الجديد برس : رأي
مختار الشرفي
مشهد الافراج عن الاسير السعودي المريض الجندي موسى عواجي كان مؤثرا جدا ، و زاد من وجدانيته عواجي نفسه ، عندما صعد عواجي على سلم الطائره و اصر على الالتفات الى من كان متواجدا جوار الطائرة بالمطار ، و الوقوف طويلا رغم مرضه لتحية من كانوا موجودين و تلويحه بيده مودعا و شاكرا لمن كانوا يلوحون بيدهم لوداعه بسعادة و حفاوة و ود .
كان عواجي يلوح بيده أبعد من محيطه يلوح بالتحية لصنعاء و صعده و اليمن و اليمنيين عموما ، في مشهد قل نضيره في العالم ، هذا الجندي الاسير يعبر عن حبه لمن رعوه و أكرموه كأسير ، و عاملوه بقيم انسانية و دينية عظيمة كمريض هم مؤتمنون عليه و مهتمون بسلامته و بأداء كامل حقوقه ، و مشفقون عليه ، و سعداء بأنه يغادر ليتلقى العلاج الذي لم يتمكن اهله في اليمن من توفيره له ، فارسلوه للعلاج و لينجو من الموت ،،
كان عواجي مغادرا ليحصل على العلاج ، بينما عشرات الآلاف من المرضى اليمنيين مسجونون في بلدهم من قبل بلاده المعتدية عليهم ، يموتون بأمراضهم و لا يستطيعون السفر للعلاج من نفس المطار ، الذي فتح كقلوب اليمنيين له ليسافر للعلاج ، و كان اليمنيون يقولون له ، نحن سعداء أنك ستتمكن من النجاة و الحصول على علاج في بلدك الذي يعتدي طغاته علينا و يظلموننا ،،
إنها قمة الإنسانية تلك التي جسدت حرص اليمنيين على قيم الحياة الكريمة و الحرص عليها حتى لمن كان عدوا ، و بقيادة من يرسي هذه القيم سلوكا و عملا السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ، الذي بادر لاطلاق سراحه لله دون عطاء او جزاء إلا طلب رضاء الله و قبلها استجابة لأمره ، فأي الناس أكرم من اليمنيين و أي الناس يملك دينهم و اخلاقهم ، و أي جاهل بعدها يعتقد بأن النصر لن يكون لغير اليمنيين قبلة التاريخ و الانسانية و الدين ..