المقالات

بن لزرق والكيل بالمكيال الأعور

الجديد برس: رأي

صلاح السقلدي

فتحي بن لزرق: (الحركيون في جنوب اليمن سابقاً والانتقاليون حالياً، للأمانة من أغبى المنظومات السياسية….حالياً الانتقاليون معهم قيادي جنوبي انفصالي جديد اسمه “نبيل الصوفي، فبعد 11 عاماً على انطلاق الحراك قرر “الصوفي” تزعم مطالب الانفصال..ونبيل داخل السوق والناس مروحة، وفارش البضاعة والناس معطفة، ورغم ذلك سيتم الاحتفاء به مثلما تم الاحتفاء بغيره، فالمنظومة غبية ولا تقرأ التاريخ،ونبيل سيقضي وطراً وسيمضي مثله مثل توكل وحميد وعلي الطارق ومحمد البخيتي وغيره ولا عزاء للأغبياء.ومن الطرافة أن نبيل ذاته قبل عام كان يتقدم صفوف القوات التي تقتل أبناء الجنوب في المخا، هذا قبل عام ليس قبل 20 عاما.. واليوم يتزعم مشروع الانفصال. افهموا يا أغبياء.. لا يوجد شمالي مع الانفصال..).أنتهى.

-والله يا صديقي أصبحنا في حيرة من أمرنا: فأن انفتحنا نحن الجنوبيون على الأصوات الشمالية المعتدلة التي تتعاطف مع قضيتنا وحاولنا توظيف مواقف هذه الأصوات لمصلحة قضية الجنوب فنحن في نظر البعض – ومنهم أنت فتحي بن لزرق -. أغبيا وسذج ونمجد أصنام شمالية . وأن شككنا في نواياها – كما يفعل بعضنا- فنحن في نظر البعض ومنهم بالتأكيد انت بن لزرق أيضاً متطرفون ومزايدون ولا نعرف أصول السياسية ولا فن الممكن ونستعدي الجميع بالشمال ضد قضيتنا ونبيع الوهم للناس بالجواني والشوالات.

صدقني ليس نبيل الصوفي ولا توكل كرمان ولا غيرهم هم من غيّـــر- وسيغيّــر -رأيه تجاه القضية الجنوبية – مع أنهما وغيرهما من الأصوات الشمالية لم يتبنوا مشروع الجنوب التحريري على الطريقة الجنوبية بقدر ما تعاطفوا مع الحق الجنوبي على طريقتهم وبالحدود التي رسموها لأنفسهم لأحزابهم، وربما انتهزوا القضية الجنوبية ليوظفوها ضد بعضهم بعض بالشمال كما حصل بمحطات عدة- بالتالي فلا يمكن أن نقول انهم خذلونا بشيء هم لم يعطونا فيه أية وعود من أساسه- وحين غيروا مواقفهم من القضية الجنوبية أو بالأصح خفضوا سقف التضامن والتعاطف السياسي معها انطلقوا أيضاً من مصالحهم السياسية، التي تتغير كرمالٍ متحركة شأنها شأن أية مصالح سياسية باي رقعة بالعالم و شأنهم في ذلك شان كثير من الأصوات الشمالية التي تعاطت مع القضية الجنوبية بحسب المصالح بل قُــلّ شأنهم في ذلك شأن كثير من الأصوات الجنوبية التي انهارت خطابتها من علو التحرير والاستقلال الى حضيض الأقلمة والشرعنة وسقطت بالأخير ببركة وحدة فندق موفنبيك لمصالح لا علاقة لها بالسياسة كما كان الحال مع بعض الأصوات الشمالية بل المصيبة انها لمصالح شخصية ومالية محضة، ومن ينتقد سقوط هؤلاء فهو في نظرهم مزايد وبائع وهم.

إذن فأن كان هناك ممن يستحق السلخ والعتب على تغيير مواقفه تجاه الجنوب فهم بعض أولئك الجنوبيين أنفسهم الذين أداروا ظوهرهم لقضية الشعب بالجنوب، وليس للأصوات الشمالية، التي هي ليس معنية أصلا بالوقوف الى جانب القضية الجنوبية، وبالتالي فأي تغيير لمواقفها فهو أمر متوقع ولا يستحق أي عناء لكشف اسبابه أو التبرم منه.

فحين كان الصوفي يقف الى جانب القوات التي تقتل أبناءنا بالمخا قبل عام كما قلت أنت فأنت كنت بن لزرق كنت بماقبل تصفهم بالشُقاة أبو ألف ريال سعودي- وكنتُ تستهجن ارسالهم الى هناك وكنتُ أنا وغيري كثٌــر معك في ذلك – مع فارق أنني مازالتُ على موقفي هذا -. فالذي نقل الصوفي من طرف المعارض للتحالف الى طرف التأييد هو مصلحة حزبه وقناعته السياسية، تماما مثلما أنت انتقلت من المعارض الشرس بالأمس لإرسال الجنوبيين الى الحديدة والمستهجن الغاضب لكل من يدعم هذا التحالف باستخدامه للدم الجنوبي خلف الحدود الى مؤيدا له اليوم وبقوة ،بل ما زلتُ أتذكر منشورك الجريء الذي قلت فيه ذات يوم بما معناه أن أي يمني شمالي أو جنوبي يؤيد أو يستقوي بأية قوة اجنبية أو عربية أو يؤيدها فهو انسان منحط و (…).

في وقت أيضاً كنتَ أنت تحذر فيه الجميع من خطورة الرئيس عبدربه منصور على الجنوب وتهاجمه بضراوة على عكس تأييدك المفرط له اليوم ، مع انه لم يغير موقفه لا من الوحدة ولا من الجنوب بل انت الذي تغيرت بذات الدرجة التي تغير بها الصوفي من خصم للجنوب الى صديق وهمي، بل قل بذات درجت تغير حميد الأحمر من مناصر للجنوب الى عدو ناكر. وبهذا يحق لنا نتساءل: فكيف لنا أن نلوم الصوفي -وحميد وتوكل وغيرهم -أنه غير مواقفه من ضفة الى ضفة ، وـأنه غدا سيفعل كما فعل من سبقوه ، وأنت بنفسك قد انتقلت وتغيرت من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال، من المؤيد لمشروع الجنوب بل الى الوحدوي الشرعي،- وهذا قناعة سياسية لا نصادرها عنك ولا نملك الحق بذلك أصلا -, متعللا بموقفك هذا بالأخطاء الجنوبية التي لا يمكن لنا نكرانها-، وكأن الطرف الآخر” الشرعية” الغارق بالأخطاء والخطايا لا يأتيه الباطل من يمينه أو شماله .

إذاً من الذي تغير تجاه الجنوب؟ ومن الذي يستحق اللوم؟ بل من الذي يفترض أن يكون مع الجنوب ظالما أو مظلوما ولا ينقلب عليه الجنوبيين اصحاب المصلحة الدائمة أو الشماليين مثل الصوفي وغير الصوفي اصحاب المصلحة العابرة؟.

لا تستغرب أن حميد الأحمر- وغيره – غيروا مواقفهم بعد أن كان يزمجر بقناة الجزيرة مع القضية الجنوبية فهو لم يخرج عن فلسفة الانتهازية بالتقّــرب من القضية الجنوبية لحاجة في نفسه ونفس حزبه وتجارته الطائلة, مثلما فعل غيره ممن استخدموا القضية الجنوبية كقفازات يد . فهل كان موقف السفير السعودي الذي صورتموه قبل يومين بعدن الغد انه ضحية من ضحايا الجنوب تعرضت لهجوم نووي جنوبي- المتزلف للقضة الجنوبية بداية الحرب كما هو موقفه منها اليوم- وهل كان موقف الرئيس هادي أيضا تجاه الجنوب في بداية هذه الحرب هو ذات الموقف الحاد الذي يقفه اليوم؟ طبعا لا، ولكن لم يثر ذلك حُمـية لديكم لسبب نجهله، وبهذا يحق لنا أيضا أن نتوقف عند هذا التغيير من هادي أن كنا منصفين كونه موقف يشكل أكثر ضررا وتأثيرا على الجنوب بعد أن قضى هادي وطره من هذه القضية أكثر مما يجب أن نتوقف أمام موضوع تغيير موقف حميد الأحمر وتوكل وربما غداً نبيل الصوفي كما توقعت أنت؟ .

قبل الختام: نعلم أن لا شمالي مع الانفصال كما أشرت بمنشورك، ، فالشمال مستفيد منها، فلا غرابة في ذلك، فالغرابة هي أن تجد جنوبي مع الوحدة والجنوب متضررا منها، وتبلغ الاستغراب مبلغه حين يكون هذا الجنوب وحدويا بحسب الطلب والحاجة،ومن باب اغاظة الآخرين.

ولله الحجة البالغة.