الجديد برس
أكدت مصادر سياسية أن قيادات رفيعة في حكومة هادي استقبلت محافظ تعز الجديد نبيل شمسان، في القاهرة، بمراسم باذخة وصلت كلفتها إلى أكثر من 3 ملايين ريال.
وأشارت المصادر إلى أن من بين من حضروا حفل الاستقبال رشاد العليمي مستشار الرئيس هادي، و سلطان البركاني، ومحافظ تعز السابق أمين محمود، حيث أجري حفل الاستقبال على مركب بولونيل في شاطئ النيل بكلفة أكثر من 60 ألف جنيه مصري، ما يعادل أكثر من ثلاثة ملايين ريال.
المصادر أوضحت أن حضور قيادات من المؤتمر الشعبي العام حفل الاستقبال تحمل رسالة واضحة للقوى السياسية والعسكرية في حزب الإصلاح المتنفذة في مدينة تعز، مفادها أن الرجل لن يأتي من وراء الكواليس كالمحافظ السابق، بل أصبح الأمر علانية، حسب المصادر.
من جهة أخرى اعتبر مراقبون تعيين هادي لنبيل شمسان القيادي في المؤتمر الشعبي محافظاً لتعز، خلفاً لأمين محمود الذي عين بتزكية من القيادي في المؤتمر حمود الصوفي، إعادة لأركان النظام السابق لقيادة المحافظة، الأمر الذي قد يكون سبباً لتأجيج الصراع أو إشارة إلى محاولة سحب البساط من تحت أقدام الإصلاح المتنفذ حالياً في تعز.
ناشطون في حزب الإصلاح شنوا بعد تعيين شمسان مباشرة هجوما شرسا نتيجة توجيهه بإقالة رئيس جهاز الأمن السياسي المحسوب على الحزب.
واعتبر الناشطون في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي القرار مؤشراً على بدء المحافظ حملة لتنفيذ أجندة الامارات التي تسعى للقضاء على الاصلاح في معقله.
وكان نبيل شمسان اصدر قرارا قضى بإقالة العميد عبدالواحد سرحان رئيس جهاز المخابرات وإحالته إلى التحقيق.
وبرر شمسان هذا القرار الذي جاء بعد ساعات على تأديته اليمين الدستورية بالرد على اقتحام سرحان قاعة اجتماعات المحافظة خلال لقاء لأعضاء اللجنة الأمنية في المحافظة “شاهرا سلاحه”.
وكان “التحالف” أصدر قراراً عبر هادي بتعيين محافظاً لتعز محسوب على المؤتمر وقائداً للواء في القوات الخاصة والحرس الجمهورية المحسوب على نجل صالح في خطوة اعتبرها ناشطوا الاصلاح بالتحضير للمعركة في إشارة لمساعي الامارات لتعزيز الموالين لها في المدينة بعد إعادة ابو العباس إلى المدينة تلك الفترة الذي كان قد خرج إلى عدن سابقا.
التحالف رفض مشروع اتفاق السويد بشأن تعز ، وفقا لتصريحات أعلنها محمد عبدالسلام رئيس وفد صنعاء، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة اخيرة للتحالف لتفكيك الاصلاح في تعز على غرار ما حدث في عدن.
حدث ذلك في وقت كانت تعيش فيه المدينة صدمة بعد اكتشاف مقابر جماعية لضحايا تبادلت جماعة ابو العباس وفصائل الاصلاح الاتهامات بالوقوف خلفها.
وعلى وقع تعيين شمسان تلك الفترة وما اعتبر عودة المؤتمر، أضطر الإصلاح أن يخطب ود الناصري في تعز حيث هنأ حزب الإصلاح، خصمه اللدود الحزب الناصري، إذ عبَّر أمين الإصلاح عبدالوهاب الآنسي في برقية لنظيره الناصري، عبدالله نعمان القدسي، بمناسبة احتفال الأخير بالذكرى الـ 53 لتأسيس الحزب، عن تطلعاته لـلاصطفاف معاً في “استعادة الدولة” وتضمنت برقية الآنسي عرضاً بالتحالف مجدداً، مذكرةً الناصريين بـ”المحطات النضالية التي تشاركها الحزبان والعملية السياسية والتجارب الانتخابية”.
الإصلاح أضطر لعرض التحالف مجدداً مع الناصري مبررا لـ”استعادة الدولة” وسط مخاوفه أن تكون إعادة التحالف لملمة المؤتمر من خلال التعيينات الجديدة هدفاً لضربه، لاسيما وقد أصبح يمتلك الكثير من الأعداء في المدينة المدعومين إماراتياً، وأبرزهم أبو العباس.
جائت تهنئة الإصلاح حينها في وقت تمر فيه علاقات الحليفين السابقين في اللقاء المشترك بتوتر وصل حد تبادل الاغتيالات على مستوى القيادات العسكرية، لكن تعيين التحالف للقيادي في حزب المؤتمر نبيل شمسان محافظاً لتعز، والقيادي السابق في القوات الخاصة والحرس الجمهوري سمير الحاج قائداً للمحور أثار مخاوف الإصلاح.
وعادت الفصائل الموالية لحزب الإصلاح في تعز إثر تعيين شمسان، تمددها في المدينة مع استمرار حصارها لجماعات أبو العباس الخصم اللدود للجماعة.
وسيطرت مجاميع يقودها غزوان المخلافي على مناطق جديدة حينها بعد معارك عدة مع فصائل أخرى.
وكانت “غزوات” غزوان توقفت بعد مغادرة المحافظ السابق، أمين محمود للمدينة، لتعود بتعيين المؤتمري نبيل شمسان محافظاً جديداً، خصوصا وقد أصدر بعد ساعات من تأديته اليمين الدستورية قراراً بإقالة عبدالواحد سرحان “قريب غزوان” من الأمن السياسي، وإحالته للتحقيق.
حينها واصلت إدارة أمن تعز، المحسوبة على الإصلاح، تجريم خصمها أبو العباس، فأعلنت عن ضبط معمل لصناعة المتفجرات في مبنى إدارة مجموعة هائل التي كانت يتخذها الحارث العزي- أحد قادة كتائب أبو العباس- مقراً له.. وأشارت الشرطة في بيان لها إلى أنها صادرت كمية من الألغام والمتفجرات ومواد تصنيعها.
في تلك الفترة أصدرت اللجنة السعودية- الإماراتية عبر الرئيس المستقيل هادي، تعيينات لتحويل المحافظة إلى ساحة تصفيات جديدة بين الإصلاح والمؤتمر.
وجاءت تلك التعينات ضمن قرار ذُيِّل بتوقيع هادي وتضمن تعيين نبيل شمسان نائب وزير الخدمة السابق- المحسوب على المؤتمر- محافظاً للمحافظة، وقرار آخر بتعيين سمير الحاج- المحسوب على القوات الخاصة والحرس الجمهوري التابعة لنجل صالح سابقاً- قائدا لمحور تعز خلفاً لخالد فاضل، يد الإصلاح الضاربة في المحافظة.
وقضى القرار أيضاً بتعيين خالد فاضل مستشاراً في وزارة دفاع هادي وأمين محمود عضواً في مجلس الشورى.
وتم تعيين شمسان بعد اجتماع للسفير السعودي، محمد آل جابر بالمحافظ السابق أمين محمود “الذي لم يمض على تعيينه سوى عام واحد اضطر بعدها للاعتكاف في القاهرة إثر هجمة شرسة من إعلام الاصلاح” وشوقي هائل المحافظ الأسبق، وعدَّت مصادر إعلامية التعيينات تلك نتيجة إجماع بضرورة مواجهة الإصلاح بقوة على الأرض.
شكل انضمام المؤتمر إلى صفوف خصوم الإصلاح، أبرزهم الناصريون في اللواء 35 مدرع وكتائب أبو العباس ضربة كبيرة للحزب الذي يحاول المناورة في وجه مساعي التحالف لضربه، وسبق أن عرض رسمياً التخلي عن الحكومة مقابل الاحتفاظ بمعاقله في تعز ومارب التي تواجه تحدياً كبيراً.
وتشهد المحافظة منذ 2015 حالة صراع، واستقطاباً حاداً أثر على الوضع فيها وحال دون تمكن السلطات المحلية الموالية للتحالف من مهامها، حيث تداول على إدارة المحافظة أكثر من 4 محافظين في أقل من أربع سنوات بدءاً بشوقي هائل الذي استقال بعد رفض الإصلاح لاتفاق رعاه مع الحوثيين ومن بعده علي المعمري وصولاً إلى أمين محمود ومن ثم نبيل شمسان.
من كل هذا جاء الاحتفاء الفاخر بشمسان الذي أدى قرار تعيينه إلى إرباك حسابات الإصلاح في تعز، وجعلته يتواضع في تعامله مع خصومه بعد شدة، وهو ما دفع أحد القيادات المؤتمرية لوصفه حسب شهود “قاهر الإخوان”.