية السلام.
ووصف محمد عبدالسلام تسليم ميناء الحديدة لقوات خفر السواحل بأنه تقدماً كبيراً يثبت المسؤولية والحرص على تجنب المعاناة الإنسانية . ” حسب قوله ”
وقال عبدالسلام ان قوات خفر السواحل تسلمت ميناء الحديدة من قوات الجيش واللجان الشعبية بحضور فريق من الأمم المتحدة حسب قوله .
وكانت قوات صنعاء “الحوثيين” بدأت منذ ليلة الجمعة تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة بناء على اتفاق السويد وتنفيذا لتوجيهات القيادة.
ونقلت وكالة الأنباء «سبأ» التابعة لحكومة صنعاء عن المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع، قوله إن «قوات الجيش واللجان الشعبية بدأت منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة».
وذكر «إنه وبناءً على ما نص عليه اتفاق ستوكهولم وتنفيذاً لتوجيهات القيادة فقد بدأت قواتنا منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة».
وأضاف «إننا ننتظر من لجنة المراقبة الأممية إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته المنصوص عليها في المرحلة الأولى من اتفاق ستوكهولم وهي الانسحاب من الجهة الشرقية للمدينة وبقية الأجزاء الحرجة حسب نص الاتفاق».
زكشف سليم المغلس، عضو وفد جماعة الحوثيين في مشاورات السويد تفاصيل تسليم ميناء الحديدة إلى خفر السواحل، وفقا لاتفاق الأمم المتحدة
وقال المغلس، إن فريق الأمم المتحدة برئاسة، باتريك كمارت، المعني بتنفيذ مشاورات السويد وصل إلى ميناء الحديدة، صباح اليوم، لبحث خطط إعادة انتشار قوات الطرفين في المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وأضاف المغلس أن القائم بأعمال محافظ الحديدة ومدير الميناء وفريق لجنة التنسيق التابع لصنعاء كانوا في استقبال الوفد الأممي، حيث قامت اللجان الشعبية التابعة لقوات صنعاء بالانسحاب والخروج من الميناء بناء على مخرجات السويد.
وأوضح عضو وفد صنعاء، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، أن الوفد الأممي توجه إلى معسكر خفر السواحل والتقى برئيسه، ثم قامت قوات خفر السواحل باستلام الميناء أمنيا وباشرت عملها في الميناء فيما يختص بالجانب الأمني.
كما تم الاتفاق مع رئيس لجنة التنسيق الأمني بأن يقوم كل طرف بإعداد خطة مكتوبة فيما يختص بعمليات إعادة الانتشار وتسليمها بنهاية اليوم إلى مكتب المبعوث الأممي وأن يحدد فيها كل طرف المواقع المراد الانسحاب منها
وأشار المغلس إلى أن فريق صنعاء طلب من لجنة التنسيق اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل أن يقوم الطرف الآخر التابع لحكومة هادي بسحب قواته من محيط المدينة وجنوب المطار، وأن يتم مراقبة التعزيزات العسكرية التي يقوم فيها بتدعيم قواته بشكل مستمر حتى الآن، ويكون هناك موقف حاسم لوقف تلك التعزيزات
ولفت عضو وفد المشاورات إلى أن رئيس لجنة التنسيق الأمني أكد على أهمية أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأطراف لتسهيل عميد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد كاملا دون قفز أو انتقائية لبنود دون أخرى، مشيرا إلى أن اللجنة جاءت لتنفيذ ما تم التوافق علية في مشاورات السويد وليس بدء مشاورات جديد بين الأطراف.
ومساء الجمعة، انتهت “الاجتماعات الأولى” للجنة التنسيق المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة وميناء الحديدة.
وكانت الاجتماعات قد انطلقت الأربعاء، بعد انضمام أعضاء اللجنة من جانب الشرعية، ودخولهم مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة “الحوثيين”.
وقبل أكثر من أسبوع، اعتمد مجلس الأمن قرارا يأذن للأمم المتحدة بنشر فريق لمراقبة وتسهيل تنفيذ اتفاقات العاصمة السويدية ستوكهولم.
وعلى الفور، عينت الأمم المتحدة الجنرال “باتريك كاميرت” رئيسا للفريق، وضم إليه 30 آخرين، وصل منهم 8 إلى الحديدة، بالإضافة إلى الأعضاء الستة من الحوثيين والشرعية.
وتتركز مهمة اللجنة في مراقبة وقف إطلاق النار وسحب قوات الطرفين من مدينة وميناء الحديدة، وميناءي “الصليف” و”رأس عيسى”، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ خلال 21 يوما من سريان الهدنة التي بدأت في 18 ديسمبر / كانون الأول الجاري.
كما تراقب اللجنة التزام الطرفين بعدم جلب أي تعزيزات عسكرية للمدينة، وللموانئ الثلاثة، والالتزام بإزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة، إلى جانب القيام بدور رئيسي في عمليات الإدارة والتفتيش في الموانئ، وتعزيز وجود الأمم المتحدة فيها وفي المدينة.
وقال عضو وفد صنعاء “الحوثيين” للمشاورات السياسية حميد عاصم في تصريح تلفزيوني إن مبادرة صنعاء بالبدء بالانسحاب هو لأجل إلقاء الحجة وإزالة المخاوف التي علل بها الطرف الآخر رفضه للبدء بتنفيذ الاتفاق، وهو ما كانت راهنت عليه قوات الشرعية، لإفشال الاتفاق.
ورغم أن قوات التحالف لم تستطتع إعلان رفضها للاتفاق مع استمرار استفزازها لصنعاء بالخروقات الكثيفة للتهدئة والتي بلغت يوم أمس الجمعة 158 خرقا وغارتان جويتان ، إلا أن وسائل إعلامية تابعة للتحالف من بينها قناة سكاي نيوز الإماراتية وصحيفة مكة السعودية تسعى إلى تبرير تأخر القوات الموالية للتحالف في الانسحاب بالتشكيك في خطوات صنعاء.
وقالت قناة سكاي نيوز إن إعلان الحوثيون أنهم انسحبوا من ميناء الحديدة مشكوك فيه، بيد أن هذا الانسحاب كان بإشراف الأمم المتحدة.
وتجد قوات التحالف بحسب مراقبين نفسها أمام حتمية الانسحاب من الأجزاء الشرقية للمدينة أو تحمل تبعات رفضها أمام المجتمع الدولي والجهات الراعية لاتفاق السويد.