الجديد برس : عدن
نهب مسلحون مجهولون، في مدينة عدن نحو مليوني دولار تخص بنك التضامن الإسلامي الدولي.
وكشفت مصادر مصرفية، اليوم الاثنين، عن أن مسلحين مجهولين على متن سيارة اعترضوا، أمس الأحد، إحدى سيارتين لنقل الأموال تابعتين لبنك التضامن يرافقهما طقم أمني، في شارع التسعين بمديرية المنصورة التابعة لمحافظة عدن، وقاموا بنهبها بما حوته من مبلغ مالي كبير، ولاذوا بالفرار.
وقال المصادر إن السيارة التي قام المسلحون بنهبها كانت تحمل أكثر من مليار ريال يمني (ما يعادل مليوني دولار)، فيما تمكنت السيارة الأخرى التابعة للبنك من الفرار وعلى متنها نحو 700 مليون ريال يمني.
وأوضحت مصادر أن السيارتين كانتا تنقلان مبلغ يقدر بنحو مليار و700 مليون ريال يمني (أكثر من ثلاثة ملايين دولار)، من البنك المركزي اليمني في مديرية كريتر بعدن إلى مقر بنك التضامن.
وأبدت المصادر استغرابها من عدم تحرك الطقم الأمني المرافق لسيارة البنك رغم أن وبداخله نحو ١٢ رجل أمن لصد المسلحين. واعتبرت ذلك دليل على وجود عملية تواطؤ في العملية.
وكشفت المصادر عن أن الأجهزة الأمنية هددت قيادة بنك التضامن الإسلامي الدولي إن أفصحت عن الحادثة، وذلك بمبرر أن الأمن يسعى لاستعادة الأموال، وفي حال تسريب الخبر للإعلام، لن يتم استرداد الأموال.
ويُعَد بنك التضامن الإسلامي الدولي أحد أكبر البنوك التجارية في اليمن ويبلغ رأسماله نحو ٢٠ مليار ريال كأكبر بنك تجاري يعمل في البلاد، كما يعد بنك التضامن أحد الاستثمارات الناجحة لمجموعة هايل سعيد انعم التجارية اليمنية العملاقة، وهو واحد من ثلاثة بنوك مرخص لها العمل تحت نظام المصارف الإسلامية في اليمن.
وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها عملية نهب وسطو مسلح في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، في حربها ضد جماعة الحوثيين التي تسيطر على غالبية المناطق شمالي اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء.
لكن المبلغ الذي تم نهبه أمس الأحد، يُعَد الأكبر منذ استعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً السيطرة على مدينة عدن عقب طرد الحوثيين منها.
وسبق أن تعرضت رواتب موظفي مكتب التربية بمحافظة أبين في 16 أغسطس الماضي، لعملية نهب من قبل مسلحين مجهولين. وقالت مصادر أمنية، حينها أن المسلحين اعترضوا سيارة أمين صندوق مكتب التربية بمحافظة أبين، بالقرب من جامع الخير بمديرية خور مكسر شرقي عدن ولاذوا بالفرار بعد نهبهم مبلغ ٧٦ مليون ريال هي مرتبات موظفين في مكتب التربية والتعليم بأبين. كما تم نهب رواتب المتقاعدين في محافظة أبين في ١٩ فبراير الماضي من قبل أحد أفراد نقطة العلم التابعة للحزام الأمني في عدن والتي تفصلها عن أبين.
وذكرت مصادر أمنية حينها أن الجندي، صلاح عبدالرب اليافعي، قام بنهب 100 مليون ريال رواتب المتقاعدين في محافظة أبين من نقطة العلم على متن أحد الأطقم التابعة للحزام الأمني.
وتشهد عدن ثاني كبرى مدن اليمن ومقر الحكومة المعترف بها دولياً والبنك المركزي اليمني، وضعاً أمنياً غير مستقراً مع تزايد مظاهر الفوضى والعنف وانتشار المسلحين في الشوارع وتنامي نفوذ المسلحين بينهم مجموعات جهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك منذ استعادة قوات الرئيس عبدربه منصور هادي بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، السيطرة الكاملة على المحافظة في يوليو عام 2015، عقب طرد قوات جماعة الحوثيين التي كانت تسيطر على أجزاء منها.
كما تشهد عدن عمليات اغتيالات وتفجيرات تستهدف رجال أمن ومسئولين مدنيين وعسكريين وأئمة مساجد ينتمون للتيار السلفي وحزب الإصلاح.
وتسيطر على عدن أيضاً قوات متعددة الولاءات منها قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب العداء حزب الإصلاح، فرع الأخوان المسلمين في اليمن.
والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي بهدف إعادته للحكم على العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014